تونس – «القدس العربي»: نشبت اشتباكات بين قوات الأمن التونسية وعدد من الأولياء والتلاميذ المشاركين في مسيرة تطالب بحل الأزمة المتواصلة بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي، فيما تضاربت التصريحات داخل اتحاد الشغل، فبينما أكدت قيادة الاتحاد قرب حل الأزمة مع وزارة التربية، نفت نقابة التعليم الثانوي هذا الأمر، مشيرة إلى أن مقترحات الوزارة لا ترتقي لمستوى مطالب المعلمين.
وخلال مسيرة نظمتها تنسيقية «أولياء غاضبون»، وقعت اشتباكات بين عدد من المشاركين في المسيرة وقوات الأمن التي حاولت منعهم من التظاهر أمام مبنى اتحاد الشغل في ساحة محمد علي في العاصمة التونسية.
وكانت التنسيقية المذكورة طالبت رئيس الحكومة ووزيري التربية والعدل، بممارسة صلاحياتهم في تطبيق القانون وملاحقة الأساتذة المقاطعين للامتحانات، كما دعت «السلطة القضائية إلى الالتزام بالاستقلالية والحياد واحترام المساواة بين الجميع، والحزم في تطبيق القانون بما يقطع مع عقلية الإفلات من العقاب».
ودعت أيضاً اتحاد الشغل إلى «التصدي لنقابة التعليم الثانوي التابعة له وممارسة صلاحياته في تأديب أعضائها الذين لم يسيئوا فقط لتاريخه بل لمسيرة العمل النقابي ككل»، مطالبة بـ»عودة الدراسة إلى نسقها المعهود وعدم وضع التلميذ كرهينة في الصراع بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية».
وكان اتحاد الشغل أجرى، الخميس، مفاوضات مع الحكومة حول أزمة التعليم، حيث أكد حفيّظ حفيّظ الأمين العام لاتحاد الشغل، أنه «سيتم حل أزمة التعليم الثانوي خلال الـ24 ساعة القادمة أو قبل»، مشيراً إلى أن الحكومة بصدد دراسة المقترحات التي تقدم بها الاتحاد.
إلا أن لسعد اليعقوبي، الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي، نفى هذا الأمر، وعلق على تصريحات حفيظ بقوله: «أحياناً حسن النية مطلوب وأحياناً حسن النية قد يؤثر على المفاوضات». كما دعا المشاركين في المفاوضات من الطرفين إلى «التحلي بضبط النفس وعدم إطلاق تصريحات موغلة بالتفاؤل لأنها قد تحدث حالة من الإرباك».
ورغم أن اليعقوبي أبدى استعداد نقابة التعليم الثانوي لـ»التعاطي إيجابياً مع مقترحات الطرف الحكومي من أجل الوصول إلى حل»، لكنه استبعد إمضاء أي اتفاق «دون حضور نقابة التعليم الثانوي وموافقتها»، مشيراً إلى أن نور الدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل «يقوم بمساعٍ مع الحكومة من أجل حلحلة الأمور وليس بمفاوضات. فما يقوم به هو بتمهيد للمفاوضات التي ستجريها النقابة لأنه لا يمكنه تجاهل النقابة».
فيما وصف نبيل الهواشي، الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي، المفاوضات التي تجريها النقابة مع وزارة التربية بأنها «دون المأمول»، مشيراً إلى أن الوزارة «قدمت مقترحات لا ترتقي إلى انتظارات المربين ولا تلبي الحد الأدني المرتقب والمنتظر». وأشار إلى أن مطالب النقابة تتفق و»تمتيع المدارس الابتدائية تدريجياً بالشخصية القانونية والاستقلال المالي في انتظار إتمام إجراءات تنقيح الفصل 35 وتوحيد آليات التعامل مع المدارس الابتدائية والاستغناء عن كل ما هو عيني بمناسبة توفير احتياجات المدرسة، إلى جانب وضع تصور جديد لهيكلة المدرسة».
وكان عشرات التلاميذ في تونس نظموا وقفة احتجاجية في العاصمة للمطالبة بالعودة إلى مقاعدة الدراسة، فيما حاول نواب من البرلمان التدخل لحل الأزمة بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي.