السعودية تحث الشركات الفرنسية علي عدم تفويت فرصة الاستفادة من ازدهارها الاقتصادي
جاك شيراك غير مرتاح للضعف النسبي لصادرات واستثمارات بلاده بالمملكةالسعودية تحث الشركات الفرنسية علي عدم تفويت فرصة الاستفادة من ازدهارها الاقتصاديالرياض ـ من كريستيان شيز:نوه الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس الاحد من الرياض حيث يقوم بزيارة رسمية بخبرات الشركات الفرنسية معبرا عن اسفه للضعف النسبي للصادرات الفرنسية والاستثمارات الفرنسية في المملكة.وقال شيراك في لقاء اقتصادي سعودي فرنسي ان التطورات التي تشهدها السعودية حاليا باتجاه فتح سوقها وتسريع عملية الخصخصة او حتي اعادة النظر في التشريعات التي تضبط حركة رؤوس الاموال والاستثمارات الاجنبية اوجدت مناخا من الثقة .الا انه اقر بان الضعف النسبي للصادرات الفرنسية والاستثمارات الفرنسية في المملكة اضافة الي تشعب حركة التبادل بيننا كلها عوامل تدل علي حجم العمل الذي ما زال علينا انجازه .وتأمل فرنسا في ان تسهم زيارة شيراك في تقدم المحادثات حول عقود مهمة بينها وبين السعودية في مجال الدفاع وخصوصا في تزويد المملكة بنظام ميكسا الالكتروني لمراقبة الحدود الي جانب بيعها طائرات رافال التي تصنعها مجموعة داسو الفرنسية.وتبلغ قيمة الصادرات الفرنسية الي السعودية 1.3 مليار يورو بينما تستورد فرنسا من السعودية بقيمة ثلاثة مليارات يورو.وتعمل ستون شركة فرنسية في السعودية توظف 12 الف عامل وهي تامل في ان تساهم في النمو الاقتصادي للمملكة.وبفصل ارتفاع اسعار النفط عالميا تسجل السعودية فائضا هائلا في ارباحها وبالتالي تشهد اكبر طفرة اقتصادية منذ السبعينات.وتمتلك السعودية ربع الاحتياطي النفطي العالمي وتنتج 9.5 مليون برميل نفط باليوم ما يجعل منها المصدر الاول للنفط في العالم.ويرافق شيراك في زيارته عدد من ممثلي الشركات الفرنسية الكبري مثل الستوم وداسو وبي ان بي/ باريبا وتاليس وفينسي.من جهتها حثت السلطات السعودية ممثلي حوالي 15 شركة فرنسية كبري علي الاستثمار في المشاريع العملاقة التي اطلقتها المملكة وستنفذها علي مدي السنوات العشرين المقبلة والمقدرة قيمتها بالف مليار دولار.وقال عمر الدباغ مدير الادارة السعودية العامة للاستثمارات المكلفة تشجيع الاستثمارات الاجنبية في المملكة نصيحتي لكم هي ان تأخذوا السوق السعودية علي محمل الجد . واضاف اذا فاتكم القطار في السبعينات، لا تدعوه يفوتكم الآن في اشارة الي الازدهار الذي شهدته السعودية قبل اكثر من ثلاثين سنة تزامنا ايضا مع موجة ارتفاع في اسعار النفط.وكان الدباغ يتوجه الي مجموعة من رجال الاعمال الفرنسيين الذين اتوا الي الرياض ضمن الوفد الاقتصادي المرافق للرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي وصل مساء السبت الي الممكلة حيث يجري زيارة دولة تستمر ثلاثة ايام.وكان بين الحضور عدد من كبار رجال الاعمال الفرنسيين بينهم رئيس مجموعة الستوم الصناعية باتريك كرون ورئيس مجموعة تاليس للتجهيزات الدفاعية الالكترونية دوني رانك وانطوان زاكارياس رئيس مجموعة فانسي.وقال الدباغ ردا علي سؤال حول سبب غياب الشركات الفرنسية عن المملكة، ربما هي منشغلة في اسواق اخري مثل الصين والهند . واضاف ربما تجهل الفورة الاقتصادية التي تشهدها البلاد .من جهته اقر زاكارياس بان السعودية تزخر بفرص كبيرة الا انه رأي ضرورة مقاربة هذه الفرص بحذر . واضاف الآن الاقتصاد يشهد ازدهارا، بعد 15 عاما من الركود، وها قد اتينا. ان ذلك منطقي .وبفضل العائدات النفطية الهائلة الناتجة عن ارتفاع اسعار النفط عالميا، سجلت السعودية فائضا في الميزانية بلغ 55 مليار دولار خلال العام 2005.ونتيجة لهذا الازدهار، انطلقت السعودية في سلسلة من المشاريع العملاقة وابرزها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في شمال مدينة جدة علي البحر الاحمر التي تقدر كلفتها بـ26 مليار دولار.واكد الدباغ ان اربع مدن اخري من هذا النوع سوف تبني في السنوات المقبلة. الا انه اشار الي ان هذا المشروع (مدينة الملك عبدالله)، وبالرغم من ضخامته، ليس الا نقطة في محيط الامكانيات الهائلة التي تتيحها المملكة امام المستثمرين الاجانب.وقدر بالف مليار دولار اجمالي الاستثمارات المتوقعة علي مدي السنوات العشرين المقبلة خصوصا في مجال الطاقة الذي لا يعرف حدودا .كذلك شدد الدباغ علي الانفتاح الكبير الذي شهده الاقتصاد السعودي في السنوات الاخيرة والذي تكلل بانضمام المملكة الي منظمة التجارة العالمية اخيرا.كما اثني علي مرونة تعاطي المملكة مع سياسة استخدام الشركات لنسبة معينة من السعوديين.الا ان عدة حواجز تقف في وجه المستثمرين الاجانب الراغبين في الاستمثار في السعودية واولها البيروقراطية.وفي حديث لوكالة فرانس برس، قال فرانسوا سوفاجو المسؤول عن مشروع بناء فندق سوفيتيل زمزم المؤلف من 1340 غرفة والذي تبنيه مجموعة اكور الفرنسية الفندقية في مكة المكرمة، ان خطابهم لا يتطابق مع الواقع .واكد ان الحصول علي اقامة يمثل اشكالية كبيرة واقر الدباغ من جهة اخري بان بلاده تعاني من مشكلة كبيرة علي مستوي صورتها في العالم بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة.وقال في هذا السياق للاسف، هناك انطباع في الخارج ان السعودية ليست آمنة وانها مرتبطة بالارهاب . واضاف انها نتيجة اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر)، ان ما اعطي هذا الانطباع الخاطئ هو وجود 15 سعوديا بين منفذي الاعتداءات الـ19 .4