وول ستريت جورنال: روسيا تستعرض عضلاتها في الشرق الأوسط

حجم الخط
2

لندن ـ “القدس العربي”:

في تقرير أعده جارد ماسلين وآن سيمونز لصحيفة “وول ستريت جورنال” تحت عنوان “روسيا تستعرض عضلاتها في الشرق الأوسط” جاء فيه إن روسيا تقوم بتقوية علاقاتها مع الدول العربية التي تعد من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة بالمنطقة.

وتقوم في الوقت نفسه بقلب المشهد السياسي في الشرق الأوسط وتقوي دورها كعراب إقليمي للسلطة. وتضيف الصحيفة أن موسكو ومنذ تدخلها في سوريا عام 2015 دعما للرئيس بشار الأسد فقد بنت صلات إقتصادية قوية مع السعودية وزادت من صفقاتها التجارية مع قطر وباعت أسلحة بمليارات الدولارات للإمارات العربية المتحدة.

وفي مصر رعت موسكو علاقات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي التي عقدت نزعاته الديكتاتورية علاقاته مع أمريكا في بعض الأحيان. وتشير الصحيفة مستوى العلاقات الروسية- العربية بدا واضحا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 عندما رحب فلاديمير بوتين بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصافحه وتضاحكا مع قمة مجموعة العشرين والتي حضرها ولي العهد وسط شجب دولي واتهامات بتورطه بمقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية باسطنبول- تركيا.

مستوى العلاقات الروسية- العربية بدا واضحا في تشرين الثاني ) 2018 عندما رحب فلاديمير بوتين ببن سلمان وصافحه وتضاحكا في قمة مجموعة العشرين، التي حضرها ولي العهد السعودي وسط شجب دولي واتهامات بتورطه بمقتل خاشقجي

وكان ترحيب بوتين بمحمد بن سلمان في القمة التي انعقدت ببيونس أيرس دليلا على استعداد روسيا عقد صداقات مع الدول العربية دونما توجيه انتقادات لسجلها في مجال حقوق الإنسان. وتوفر العلاقة مع روسيا لهذه الدول سياجا مهما للعلاقة مع الرئيس دونالد ترامب الذي تحدث عن رغبته بتفكيك العلاقة مع الشرق الأوسط وأعلن في كانون الأول (ديسمبر) 2018 عن سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وتعلق الصحيفة أن الرئيس بوتين يريد الإستفادة من الشقوق  بين واشنطن وحلفائها ويحاول تقديم نفسه كوسيط  قادر على السير داخل خطوط الصدع الجيوسياسية. ويقول مارك كاتز ، المتخصص في الحكومات والسياسات بجامعة جورج ميسون الأمريكية إن الروس “مستعدون للعمل مع حلفاء أمريكا التقليديين والإستفادة من أي توتر بينهم والولايات المتحدة وبدون تحمل مسؤولية أمن المنطقة بالطريقة التي تحملت فيها أمريكا المسؤولية”. ومع أن تدخل موسكو في سوريا أدى لتوطيد العلاقة مع إيران وحزب الله اللبناني وحتى تركيا التي كانت من داعمي المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد. وأصبحت أنقرة تتمتع بعلاقات وثيقة مع موسكو. ونما الكرملين علاقات مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحركة حماس والفصائل السياسية الليبية. ولا يوجد مكان تتوسع فيه علاقات روسيا بالمنطقة أكثر من السعودية التي كانت عدوا في ظل الحرب الباردة والراعي السابق لجماعات المعارضة السورية. ورفضت روسيا انتقاد السعودية حتى بعد تحميل المخابرات الأمريكية ومجلس الشيوخ ولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد المسؤولية. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التحقيقات التي قامت بها السعودية مع المتورطين بمقتل الصحافي بأنها خطوة إيجابية. ويقول روبرت جوردان، السفير الأمريكي السابق في الرياض “أعتقد أن السعوديين يشعرون بالتعب من محاضرات الرئيس الأمريكي والمشرعين بشأن حقوق الإنسان فيما يتعلق بحقوق الإنسان والروس لا يبدون اهتماما بهذا”. ولم ترد السعودية على الصحيفة للتعليق على ما ورد في التقرير. وفي آب (أغسطس) ووسط النزاع الدبلوماسي بين السعودية وكندا بشأن اعتقال الناشطات المدافعات عن حقوق الإنسان، قالت المتحدثة  باسم الخارجية ماريا زخاروفا إن روسيا تدعو للإلتزام بمباديء حقوق الإنسان العالمية واحترام العادات الوطنية والتقاليد والتي تطورت في البلد على فترات طويلة”. وقالت إن “تسييس الموضوعات المتعلقة بحقوق الإنسان غير مقبول”. وما يدفع البلدان لتقوية العلاقات هو الإهتمام المشترك بأسعار النفط، وعانى كلاهما من انهيار أسعاره عام 2014 و 2016 وتوصلا إلى اتفاق لتخفيض الإنتاج بشكل جعل من روسيا شريكا مهما في منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط التي تسيطر عليها السعودية. وقال المحلل السعودي، محمد اليحيى إن دول الخليج مضطرة للتعاون مع روسيا لحماية مصالحها.

على العموم تظل قدرة روسيا في المنطقة محدودة فهي من الناحية العسكرية غير متفوقة على القوة الأمريكية. مما يعني انها غير قادرة على ملء الفراغ الأمريكي

ووسعت روسيا علاقاتها بطرق أخرى، ففي عام 2015 أعلنت هيئة الإستثمار السعودية عن نيتها استثمار 10 مليارات دولارات في صندوق الإستثمار الروسي المباشر. وتضاعف حجم التجارة المتبادل بين البلدين إلى 915.2 مليون دولار في عام 2017. ومعظم صادرات روسيا إلى السعودية هي مواد زراعية أما المملكة فتصدر منتجات كيماوية. وعلى العموم تظل قدرة روسيا في المنطقة محدودة فهي من الناحية العسكرية غير متفوقة على القوة الأمريكية. مما يعني انها غير قادرة على ملء الفراغ الأمريكي. كما أن التحالف الأمريكي- السعودي يمتد على عقود. إلا أن الروس منشغلون بتوسيع تأثيرهم وتوطيد علاقاتهم مع حكومات المنطقة. وتقوم دولة قطر مثلا ببناء علاقاتها مع الكرملين منذ عدة سنوات. وأصبحت مهمة بعد الحصار الذي تقوده السعودية عليها منذ عام 2017. ويملك الصندوق السيادي القطري حوالي 20% من شركة النفط الروسية، وهو جزء من صفقة  وقعت عام 2016 ووفرت للحكومة الروسية المال الذي تريده. وفي عام 2017 وقع البلدان عقد للبحث في التعاون العسكري. وفي الوقت نفسه تحاول قطر الحفاظ على تعاونها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة في محاولة لإرضاء ترامب الذي يحمل عداء لمنظمة “أوبك”. وتستقبل قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. وفي النهاية على الدول العربية أن تحافظ على التوازن في علاقاتها مع أمريكا وموازتها بالتحرك تجاه روسيا. ويرى كاتز أن الوضع ليس كالحرب الباردة حيث كان للأمريكيين حلفاؤهم والروس دولهم وقلة من هذه كانت على علاقة مع أمريكا.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عادل العادل:

    ماذا يتوقع الإنسان من أنظمة فاسدة عميلة؟ هذه الأنظمة تكافئ من هو ضد العرب والمسلمين ومصالحهم، لذلك لا عجب انهم يكافؤون بوتن ونظامه لتحالفه مع إسرائيل “وضمان أمنها” كما صرح بوتن، وتنسيقهم العسكري مع إسرائيل وإعطائها الضوء الأخضر ضد سوريا والجيش السوري وعدم إستعمال الصواريخ الروسية ضدها. السؤال هو إن لم يكن مسموح لإستعمال تلك الصواريخ ضد العدو الإسرائيلي فضد من الهدف في إستعمالها؟ لربما ضد تركيا. لو أن الطائرات المغيرة على سوريا ليل نهار كانت تركية وليس إسرائيلية لكنا رأينا كيف كانت تستعمل هذه الصواريخ مباشرة. لا تقل روسيا بوتن في عدائها ضد الشعب العربي والمسلمين عن عداء أمريكا.

  2. يقول بلحرمة محمد المغرب:

    ادا كانت صحيفة – وول ستريت جورنال – تتهم روسيا باستعراض عضلاتها في الشرق الاوسط فمادا عن الولايات المتحدة صاحبة السبق في هدا المجال؟

إشترك في قائمتنا البريدية