دمشق: شهود فارون من العراق يروون تفاصيل هجمات المليشيا الحزبية في ظل تواطؤ اجهزة الحكومة والاحتلال
دمشق: شهود فارون من العراق يروون تفاصيل هجمات المليشيا الحزبية في ظل تواطؤ اجهزة الحكومة والاحتلالبغداد ـ دمشق ـ خاص بـ القدس العربي :اكد عراقيون فروا من التصاعد المستمر لاعمال العنف في العراق التي اعقبت حادث تفجير سامراء الاخير ان اعداداُ كبيرة من العراقيين يتدفقون عبر الحدود الي الدول المجاورة للعراق نتيجة استمرار تدهور الاوضاع الامنية التي امتدت الي مختلف مناطق العراق. وتحدث بعض هؤلاء ممن وصلوا الي سورية بعد رفع منع التجوال الذي فرضته الحكومة عقب الاحداث الاخيرة ان اعمال العنف التي تقوم بها مليشيا الاحزاب المسلحة وبدعم من قوي الامن الحكومية ما زالت تتواصل رغم كل التصريحات وادعاءات التهدئة من الحكومة واحزابها المسلحة، وبسكوت مشبوه من قوات الاحتلال. وذكر السيد عدنان الجبوري الساكن في منطقة الشعب ببغداد انه امضي اكثر من خمس ساعات في نقطة الوليد الحدودية مع سورية لكي يتم تأشير جوازه وذلك بسبب الاعداد الهائلة من العراقيين المغادرين الي سورية. ووصف الجبوري الذي يعمل سائق سيارة اجرة انه شاهد بعض اعمال استهداف المساجد في بعض مناطق بغداد التي اندلعت عقب حادث التفجير في سامراء ومنها قيام عناصر مسلحة من ذوي الملابس السوداء وهم يشنون هجوماُ مسلحاُ بالبنادق وقاذفات آر بي جي 7 علي مسجد ملا حويش في شارع فلسطين قرب الجامعة المستنصرية حيث وقعت معركة بين المهاجمين وحراس المسجد رغم وجود دورية للشرطة في المنطقة والتي لم تتدخل لوقف المهاجمين، كما ذكر الجبوري انه شاهد ايضاُ عصابات الزي الاسود تهاجم مسجد النداء في القاهرة بمشاركة عناصر من مغاوير الداخلية الذين شاركوا باطلاق النار علي المسجد وحراسه القليلين المدافعين عنه. وتطرق السيد محمود العزاوي صاحب محلات في منطقة جميلة قرب مدينة الثورة انه والكثير من اصحاب المحلات اضطروا الي تصفية اعمالهم او خفضها الي الحد الادني في تلك المنطقة التجارية بسبب المخاطر والتهديدات التي يتعرضون اليها علي يد المليشيا المسلحة التابعة لاحزاب السلطة وباقي الاحزاب هناك والتي تركز علي ابناء السنة من خلال اتهام بعضهم بالوهابية او التعاطف مع المقاومة.واشار العزاوي الي انه كان يامل ان تستقر الامور وتعود كالسابق قبل احداث سامراء بعد سماع التصريحات عن التهدئة، مؤكداُ ان ما نسمعه في الاعلام الحكومي ومن الاحزاب تنسفه تصرفات جرائم المليشيا الحزبية المسلحة التي تتصرف بكل حرية دون اي رادع من قبل اجهزة الحكومة، بل انها تعتمد علي قوات الامن الحكومية في الكثير من الاحيان كغطاء لتحركاتها ولضمان عدم التعرض لمواجهة قوية من قبل الناس او المسلحين المدافعين عن المساجد او المناطق ذات الاكثرية السنية كما حصل في قرية الفرسان في محافظة ديالي التي هاجمها ذوو الملابس السوداء مؤخراُ فتصدي لهم اهل القرية وقتلوا العديد منهم ففروا منها، وحضر بعد ذلك مغاوير الشرطة بحجة تفقد المنطقة ولكنهم انتزعوا السلاح من الاهالي واحرقوا بعض الدور اضافة الي اعتقال العديد من رجالها الذين عثر علي جثثهم قرب القرية لاحقاُ، كما عادت عصابات الزي الاسود الي مهاجمة المكان وتدمير القرية وتهجير سكانها (من اهل السنة) بعد تجريد القرية من السلاح.اما السيد اسعد المشهداني من اهالي الاعظمية الذي وصل الي دمشق فقد عبر عن المه لعزوف معظم المصلين عن التردد الي المساجد لاداء الصلاة هذه الايام خوفاُ من هجمات عصابات الزي الاسود المصحوبة غالبا برجال الشرطة التي تعتقل او تقتل كل من يتردد للمساجد، واكد ان العديد من اصدقائه ومعارفه المترددين علي المساجد خلال الايام القليلة الماضية عقب حادث سامراء وخاصة ممن ينتقدون الاحتلال والحكومة ومنهم الشيخ عبد الحميد مجيد امام مسجد الجنابي في شارع فلسطين الذي اغتالته فرق الموت السوداء في منطقة الشعب وهو جالس في محل احد اصدقائه، والشيخ عبد الله احمد زكي القيسي امام جامع الرحمن في حي الخضراء ومسؤول لجنة حقوق الانسان في هيئة علماء المسلمين.وذكر المشهداني حالات اخري قامت فرق الموت الاسود خلالها بخطف عدد من ائمة المساجد والمصلين من اهل السنة حيث اقتادتهم الي مدينة الثورة وجري اعدامهم علي مرأي من الناس بحجة كونهم من الوهابيين او التكفيريين. واشار الي ان اغلب الناس لم تعد تثق برجال الشرطة الذين ينتمي اغلبهم الي المليشيا المسلحة لاحزاب السلطة وخاصة بعد الاحداث الاخيرة حيث كانت الشرطة تنزع اسلحة عناصر حماية المساجد او تشارك في الهجوم عليها، ولذا قام اهالي بعض المناطق مثل الاعظمية وصليخ الجديدة بمنع دوريات الشرطة والجيش من دخول مناطقهم ووقعت العديد من المعارك بينهم وبين رجال الشرطة الذين كانوا يستعينون بالقوات الامريكية لمساندتهم.وذكر الحاج هزاع مطلك الدليمي الذي يسكن حي ابو دشير في الدورة جنوب بغداد انه اضطر هو وعائلته الي المجيء الي سورية بعد اضطراره لترك دارهم في تلك المنطقة ذات الاغلبية الشيعية وذلك بعد تلقيه عدة تهديدات لمغادرة المنطقة، واشار الحاج هزاع الي انه تجاهل في بداية الامر تلك التهديدات التي يقوم بها عناصر المليشيا الحزبية المسلحة الا ان الامور ساءت بعد احداث سامراء حيت اخذت زخات الرصاص تنهال علي بيته في مختلف الاوقات واصبح سجيناُ في بيته، كما اعتقلت الشرطة افرادا من عائلته للضغط عليه، واخيراُ ترك بيته كارهاُ. واكد الحاج الدليمي ان المليشيا الحزبية المسلحة في المناطق ذات الاكثرية الشيعية تعمد الي تهديد واحياناُ قتل ابناء اهل السنة لكي يتركوا دورهم في المناطق التي قضوا اعمارهم فيها في محاولة لخلق الفتنة بين ابناء الشعب الواحد الذي تعود علي التعايش علي مر آلاف السنين.وعبر الحاج هزاع عن اسفه لما وصل اليه الحال في العراق بعد الاحتلال وانه كان مثل كل العراقيين مسروراُ لتنامي قدرة المقاومة والتفاف المزيد من الشباب حولها كل يوم لتحرير البلد من الاحتلال، الا ان الفتنة التي اعقبت حادث التفجير في سامراء والتي نفذتها احزاب السلطة ومليشياتها اراحت المحتل كثيراُ وقدمت له خدمة كبيرة لكي تنشغل المقاومة عنه بالنزاع الداخلي، مؤكداُ ان ذلك لن يدوم ان شاء الله وستبقي المقاومة تطارد المحتل واعوانه في كل الظروف والاحوال.ومع تواصل اللقاءات بالعراقيين الهاربين من جحيم الحرية الامريكية والمستفيدين تتبين لنا المزيد من صور المعاناة والماساة العراقية المتواصلة من جراء سياسة ومخططات المحتل وحلفائه، وتتاكد مرة اخري حقيقة طالما نادت بها المقاومة الشريفة وهي ان اي امل في التعاون مع الاحتلال وما ينتج عنه من عملية سياسية وغيرها لن يؤدي في النهاية سوي الي مزيد من المآسي والآلام للشعب العراقي، ولن ينتج عنها سوي توفير المزيد من الذرائع والمبررات لاطالة امد بقاء الاحتلال علي ارض العراق.