جنبلاط: «داعش»انطلق بطريقة مشبوهة لكنه أصبح بمثابة المارد… والصمت الدولي حياله مريب

حجم الخط
5

بيروت ـ «القدس العربي» : أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أنه «من الواضح أن وقائع جديدة ترتسم في المنطقة العربيّة مع تسارع الأحداث السياسيّة والعسكريّة التي تدل، أكثر من أي وقت مضى، أن الدول القوميّة والوطنيّة التي تولدت بفعل إتفاقيّة سايكس- بيكو ولاحقاً إتفاقيّة لوزان في طريقها إلى الانهيار مقابل صعود كيانات طائفيّة ومذهبيّة تُرسم حدودها بالحديد والنار والمجازر والتهجير».
وقال جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة الانباء الالكترونية « من الواضح أن هذا الواقع الجديد تظهر معالمه من تكريت إلى عرسال مروراً بالتهجير الهمجي للمسيحيين من الموصل وهم من أعرق الطوائف التي أقامت لقرون في تلك المنطقة، بالتوازي أيضاً مع تهجير الطائفة الايزيديّة الكريمة من سنجار في كردستان العراق، وهي طائفة متجذرة في التاريخ ويعود وجودها في تلك المنطقة إلى عصر ما قبل الاسلام، وقد إحترمها الاسلام، كما إحترم الطائفة الزردشتية في إيران. والطائفة الايزيديّة شكلت جزءاً هاماً من التنوع الثقافي والعرقي في العراق وكردستان على مدى سنوات طويلة. وما يحصل اليوم من قتل وتهجير وتدمير سيؤدي لضرب التنوع الذي لطالما تميّزت به تلك المنطقة.
ومن الواضح بناءً على كل ذلك أن الجغرافيا السياسيّة تشهد تحوّلات غير مسبوقة وأن التنظيم المسمّى «داعش» أصبح بمثابة الأمر الواقع وهو يقف على أنقاض الدول القوميّة والوطنيّة التي سُميّت سوريا والعراق.
قد يكون «داعش» إنطلق بطريقة مشبوهة ربما بمساعدة النظام السوري، ولكنه أصبح بمثابة المارد الذي خرج من القمقم ولم يعد ممكناً السيطرة عليه. وهذا يُذكرنا بالسياسة الأمريكية وبعض السياسات العربيّة التي «إخترعت» ظاهرة أسامة بن لادن ودعمتها لمحاربة الشيوعيّة والسوفيات في أفغانستان فإذ بتلك الظاهرة تنقلب على منشئيها. فلتكن هذه عبرة لمن يعتبر».
واضاف جنبلاط «كم هو غريبٌ ذاك الصمت الدولي المريب حيال «داعش» وهو دليل جديد على تواطؤ الدول الكبرى على حساب الكيانات القوميّة. أما اليوم، ومع الزوال التدريجي للدول الوطنيّة والقوميّة لا سيّما في سوريا والعراق، المطلوب التحلي بأعلى درجات اليقظة والادراك أن المعركة في لبنان أصبحت معركة وجوديّة وأكبر من أن تكون معركة حسابات فئوية من هنا وهناك. لذلك، فإن بعض الأصوات التي تكرّر إسطوانة رفض تدخل حزب الله في سوريا دون أن تدرك أن الأحداث تجاوزت بأشواط هذا الأمر والتي تتذرّع به لخلق جبهة سياسيّة وظيفتها التشكيك في الجيش ودوره وتسعى، عن قصد أو غير قصد، لاستيراد هذه الظاهرة العدميّة والتكفيريّة إلى لبنان؛ فإن ذلك قد يؤدي إلى ضرب كل مرتكزات الكيان اللبناني في التنوع والتعدديّة والاعتدال.
وعلى سبيل التذكير، فإن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي كان واضحاً من الأساس بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في حراكه السلمي المدني الديمقراطي الوطني، ثم في تأييده للجيش السوري الحر والمجلس الوطني وتنسيقيات الثورة المتعددة، ولكن العنف الذي مارسه النظام السوري وتواطؤ الدول العربيّة والاقليميّة والدوليّة من خلال تلك المجموعة المسمّاة «أصدقاء سوريا» أدّيا إلى هذا التدهور الكبير على كل المستويات وأوقعا الشعب السوري بين فكي تطرف «داعش» وقمع النظام، وكلاهما لا يقل سوءاً عن الآخر!.
وفي هذا الاطار، نثمّن عالياً موقف الرئيس سعد الحريري في دعمه المطلق للجيش اللبناني لا سيّما في هذه المرحلة المفصليّة، وهو يُذكر بالموقف الشهير الذي إتخذه والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2000 أثناء أحداث الضنيّة.
أما بعض أصوات النشاز من هنا وهناك، فإنها غير مسؤولة وتعرّض الجيش ولبنان إلى المزيد من المخاطر بدل أن تبحث في سبل تعزيز مناخات التكاتف بين اللبنانيين في هذا الوقت العصيب».

سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مقهور:

    ليس هذا لغزا. حينما بدأت السعوديه حملتها ضد سوريا والعراق لم تكن تعلم أنها ستتورط أكثر فأكثر لدرجة يستحيل معها التراجع لأن في هزيمة الأرهاب الآن هلاك لها ولنظامها.

  2. يقول غادة الشاويش:

    كلكم دواعش وحلف الاقليات نحو الولادة السريعة والحرب على الابواب
    * لكن هذا التصريح من وليد بيك جنبلاط يدل على ان هناك حلفا للاقليات ينشا في لبنان لان هذا التصريح جاء بعد لقاء نصر الله جنبلاط وفحواه انجاز حلف اقليات تمهيدا لتطهير طائفي في لبنان واستغلال خوف الاقليات على وجودها وبدء حرب العراضة والمنافسة الاقليمية لمكافحة الارهاب وفي نفس الوقت رسم مناطق نفوذ استباقا لتقسيم قادم لضمان حصة هامة من الكعكة المنطقة ستشتعلبالحروب هذه الاشهر والايام حوامل وانا اشفق على كل ام سيعود لها ابنها في تابوت ليس نعش شهيد غزي بل مقتولا في حروب زواريب الاقليم القذرة يعني لا دنيا ولا اخرة متى يا الهي متى سنرتاح من دواعش السنةوالشيعة ؟
    وزارة المستضعفين عاصفة الثار ام ذر الغفارية تحذر الجميعمن الانجرار المبالغ فيه تحت فزاعة داعش لانه يغطي على النوايا الاستعمارية لطهران واسرائيل وعلى النوايا الخبيثة للابتذال لعربي كلهم دواعش

  3. يقول نبيل العلي:

    داعش ليست لغزاً لأن وجوه الكثيرين منهم معروفة وإن حاولوا إخفاؤها. وجه كبيرهم معروف لدى الأمريكان وحراس سجونها وإن نبتت له لحية كبيرة وخطب على المنابر ، ووجوه التابعين يعرفها كثير من السوريين والسعوديين والعراقيين والأجانب لأن قسم منهم هم أتباع الجيش الحر الذي تحول إلى جبهة النصرة ثم داعش ، وقسم آخر كانوا مساجين لدى النظام السعودي وأطلقهم باتجاه سوريا والعراق كالضباع الجائعة وقسم آخر يتبعون النظام السابق في العراق وبعض العاطلين وتجار المخدرات والنفط وقسم آخر خليط من شيشانيين وليبيين ومصريين وتونسيين وأفغان استقدمتهم الدول التي تستطيع كالعادة تمويل هذه الأنشطة بإشراف مخابرات دولية.

  4. يقول عبد الزهره عباس المانيا:

    تحليل صائب و دقيق و ما نراه الييوم في المشرق العربي انما هو اخر معارك الحرب العالميه الاولى التي مرت ذكرى اندلاعها المؤيه امس و عند سكوت المدافع في حينها قالها ثعلب الحروب تشرشل ان الحرب لم تحسم كثيرا من الامور العالقه و من المؤسف ان شعوب المنطقه و قادتها ما لبثوا ينتضرون سكين الجزار من ذلك اليوم الى ان حان الان وقت تشريح الجثه الم يصف المتنبي هذه الامه بامه ضحكت من جهلا الامم

  5. يقول فوكاش:

    نظرية الشرق الأوسط الجديد هي فسيفساء طائفية غير متجانسة
    إمارات أو دويلات لكن غير متحدة وتغيير للحدود حسب ذلك مع تقسيم لجغرافيات كبرى وكل بيدق يمكن تحريكه على الرقعة حسب الهوى وبالريموت
    أعجبني تعبير ( داعش إنطلق بطريقة مشبوهة ) دقيق جداً
    بضع آلاف من متحمسي الزناد إكتسحوا الرقعة الجغرافية في زمن قياسي وفرت منهم الجيوش وكأن السيناريو معد سابقاً لتمكينهم ولربما مساعدتهم على إختلاق دولة خلافة سراب سيئة السمعة دموية العمل حتى يقع إجماع للمسلمين على تطرفها الحاد فتقبل الشعوب بأي حل إلا الإبتلاء بهكذا خلافة فيتيسر الأمر لتثبيت السيناريو التقسيمي والإجماع على حملة إجتثات الدولة الحربية الداعشية المستجدة ( سيناريو صنع العدو )
    داعش الآن تقوم بدور المغناطيس الذي سيجذب كل المسامير الغير معروفة والمتسترة بالتراب حتى إذا حان أوان حصادها إقتلعت هي والجذور.
    أو العكس ولا نملك دليلاً : أن تكون داعش بضع مخلصين تحارب أعداء الدين بالمثل لما رأته وعايشته من نتاج تحامل غير عادي في سوريا والعراق من النظم على المسلمين السنة العزل( لا نتناسى العداء الإنتقامي الإجرامي ضد السنة لكل من الأسد بشار والمالكي نوري)
    في كل الأحوال يتوجب التريث ومتابعة تطورات الشرق الأوسط يومياً
    ما لا نفهمه هو ماذا سيجني المجتمع الدولي من شرق أوسط غير مستقر

إشترك في قائمتنا البريدية