نجل الرئيس التونسي يستهل العام الجديد بمهاجمة الشاهد و«الترويكا الجديدة» والنهضة تنعى «النداء»

 حسن سلمان
حجم الخط
0

تونس – «القدس العربي»: استهل حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي ورئيس الهيئة السياسية لحزب نداء تونس، العام الجديد بمهاجمة الحكومة التونسية وحركة النهضة، حيث نعت الأولى بأنها «فاشلة»، فيما اتهم الثانية بـ»الاحتيال»، ضمن ما أسماه «الترويكا الجديدة»، على نتائج انتخابات 2014. وردت قيادات من النهضة وأطراف مؤيدة للحكومة بالحديث عن «نهاية» نداء تونس كحزب سياسي، معتبرين أن الأخير هو من انقلب على نتائج الانتخابات السابقة.
وفي رسالة وجهها إلى أعضاء حزبه، دوّن حافظ قائد السبسي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «نمر اليوم إلى سنة إدارية جديدة ستكون حاسمة في تاريخ تونس العزيزة، وكذلك في مسار ومستقبل حزبنا (حركة نداء تونس)، خاصة بعد المرور بسنوات متعاقبة منذ 2012 كانت كفيلة بوضع الحركة على مدار الريادة السياسية رقماً أساسياً فاعلاً في المشهد ومحدداً في مسار الانتقال الديمقراطي كدعامة للتوازن السياسي وإطاراً لتجميع القوى المؤمنة بالمشروع الوطني الديمقراطي الوسطي المنحاز لمكاسب دولة الاستقلال والمتطلع لمستقبل أفضل لفائدة الشعب التونسي. سنوات غنية بالتجارب والدروس فيها أوجه للافتخار بالمكاسب وفيها أوجه لأخذ العبرة من السلبيات والأخطاء، وسنوات نقف فيها اليوم في ظروف صعبة يقع فيها محاولة استهداف حركة نداء تونس بالإضعاف وبث الفرقة والاختراق في سياق أزمة سياسية شاملة تعرفها البلاد، لكننا نبشر كل الندائيات والندائيين أن حركتهم التي لم تقدر أجواء الترهيب والحصار على إضعافها سنوات التأسيس لن تقدر الدسائس والمناورات على المس منها ومن دورها الوطني الذي انحازت فيه للإجماع الوطني من أجل إنقاذ تونس، فيما انحاز غيرها لفائدة حساباتهم الحزبية الضيقة ومصالحهم الشخصية على حساب مصالح الوطن، وحتى باستعمال كل النفوذ ووسائل السلطة والدولة».
وأضاف: «حركة نداء تونس خاضت الانتخابات البلدية وهي تحمل أمام الشعب حصيلة حكومة لم تحقق أي منجز إيجابي لفائدة الشعب التونسي وتحملت حركة نداء تونس المسؤولية رغم أنها كانت شريكاً في الحكم وليست صاحبة القرار الكامل فيه. وبالرغم من كل هذه الظروف، تمكنت الحركة من تصعيد ألف وستمائة مستشار بلدي بعد عملية انتخابية عرفت إقبالاً متوسطاً على التصويت، وهو ما اعتبرناه مكسباً أبرز للجميع أن نداء تونس رغم كل المصاعب والعراقيل يبقى هو المرجعية الأساسية للتوازن السياسي في البلاد، نجح في 2014 وهو يحمل آمال البديل دون حصيلة في الحكم يمكن أن يحاسب عليها، وصمد في 2018 وهو يعيد بناء نفسه متحملاً وزر فشل حكومة ما سمي بالوحدة الوطنية، ثم اليوم بالابتعاد والقطع مع الترويكا الجديدة بعد عملية التحيل على نتيجة الانتخابات التشريعية لـ2014 من كل هذه الأطراف المكونة اليوم للحكومة».
وتابع قائد السبسي: «ندخل مرحلة جديدة في تاريخ الحركة التي أسسها الأستاذ الباجي قائد السبسي ووضع لها شعار الوطن قبل الأحزاب كمنهج ورؤية ومشروع بقناعة ثابتة بأن نداء تونس سيخرج منتصراً موحداً من هذه المرحلة، تماماً كما حافظ على موقعه الريادي طيلة المراحل السابقة رغم الهزات والمصاعب، لكن انتصاره الحقيقي هو انتصار تونس على أزمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية واستعادة الشعب التونسي للأمل في مستقبل بلاده، أما الندائيات والندائيين فإني أدعوهم بهذه المناسبة للمساهمة في مؤتمرنا الانتخابي القادم كمحطة مهمة لمواصلة بناء وإصلاح الحزب على أسس ديمقراطية وتجميع كل أبنائه على قاعدة الأفضلية لمن يبذل ويقدم لفائدة نداء تونس وإشعاعه ووحدته، ولفائدة تونس الوطنية الحرة الوسطية الحاملة لمشروع دولة الاستقلال التي ضحت من أجلها الأجيال».
وعلّقت يمينة الزغلامي، النائبة عن حركة النهضة، على تصريحات قائد السبسي بقولها: «نداء تونس لم يعد نداء تونس نفسه الذي كان سنة 2014 باعتبار أن النداء انقسم إلى أحزاب أخرى وتقلص عدد أعضاء كتلته إلى حد أصبحت معه الكتلة الثانية بالبرلمان، إضافة إلى أن العديد من المنشقين من الحزب شكلوا أحزاباً أخرى، وبالتالي لا يمكن الحديث إلا عن من تبقى من النداء». وأشارت إلى أن النهضة هي «الحزب الوحيد الذي بقي محترماً لنتائج انتخابات 2014 ، واستدركت قائلة إن حافظ قائد السبسي تغير موقفه من حركة النهضة بعد الانتخابات البلدية بما أنه لم يهنئها بفوزها بنتائج الانتخابات. ورغم ذلك، فان النهضة رئاسة وكتلة كانت تتعامل مع النداء كحزب أول وكتلة وفق انتخابات 2014، ولكن بعد التصويت على حكومة يوسف الشاهد وبعد أن أعلن النداء أنه في المعارضة، يبدو أن النداء هو من انقلب على نتائج 2014»، معتبرة أن «السياسي المحنك لا بد أن يحدد موقعه إما أنه في الحكم أو في المعارضة».
وتحت عنوان «ثورة سائلة وديمقراطية هشة» دوّن محمد القوماني، عضو المكتب السياسي للحركة: «إنّ حزب حركة النهضة، الذي كان قمعه وحظره عنوان الاستبداد خلال العقود الأخيرة، لا يزال بعد تقدّمه في الانتخابات ومشاركته في الحكم بعد الثورة، يُتهم بمحاولة «التسلّل لمفاصل الدولة» ويُعامل ككيان «غريب»، بل ويطالب البعض بحلّه وحظره من جديد. لنكتشف أنّ «الدولة الصلبة» تستعصي عن إدماج معارضيها السابقين».
فيما قال وليد الجلاد، النائب عن كتلة الائتلاف الوطني المؤيدة للشاهد، إن حزب نداء تونس «انتهى تماماً، والاتحاد الوطني الحر هو الحاكم داخل ذلك الكيان، (كما أن) الأمين العام للنداء، سليم الرياحي، فار خارج البلاد!»، محملاً «حافظ قائد السبسي وزبانيته مسؤولية السطو على الحزب».
وأضاف: «نحن اليوم نصلح ما أفسدناه، والقيادات والشخصيات الوطنية التي أسست النداء ستشكل حزباً سياسياً بقيادة رئيس الحكومة يوسف الشاهد».
وكان حزب الاتحاد الوطني الحر أعلن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي اندماجه في حزب نداء تونس، في خطوة أثارت جدلاً داخل الطبقة السياسية في تونس، حيث قلل البعض من أهميتها ووصفها بالعبثية، معتبرًا أنها تدخل في إطار الصراع المستمر بين نجل الرئيس التونسي ورئيس الحكومة، فيما حذر آخرون من تواصل «السياحة الحزبية» في البلاد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية