نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”: بعثت سفيرة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، أمل المدللي، رسالة شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي تطلب من أعضاء المجلس أن يتصرفوا بسرعة لوقف ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من بناء جدار خرساني على الحدود بين إسرائيل ولبنان قرب الخط الأزرق المقام على الأراضي اللبنانية.
وقالت الرسالة، التي وصل “القدس العربي” نسخة منها، “إن إسرائيل ترتكب انتهاكا جديدا للسيادة اللبنانية بالشروع في بناء جدار ومنشئات أخرى داخل الأراضي اللبنانية عند نقاط على طول الخط الأزرق الذي يحتفظ لبنان بحقه في المطالبة بسيادته على الأرض التي يمر منها، بالقرب من المستوطنة المسماة “مسغاف عام”.
ووفقا للسفيرة اللبنانية، فإن هذا يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي اعتمد في أعقاب الحرب اللبنانية الثانية عام 2006.
وتضيف الرسالة: “يؤكد لبنان مجددا عزمه على الدفاع عن كل شبر من ترابه ومياهه. ويدعو مجلس الأمن إلى القيام بمسؤولياته ووضع حد فوري لهذا الانتهاك الإسرائيلي”. ودعت رسالة السفيرة أيضا قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إلى ضمان الأمن على طول الحدود.
ورد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، على الرسالة بالقول إن إسرائيل عازمة على الدفاع عن نفسها، “فبدلا من توجيه التهم الكاذبة، على لبنان أن يشمر عن ساعديه ويتصدى لانتهاكات حزب الله والتي قد تؤدي إلى إلحاق أضرار كبيرة بسكان الجنوب اللبناني”
وأضاف “ستستمر إسرائيل بالقيام بعمليات دفاعية داخل حدودها وتتصدى لأي تهديد لسكانها المدنيين”.
يذكر أن إسرائيل تقوم ببناء جدار على الخط الأزرق، وهو خط الانسحاب الذي وضعته الأمم المتحدة في عام 2000 بهدف التحقق من الإنسحاب الإسرائيلي، وهو يتطابق مع خط الحدود الدولية جنوب لبنان في قسم كبير منه، وتوجد فوارق في عدد من الأماكن، لذا يتحفّظ لبنان على الخط الأزرق في هذه المناطق.
ويعارض لبنان إقامة الجدار في المناطق التي يتحفظ عليها، ويرى أن الجدار الإسرائيلي في حال تشييده على حدود لبنان الجنوبية يعتبر اعتداء على سيادة لبنان وخرقاً للقرار 1701.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في ديسمبر/ كانون الأول إطلاق حملة “درع الشمال” على الحدود الشمالية المتاخمة للبنان بهدف “كشف وإحباط الأنفاق الهجومية التي قام حزب الله بحفرها إلى داخل أراضي إسرائيل”.
وبعد أسابيع من انطلاقها، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنها “تحقق أهدافها وتتم وفقا للجدول الزمني الذي حُدد لها” وأنها ستستمر حتى “تجريد حزب الله من سلاح الأنفاق”.