مع اقتراب الانتخابات التركية.. اعتداءات على السوريين وتصعيد للتوتر في محافظات هاتاي وغازي عنتاب

حجم الخط
0

أنطاكيا- “القدس العربي”: عادت حدة التوتر لتتصاعد بين الأتراك واللاجئين السوريين ولا سيما في محافظات جنوبية، وذلك مع اقتراب انتخابات الولايات التركية، المزمع عقدها في الثلاثين من شهر مارس/ آذار المقبل، في ظل مخاوف لدى اللاجئين السوريين من نجاح المعارضة التركية في حشد الرأي العام مجددا ضدهم.

وكما في كل انتخابات، تحاول المعارضة التركية استغلال ملف اللاجئين السوريين لتجييش الوضع وكسب المزيد من التأييد الشعبي كما حدث فترة الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية، في الرابع والعشرين من يونيو/ حزيران الماضي، عندما قادت المعارضة حملة على وسائل التواصل تتهم فيها الحكومة بدفع مبالغ مالية للسوريين، مستقطعة من ما وصفته بـ”شقاء وتعب الشعب التركي”.

اعتداءات بالجملة

وشهد الشهر الحالي اعتداءات بالجملة على السوريين في محافظات متفرقة على رأسها محافظتا هاتاي وغازي عنتاب، فيما تركز القسم الأكبر منها في مدينة أنطاكيا الحدودية التي تقطنها غالبية من العلويين إضافة لعشائر عربية (مستتركة) وعشائر تركية وعشائر أخرى من (القرباط).

يقول عبد القادر النجار وهو سوري مقيم في أنطاكيا في حديث لـ”القدس العربي”، إنه ومنذ مطلع الشهر الجاري شهدت المدينة عدة حوادث اعتداء كان أولها في محلة نارليجا، حيث تعرض شاب سوري في الـ17 من العمر للطعن من قبل مجموعة أتراك، وتم على إثر ذلك نقله إلى المشفى ورغم فتح التحقيق إلا أنه لم يتخذ أي إجراء”، مشيراً إلى أن شرطة مشفى الدولة قاموا بإجراء الضبط وأخبروا الشاب أنه بانتظار المحكمة وما زالت القضية معلقة.

يضيف النجار “وبعد مدة لا تتجاوز اليومين قام مجموعة من الأتراك بالاعتداء على شاب سوري في منطقة بازار الجمعة في مدينة انطاكيا تبين أنهم يتبعون لمجموعة تركية تمارس أعمال (مافيا) على السكان”، مشيراً إلى أن الاعتداءات تتراوح بين الضرب والشتائم.

مافيات سورية

يستطرد النجار “الغريب في الأمر هو قيام مجموعات من السوريين ينحدرون من أرياف حلب وإدلب، بالعمل لصالح (مافيات) تركية وقيامهم بالاعتداءات على أقرانهم السوريين، حيث قامت مجموعة من السوريين بالاعتداء على طلاب مدرسة من السوريين في أنطاكيا، وذلك بسبب مشكلة مع أحد الطلاب، رغم تحذيرهم من قبل الإدارة”. كما أن هناك الكثير من السوريين ممن يعملون في مثل هذه المجالات بل ويتفاخرون بذلك، ويقومون بعمليات ابتزاز لسوريين آخرين ويحاولون تقاضي المال منهم بالقوة، ففي منطقة حبيب النجار الشهيرة وسط انطاكيا، اعتدت مجموعة من السوريين على صاحب محل بقالة (سمانة) وأجبروه على دفع مبلغ 2000 ليرة تركية كي يبقوه في محله سليماً .

الأمن التركي يرحل السوريين

أما موقف الجهات الأمنية في معظم الحالات فكان إحالة السوري للأمنيات وترحيله بحجة ارتكابه مخالفة أو دخوله بمشاجرة وغيرها من التهم التي تؤدي لترحيل السوري عن الأراضي التركية، رغم أن المعتدين دائماً هم من يقومون ببدء الشجار عبر محاولة السرقة أو النهب وسلب الهواتف والنقود.

الجدير بالذكر أن فئة من السوريين لجأت إلى أعمال غير شرعية لكسب الأموال عبر العمل في التهريب وتجارة المخدرات وتعاطيها وبمبرر الحاجة للمال. وسبق أن حركت المعارضة التركية الرأي العام التركي ضد السوريين عبر قيامها بالتقاط صور لسوريين يتقاضون مساعدات مالية وقالت إن هذه الأموال تقدمها الحكومة التركية من الضرائب المفروضة على الأتراك، بينما كانت تلك الأموال عبارة عن معونات شهرية (الهلال الأحمر) ممنوحة من الاتحاد الأوروبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية