بن ـ درور يمينيمن توقع خطابا واحدا حصل على اثنين. اليمين الاسرائيلي ارتاح للقسم الاول. اليسار الاسرائيلي ارتاح للقسم الثاني. اول أمس كان هذا اوباما هو الذي وصل كي يكسب ثقة الجمهور الاسرائيلي. امس كان هذا اوباما هو الذي قرع الاجراس كي يوقف اسرائيل من وهم الجمود. عندما اصبح اوباما مرشحا جديا لمنصب رئيس الولايات المتحدة، حاسبناه على اصدقائه. الداعية جيرميا، عنصري ولاسامي، كان اسوأهم. اوباما، في خطاب لامع، نجح في أن يتنكر له. نحن، كاسرائيليين، قدمنا مقابله ايضا البروفيسور رشيد الخالدي من شيكاغو، الذي في هذه الاثناء انتقل الى جامعة كولومبيا في نيويورك. كان هذا مؤشرا يبشر بالشرور لان الخالدي هو التلميذ والمواصل للبروفيسور ادوارد سعيد، من آباء المدرسة التي منحت النبل الاكاديمي للرواية الفلسطينية الكاذبة. واذا كان الخالدي صديقا قريبا، فعلى اسرائيل أن تدخل في حالة دفاع.ما كانت حاجة لانتظار الخطاب في مباني الامة كي نفهم بان اوباما ليس الخالدي. ولكن الخطاب أوضح بان ليس فقط لم يتبقَ اي تأثير من عهد التسكع مع الخالدي، بان اوباما يرفض رفضا باتا الرواية من انتاج سعيد والخالدي. ولانه بحاجة الى كثير جدا من الشجاعة من أجل الحديث في ثناء الحركة الصهيونية والدولة اليهودية في اجزاء واسعة في الغرب. وحتى في كليات معينة من الجامعات في اسرائيل سيعتبر الان اوباما فاشيا صهيونيا. فهو يعرف الخطاب المعادي الذي ساد أيضا في قسم من الجامعات في الولايات المتحدة. ومع ذلك فقد ألقى خطابا شجاعا. لقد كان يخيل للحظة ان خطاب اوباما يرمي الى وضع اجزاء من ‘القوى التقدمية’ في مكانها. فنحن معتادون جدا على الانتقاد وبالاساس على الانتقاد الذاتي، والتي جاءت اقوال اوباما كي تذكر بعدد من الحقائق الاساسية. الحركة الصهيونية هي حركة تحرر. اليهود هم لاجئون. وقد اقاموا ديمقراطية فاخرة واقتصادا مزدهرا. نحن احيانا ننسى هذه الامور التي ليست مثابة الامر المسلم به. شكرا لاوباما على أنه ذكرنا بها. وعندها جاء القسم الثاني. من التاريخ الى الحاضر. المستوطنات، الفلسطينيون والاحتلال. لا يمكن الاستمرار هكذا، أوضح اوباما، لان الحاضر قد يدمر انجازات الماضي. اوباما قال دولة يهودية في خطابه في المقاطعة وكذا في مباني الامة. غير أنه لن تكون دولة يهودية وديمقراطية دون وقف المستوطنات ومحاولة تحقيق التسوية. وليسمح لي بالاعتراف: منذ سنين وأنا أحمل الخطاب المزدوج، الحق المطلق في الفكرة الصهيونية ومكافحة الاكاذيب التي تجعل اسرائيل وحشا الى جانب الاعتراض على جعل اسرائيل دولة ثنائية القومية، من خلال المشروع الاستيطاني. اليسار يحطم القسم الاولى، يشكك بالثقة بعدالة الصهيونية. اليمين يحطم القسم الثاني. يحطم الدولة اليهودية ويخلق كابوس ثنائية القومية. لقد جاء اوباما كي يوضح باننا نحتاج الى القسمين. على اليسار ان يحفظ عن ظهر قلب القسم الاول. واليمين القسم الثاني. وفي واقع الامر تلقينا الخطاب التأسيسي للوسط الاسرائيلي. تسيبي لفني، يئير لبيد وشيلي يحيموفيتش، مع بعض التعديلات الطفيفة، يمكنهم أن يجعلوا هذا الخطاب برنامجهم. وبكلمات بسيطة: حان الوقت لان نختار بين دولة يهودية ودولة واحدة كبرى. وشكرا لاوباما، الذي جاء ليذكرنا بأنه من المجدي ان نقرر بسرعة. فغدا قد يكون الأوان قد فات.معاريف 22/3/2013qeb