تراشق أمريكي ـ إيراني بالبيانات على الساحة اللبنانية بعد مواقف هيل

سعد‭ ‬الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: لم تكد بيروت تلتقط أنفاسها بعد الاشتباك الرئاسي بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، حتى شهدت العاصمة اللبنانية تراشقاً أمريكياً ايرانياً بعد أقل من 24 ساعة على جولة وكيل وزارة الخارجية الأمريكية دايفيد هيل الذي أطلق فيها مواقف تهاجم حزب الله المدعوم من ايران بقوله «لا يجوز لميليشيا خارج الدولة أن تحفر أنفاقاً وتجمع صواريخ وتهدّد الاستقرار. «
وقد جاء الرد الإيراني من قلب بيروت من خلال خطوتين: الأولى زيارة غير عادية قام بها السفير الإيراني الجديد محمد جلال فيروزنيا الى بيت الوسط للمرة الأولى منذ تعيينه في آب الفائت، والثانية من خلال بيان للسفارة الإيرانية رأى في مواقف هيل «إملاءً وتدخلاً في شؤون الغير»، وجاء فيه «في إطار الزيارات الإستفزازية والتحريضية التي قام بها مؤخراً عدد من المسؤولين الأمريكيين في بعض الدول والتي تتقاطع مع مستجدات إقليمية أظهرت أكثر من أي وقت مضى إنتكاسة سياسات الإدارة الأمريكية وفشلها وخيباتها المتكررة، أطلق وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل سلسلة من المواقف، التي لا تندرج إلا في إطار التدخل السافر في شؤون الغير وإملاء القرارات، وبما أن الزائر تناول في تصريحاته المستفزة الجمهورية الإسلامية الإيرانية نود بأن نؤكد على ما يلي:
ان الإستراتيجية الأمريكية خصوصاً في ظل هذه الإدارة المتعجرفة والمتخبطة والناهبة لثروات شعوب المنطقة والخارجة عن القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والمبنية على التهويل والترويع والتهديد والتدخل في شؤون الدول، تسعى لتغيير مسار سياسات مصالح الدول حسب مزاجها ومصالحها الإقليمية والعالمية، ولتكريس الإحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والمسلمين والمسيحيين في القدس الشريف. وتقوم هذه الإستراتيجية على اختلاق الحروب وإيجاد الفتن بين الدول ومكونات الشعب الواحد».
واضافت السفارة الايرانية « يبدو أن المبعوث الأمريكي يتجاهل أن بلده كان الحاضن الأكبر والداعم الأساسي للحركات المتطرفة الإرهابية ومنها «داعش» التي أحرقت الأخضر واليابس بدعم مالي ولوجستي إقليمي وأمريكي سعياً منها للقضاء على محور المقاومة في المنطقة وتحقيق مآرب البيت الأبيض وربيبته الصهيونية، ولولا حكمة وتدبير وصمود وتضحيات المتحالفين وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وجه أمريكا ومن لفّ لفّها لكان العديد من دول المنطقة يعيش اليوم تحت رحمة الإرهابيين والتكفيريين والفوضى العارمة والدم والدمار المعمم، وعلى الرغم من هزيمة المشروع الأمريكي والمتحالفين معه إلا أن أميركا تبحث عمّا يعوض عن هزائمها تحت مسميات جديدة.
وفي ما خصّ وجودنا الإستشاري العسكري في سوريا، فهو لا يحتاج إلى إذن من أحد لأنه جاء أساساً بطلب من الحكومة السورية الشرعية، وبتنسيق وتعاون كامل بين البلدين.
وكون المبعوث الأمريكي عمل سابقاً في لبنان، لا بد وأنه يعلم جيداً كيف وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب لبنان، حكومة وشعباً، في مسعاه لتحرير أراضيه عندما كانت ترزح أجزاء كبيرة منها تحت نير الإحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي كانت (تقف) أمريكا متفرجة، وداعمة للكيان الصهيوني، فالحرص على الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وعزّته وكرامته لا يكون من خلال التغاضي عن التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة للبنان أرضاً وسماءً ومياهاً والسكوت عن الإنتهاكات التي يرتكبها هذا الكيان بصورة يومية تحت أنظار الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي كانت ولازالت تقدّم الدعم المطلق والسخي والأعمى لهذا الكيان». وختمت السفارة «أن لبنان كما نراه أصبح اليوم بفضل قيادته الحكيمة وحكومته وشعبه وجيشه ومقاومته المسؤولة، رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية بحيث أصبح حصيناً وعصياً على إملاءات الآخرين وأعدائه، فلا يسمح لأي طرف كان بأن يملي عليه القرارات الخاطئة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية