أسرة التحريررئيس الولايات المتحدة، براك اوباما، دخل أمس قلب الجمهور الاسرائيلي في خطاب مؤثر ومقنع في مباني الامة. رسائل اوباما، التي وجهها الى جمهور الشباب الذي حضر في القاعة – وفي مئات الاف المنازل في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية ذات مغزى أكبر بكثير من اقوال المجاملة التي يطلقها حسب قواعد البروتوكول في مناسبات اخرى، مع السياسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. اوباما يتطلع الى تغيير في الاجيال وفي الفئات. ‘ترددات الجيل المؤسس’، قال الرئيس، وقصد شريحة جيل قدامى الكنيست والحكومة الحالية، جيل الماضي الذي يتجمد في اراء قديمة وشكاكة. ومثل جون كيندي، الذي تسلم الرئاسة في سنة مولد اوباما، يؤمن اوباما بان الشعلة انتقلت الى جيل جديد، جيل شاب مل المراوحة عديمة الغاية في المكان وهو جائع للمصالحة، للسلام والازدهار. هذا هو الجيل الذي يحتج في الشوارع، ولكنه ممثل ايضا في الانتخابات، والذي شعر اوباما بانه يمكن الحديث معه. اذا لم ينجح السياسيون المهنيون في التوصل فيما بينهم الى اتفاقات، فمن الافضل القفز من فوق رؤوسهم والحديث مباشرة الى الجمهور ومن ضمنه أساسا الى الجيل الشاب. التشديدات واضحة وتجعل أمرا لا داعي له ازالة السرية عن المحادثات المغلقة مع نتنياهو: أمن اسرائيل فوق كل شيء، بدعم امريكي اقصى، ولكن الامن لا يتحقق بمعونة جيش وأسلحة وتكنولوجيا فقط، بل أولا وقبل كل شيء بفضل سلام عادل ونزيه، يقوم على اساس دولتين للشعبين، ‘بدون احتلال وبدون طرد’، اتفاق يرفض الارهاب، يعطي الامل للاهالي وللشباب على جانبي الحدود ويحل العزلة السياسية المتعاظمة لاسرائيل في العالم.وبالنسبة لايران، فان اوباما وقع مرة اخرى علنا على صك احباط التحول النووي العسكري، ولكنه لم يترك مجالا للشك في أن المسألة ليست اسرائيلية فقط، بل عالمية بشكل عام وامريكية بشكل خاص، وأنه حذار على اسرائيل التسرع الى حملة عسكرية من طرف واحد. هدف اوباما في رحلته الى اسرائيل تحقق: فقد احتل قلوب الاسرائيليين وغرس فيهم احساس الامن، على أمل ان يأخذوا الان المسؤولية ويدفعوا القيادة نحو اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ينبغي الامل في ان تقع رؤيا اوباما على منصته.هآرتس 22/3/2013qeb