ردا علي باسيلي: التعبد ليس في محراب الليبرالية
ردا علي باسيلي: التعبد ليس في محراب الليبرالية قرأت للسيد فرانسوا باسيلي مقاله المنشور بـ القدس العربي عد 11/12 شباط (فبراير) 2006 والمعنون بـ لماذا تقدم الغرب وتخلف العرب وقد استهواني العنوان فأوغلت بين السطور بشغف المتعطش لمعرفة العوائق التي حالت ونهضة العرب، غير اني لم اظفر علي الرغم من شساعة المقال بالاسباب الحقيقية والموضوعية التي تقف حاجزا امام تقدمنا، اذ الكاتب قسم مقاله الي جزئين، في الاول استعرض تطور التقدم الغربي وانبهار العديد من المفكرين العرب به، وهذا بات معروفا حتي لدي تلاميذ المدارس الابتدائية، وفي الجزء الثاني وهو اخطر ما في المقال يرمي بثقل التخلف العربي كله علي كاهل البعد الغيبي، هذا الذي يري في امتداده الواسع داخل المجتمع العربي عنصرا معطلا لحركة الرقي والتنوير، وكأن هذا الدين الذي جاء رحمة للعاملين، قدره ان يرمي صباحا مساء بالسهام المسمومة، سواء تلك التي تطلقها الصهيونية، او من يتعبد في محراب الليبرالية وهذا اخطر، لانه كالزئبق لا تستطيع الامساك بفكرة واضحة لديه، انما يخلط الافكار ويطرحها في خطاب حاقد غائم لا هو ينتمي لهموم امته فيشخص الداء الحقيقي، ولا هو ينتمي للآخر الذي لن يرضي عنه ولو اطنب في مديحه.وفي هذا يتنزل مقال السيد فرانسوا باسيلي، اذ كيف يحصر تخلفنا في العنصر الذي كان سببا في اشعاعنا علي العالم، والذي به نقوم اخلاقنا فتستقيم سرائرنا وبالتالي ننتج علما لا ينادي بالاستنساخ العابث بخلق الله، وعلما لا يفرز اسلحة دمار جربت علينا نحن العرب والعراق خير شاهد علي ذلك، كما نطرح الرجال ببعضهم، والامثلة لاتحصي ولا تعد علي تقدم التخلف الغربي الذي اجاز باسم حرية التعبير، التعدي علي ذات الانبياء والرسل. ولكن لو اردنا ان نتمعن في حالنا بموضوعية فالوضع محزن، والاسباب عديدة، اذ بعد ان انهك الاستعمار امتنا واستنزف خيراتها وعطل عن قصد تقدمها، خرج منها بعد ان افرغها من كل مقومات النهضة ليمنحها استقلالا تابعا، فالمشكلة ليست في المواطن العربي المحب للتقدم، انما في التحكم في القرار السياسي للبلدان العربية.سامي بيدانيتونس6