الرئيس التونسي قبل استقالة قائد جيش البر

حجم الخط
3

تونس ـ «القدس العربي» : حاولت الرئاسة التونسية حسم الجدل الذي رافق استقالة قائد جيش البر الجنرال محمد الصالح الحامدي، مشيرة إلى أنها ستحاسب كل من يحاول إدخال المؤسسة العسكرية في التجاذبات السياسية القائمة في البلاد.
وأكد الناطق باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر أن الرئيس منصف المرزوقي قبِل استقالة الحامدي، مشيرا إلى أن الرئاسة تعرف الأسباب الحقيقية للاستقالة لكنها ترى أنه من الضروري التحفظ عليها.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة وتابعته «القدس العربي»، أكد منصر أن الرئاسة «تدين كل التصريحات التى تمس من شرف المؤسسة العسكرية وكل القادة العسكريين الذين قاموا بدورهم الوطني منذ دخولهم هذه المؤسسة».
وأضاف «ان التشكيك فى قدرات القادة العسكريين وكفاءتهم وشرفهم العسكري جريمة يعاقب عليها القانون خاصة اذا ما صدر ذلك عن موقف سياسي ورغبة فى ادخال المؤسسة العسكرية فى دائرة التجاذبات السياسية».
وكانت وزارة الدفاع التونسية أكدت أمس الأول قبول استقالة قائد جيش البر الجنرال محمد الصالح الحامدي التي قالت إنها جاءت بناء على «أسباب شخصية» لم تذكرها.
ورجح بعض المراقبين لـ»القدس العربي» أن تكون الاستقالة رد فعل على «فشل» قوات الجيش في التصدي للمجموعات الإرهابية، وخاصة بعد هجوم الشعانبي الأخير الذي تسبب بمقتل وجرح حوالي 40 جنديا تونسيا، فيما لمح آخرون إلى وجود خلاف بين وزير الدفاع غازي الجريبي والجنرال الحامدي.
لكن منصر شدد على ضرورة الابتعاد عن تقييم عمل المؤسسة العسكرية، مشيرا إلى أنها يجب أن تبقى «فوق كل التجاذبات السياسية بغض النظر عن اي خلافات حقيقية او مفترضة».
وحول ارتباط الاستقالة بأحداث الشعانبي، اكتفى منصر بالقول إن الجنرال الحامدي أكد للرئيس المرزوقي استعداده للقتال في الشعانبي كجندي بعيدا عن أي منصب قيادي.
وأشار إلى أن رئاسة الجمهورية طلبت من وزارة الدفاع قائمة باسماء الضباط القادة ليتم اختيار احدهم لخلافة الحامدي «وفقا للتنظيم المؤقت للسلطات العمومية والتراتيب الاخرى».
وكانت الرئاسة التونسية أصدرت أمس الخميس بلاغا تلقت «القدس العربي» نسخة منه، أكدت فيه أن المرزوقي استقبل الحامدي وقبِل استقالته بعد فشل محاولات اقناعه بالعدول عنها.
وأكد المرزقي خلال البيان استمرار تقديم الدعم المادي والمعنوي للجيش و»تمكينه في أسرع وقت ممكن من العتاد الذي يحتاجه لمواجهة العصابات الارهابية وتدارك كل الوقت الضائع الذي تعرّض فيه الجيش للتهميش والاضعاف المقصود من قبل النظام الاستبدادي».
كما طالب التونسيين مجددا بالالتفاف حول الجيش واحترام خصوصية المؤسسة العسكرية والأمنية و»عدم اقحامهما في صراعات سياسية عقيمة وخطيرة لتتفرّغا لمهمتهما النبيلة في الدفاع عن حرمة وطننا وسيادة شعبنا والنظام الشرعي الذي يختاره بكل حرية».
ويواصل الجيش التونسي تمشيط عدد من المناطق القريبة من الحدود مع الجزائر، مستعينا بالطائرات والأسلحة الرشاشة الثقلية، وكان تنظيم «أنصار الشريعة» أصدر مؤخرا بيانا يخيّر عناصر الجيش بين السلام والحرب، مهددا بـ»الثأر» لعناصره القتلى والمعتقلين في السجون التونسية.

حسن سلمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نبيل العلي:

    بدون الجيش أنت وكل قصرك لا يساوي رصاصة… الإساءة للجيش تحت اسم “العسكر” سوف يقرب تونس من حالة الفوضى السائدة في ليبيا بسرعة.

    1. يقول كمال التونسي ألمانيا:

      يجب التحقيق في مسألة هذه الإستقالة الغريب أن صحيفة الشروق ( القريبة من التجمع ) طالبت منذ أيام قليلة من الرئيس إقالة الحامدي ….مما يعني ضمنيا أن حملة ضغط إعلامي و إداري ( من وزير الدفاع ـ حسب بعض التسريبات و بعض القادة ) قد دفعت الجنرال لرمي المنديل …..المحاسبة ثم المحاسبة و فتح العينين جيدا فجماعة الثورة المضادة كما أسقطوا الحكومة سيسقطوا مؤسسة الرئاسة ( نتذكر محاولة الصائفة الفارطة التي لمحت إليها الرئاسة ونتذكر سجن المحافظ أعلى سمير الفرياني الذي حاول كشف المخربين)
      ربي يستر البلاد من السبسي و العباسي وجمعة و جماعة التجمع

      أشم رائحة بن علي و أزلامه على عتبة القصر

  2. يقول حسن الزين- بنزرت - تونس -.:

    لم يسجل التاريخ للجيش الوطني أي اعتداء على شعبه منذ نشأته.بل بالعكس كان معينا له عند الكوارث الطبيعية-القيضانات والحرائق.و آخرها وقوفه المشرف مع الشعب عند اندلاع الثورة.

إشترك في قائمتنا البريدية