حالة من الغضب تسيطر علي الضباط الاسرائيليين بسبب منعهم من السفر الي اوروبا خشية اعتقالهم
تل ابيب: الحكومة الاسرائيلية فشلت في اقناع الاوروبيين بتغيير القوانين التي تتيح اعتقال الضباطحالة من الغضب تسيطر علي الضباط الاسرائيليين بسبب منعهم من السفر الي اوروبا خشية اعتقالهمالناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس:قال المراسل العسكري لصحيفة هآرتس الاسرائيلية عاموس هارئيل الجمعة، ان حالةً من الغضب تجتاح اوساط ضباط جيش الاحتلال الاسرائيلي، بعد منع احدهم من السفر الي بريطانيا، خشية اعتقاله ومحاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب.واعتبر الضباط بحسب الصحيفة، ان قرار المنع هذا، يأتي متزامنا مع الزيارة التي يقوم بها قياديون بارزون من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الي موسكو، والذين يتمتعون بحرية اكبر من تلك التي يريدها ضباط الجيش الاسرائيلي.وكان النائب العسكري الاسرائيلي، قد منع الاسبوع الماضي، القائد السابق لمنطقة قطاع غزة الجنرال افيف كوخابي من السفر الي بريطانيا، حيث كان يخطط للدراسة في احدي الكليات العسكرية هناك، وذلك خشية توقيفه بناء علي طلب من نشطاء يساريين مؤيدين للفلسطينيين هناك.واشارت الصحيفة الي ان الجنرال دورون الموغ، والذي كان يشغل منصب المنطقة الجنوبية في اسرائيل، امتــــنع في شهر ايلول (سبتمبر) الماضي، عن النزول الي الاراضي البريطانية، وبقي في الطــــائرة التي اقلّته الي هناك، بعد ان نجح النشطاء اليساريون في استصدار امــــــرٍ بتوقيـــــفه من السلطات البريطانية علي حدّ قول الصحيفة.واضافت الصحيفة الاسرائيلية ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني ناقشت موضوع توقيف الضباط الاسرائيليين مع المسؤولين في بريطانيا خلال زيارتها التي قامت بها امس، الي هناك، وطلبت من هؤلاء العمل علي حل هذه المشكلة.ونقلت الصحيفة عن احد ضباط الجيش الاسرائيلي قوله انه في الوقت الذي يزور فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل موسكو، ويمكن لمرشح الحركة لرئاسة الوزراء اسماعيل هنية، ان يتجول في العالم بحرية، يتوجب علي ان ابقي في البيت خشية الاعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب.وقالت المصادر الاسرائيلية ان كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي انتقدوا قرار الجيش بعدم ارسال الضابط افيف كوخافي الي بريطانيا وذلك خشية تعرضه للاعتقال لدوره في جرائم الحرب وجاء ان القرار، الذي نشر في مطلع الاسبوع، كان له اصداء كبيرة في وسط ضباط الجيش، واثار المخاوف من نتائج بعيدة المدي بالنسبة لمن يقوم بدور مركزي في الحرب في الاراضي الفلسطينية. وكان قد نشرت في مطلع الاسبوع تحذيرات موجهة لكوخافي من اجل الغاء رحلته التي كانت مقررة الي الكلية الملكية البريطانية للدراسات الامنــــية، وذلك خشـــية ان تعمل المنظمات اليسارية علي اصدار امر اعتقال ضده، مثلــــما حصل مع القائد العسكري السابق لمنطقة الجــــنوب، دورون المـــوغ، الذي امتـــنع عن النزول من الطائرة في لندن، وعاد ادراجـــه خشـــية ان يتم اعتقاله.وفي هذا السياق تجدر الاشارة الي ان القانون البريطاني يتيح للمواطنين تقديم دعوي خاصة ضد شخصيات مشتبهة بارتكاب جرائم حرب، حتي لو لم يتم تنفيذها علي ارض البلاد. والوضع نفسه ينطبق علي دول اخري في اوروبا مثل اسبانيا وفرنسا والسويد والدانمارك. وكانت بلجيكا الدولة الاولي التي تم تقديم دعوي فيها ضد شارون، وقامت بتغيير القانون تحت طائلة الضغوط الامريكية.ومن جهتهما، اوضحت الصحيفة الاسرائيلية ان وزير الامن، شاؤول موفاز، ورئيس هيئة اركان الجيش، دان حالوتس، صرحا بأنهما يعملان علي هذه القضية، وانها مطروحة امام الحكومة البريطانية، ولكن استبعدت المصادر الاسرائيلية ان تتمكن الحكومة الاسرائيلية من ايجاد حل لهذه القضية المستعصية، علي حد تعبيرها.