قلة المعلومات الامنية وصعوبة اثبات وقوع هجمات كيماوية تعقد مهمة رد الادارة الامريكية على نظام الاسد

حجم الخط
0

ابراهيم درويشلندن ـ ‘القدس العربي’: المعارضة السورية تعيش ازمة جديدة بعد اعلان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية الشيخ احمد معاذ الخطيب عن استقالته احتجاجا على موقف المجتمع الدولي مما يجري في سورية، وهو نفس الموقف الذي قدمه عندما قرر عدم حضور مؤتمر اصدقاء سورية في روما الشهر الماضي ليعود ويتراجع عن قراره.ومرة اخرى تقدم المعارضة السورية مثالا على تشتتها وعدم قدرتها على ردم خلافاتها والعمل من اجل الهدف الاكبر وهو الاطاحة بنظام بشار الاسد. ومع ان الائتلاف رفض الاستقالة الا ان مجرد اعلان الشيخ الخطيب عنها يكشف عن حجم الخلافات داخل المعارضة السورية، خاصة بعد انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة الائتلافية الاسبوع الماضي، فبعد اجتماع اسطنبول الذي اعلن فيه عن فوز هيتو الذي لم يكن معروفا سوى داخل قوى المعارضة في الخارج بدأت الخلافات بالطفو على السطح، واعلان 15 قياديا في الائتلاف عن تجميد عضويتهم فيه، فيما اقترح اخرون ائتلافا جديدا يضاف الى طيف الفصائل السياسية الاخرى العاملة في الخارج، ومما زاد في الازمة ان الجيش الحر رفض الاعتراف بهيتو كرئيس للحكومة السورية المؤقتة.ويعتقد ان رحيل الخطيب ان ثبت سيؤثر على استراتيجية الادارة الامريكية وحلفائها فتحالف المعارضة الذي كشف عن خلافاته وتشرذمه كان من المفترض ان يلعب دورا مهما في نقل الاسلحة والمساعدات للجماعات ‘المعتدلة’ داخل المعارضة في الداخل، والعمل على تهميش الجماعات الاسلامية. ويخشى مراقبون وناشطون من ان التحالف الذي ولد بعد عملية قيصرية في الدوحة العام الماضي على وشك الانهيار، حيث نقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن عمار العظم، المدرس في جامعة اوهايو قوله ان الاتئلاف على وشك التفكك واصفا الوضع بالفوضوية. وقالت ان ما دفع الخطيب للاستقالة هو الاعلان عن حكومة انتقالية التي لم يكن الامريكيون يدعمون موقفه لانها خطوة غير ضرورية في المرحلة الحالية لانها تصرف الانتباه عن قضايا اهم. وينظر الى ترشيح هيتو وفوزه على انها محاولة من الاخوان المسلمين السوريين لاستعادة ما فقدوه من تهميش لدور المجلس الوطني السوري الذي اصبح جزءا من الائتلاف. وقالت الصحيفة ان استقالة الخطيب جاءت بعد دعوة قطر غسان هيتو ليحتل مقعد سورية في الجامعة العربية وذلك في اجتماع القمة العربية اليوم. سي اي ايه وعمليات النقل الجويوفي الوقت الذي قال فيه الخطيب نعم للحوار مع النظام لحل الازمة السورية وحقن دماء الشعب السوري كان اول شيء فعله هيتو في خطابه هو قول لا للحوار، وشكره الدول التي تدفع نحو الخيار العسكري. وهي الدول التي تقول صحيفة ‘نيويورك تايمز’ انها وبمساعدة من الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) وتركيا كثفت من دعمها العسكري للمعارضة السورية، حيث زادت من عمليات النقل الجوي للاسلحة للمقاتلين داخل سورية. وبنت الصحيفة معلوماتها على سجلات النقل الجوي، ومقابلات مع عدد من المسؤولين في دول مختلفة وتصريحات من قيادات عسكرية في المعارضة.وتقول الصحيفة ان عمليات النقل الجوي التي تمت بداية العام الماضي واستمرت بشكل متقطع حتى خريف 2012 تم توسيعها وبشكل مكثف في نهاية العام الماضي. وبحسب سجلات النقل الجوي فهناك اكثر من 160 رحلة جوية قامت بها طائرات اردنية وقطرية وسعودية وهبطت في مطار ايزنبوغا القريب من العاصمة التركية انقرة وفي مطار تركية واردنية اصغر.ومع زيادة وصول الاسلحة النوعية للمقاتلين فقد تغير مسار الحرب حيث كانوا قادرين على دفع القوات السورية من مناطق واسعة، واظهر تعاون المخابرات الامريكية وان كان على الاقل في المجال الاستشاري استعداد ادارة باراك اوباما الرافضة لتسليح المعارضة التعاون مع حلفائها العرب في تزويد المقاتلين بالاسلحة الثقيلة.وقد قام الضباط الامريكيون ومن مكاتب سرية بمساعدة الحكومات العربية على شراء الاسلحة بما فيها شحنة الاسلحة الكرواتية، وقام ضباط المخابرات بالتأكد من هوية وطبيعة القيادات العسكرية وحددوا الى من ستذهب الاسلحة من فصائل المعارضة وذلك حسب مسؤولين رفضوا الافصاح عن هوياتهم. وقالت الصحيفة ان الشحنات العسكرية تعكس التنافس الدولي والاقليمي على مستقبل سورية بين الدول العربية التي تدعم الغالبية السنية وايران والعراق اللتين تدعمان النظام السوري ذا الطبيعة العلوية. وكان جون كيري قد حط في العاصمة العراقية بغداد يوم الاحد بطريقة مفاجئة واجتمع مع رئيس الوزراء نوري المالكي وطالبه بمنع او تفتيش الطائرات الايرانية التي تمر فوق الاجواء العراقية حيث قال ان كل ما يساعد بشار الاسد يعتبر مشكلة وقال ‘اوضحت تماما لرئيس الوزراء ان تحليق طائرات ايرانية يدعم بقاء الاسد ونظامه’.وكان كيري يطلب من المالكي منع تحليق الطائرات الايرانية في الوقت الذي حطت فيه طائرة قطرية محملة بالسلاح في مطار ايزنبوغا ليلة الاحد. ويعتقد نواب امريكيون ومسؤولون في المعارضة السورية ان استمرار كل من روسيا وايران ارسال الاسلحة للنظام السوري جعل من الضروري تسليح المقاتلين السوريين. وتقول الصحيفة ان معدل نقل الاسلحة لسورية زاد فيما بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 حيث عبرت الدول العربية الصديقة للمعارضة عن احباطها من بطء المعارضة، وتوسعت العملية بعد توسع الكارثة الانسانية وهروب الالاف من سورية في البرد والثلج. ويعتقد المسؤولون ان تركيا لعبت دورا مهما في مراقبة العملية التي يصفونها بالكبيرة، حيث وفرت الشاحنات التي نقلت الاسلحة عبر تركيا الى سورية واشرفت على وصولها للمقاتلين. وبحسب خبير عسكري فان مجمل الشحنات يمكن ان يصل وزنها الى 3500 طن من المعدات العسكرية. وقال المسؤول ان كثافة وتكرار الشحنات يقترح وجود عملية سرية منسقة. ويعتقد ان سبب زيادة الشحنات العسكرية للمعارضة جاء بعد موافقة الحكومة التركية على تسريع وفتح مطاراتها للمساعدات التي كانت تقوم كل من قطر والسعودية بارسالها عبر تركيا منذ بداية عام 2012. وعليه فقد تم نقل الاسلحة التي اشترتها السعودية من كرواتيا بطائرات اردنية ونقلت الى جنوب سورية عبر الاردن فيما تم نقل الاسلحة التي يحتاجها المقاتلون في شمال سورية الى تركيا. بدأت بطيئة ثم تسارعتوبحسب التقرير فعملية النقل الجوي بدأت ببطء في 3 كانون الثاني (يناير) 2012 حيث هبطت طائرتان تابعتان لسلاح الجو القطري (سي- 130) مطار اسطنبول وتزايدت وتيرة النقل في منتصف الربيع حيث هبطت في 26 نيسان (ابريل) 2012 طائرة قطرية (سي-17) ست مرات في مطار ازنبوغا، وبحلول آب (اغسطس)وصل عدد الرحلات الجوية التي قامت بها الطائرات القطرية 14. وكل الطائرات انطلقت من قاعدة العديد التي تعتبر مركز العمليات اللوجيستية الامريكية في المنطقة. وتنفي الحكومة القطرية ارسال اسلحة للمقاتلين السوريين حيث قال مسؤول لم يفصح عن هويته ان كل ما ارسلته قطر هو معدات شبه قتالية. وتقول الصحيفة ان مدير الاستخبارات الامريكية السابق ديفيد بترايوس لعب دورا مهما في دفع شبكة النقل الجوي والشحنات للمعارضة السورية ودفع الدول المعنية بالامر للعمل معا. ونقل عن مسؤول امريكي قوله ان البيت الابيض اعلم عن الشحنات العسكرية هذه والتي اصبحت بحلول تشرين الاول (اكتوبر) الماضي منظمة حيث اصبحت الطائرات القطرية تحط في تركيا كل يومين مرة، وبعد ذلك انضم لاعبون اخرون حيث اخذت طائرات الملكية الاردنية (سي-130) تهبط في مطار ازنبوغا، ثم اخذت الطائرات تقوم برحلات بين زاغرب العاصمة الكرواتية وعمان حيث كانت تعود محملة بالاسلحة التي اشترتها السعودية للمقاتلين، وعادت اول رحلة في 15 كانون الاول (ديسمبر). ومع زيادة نشاط الطائرات الاردنية انضمت الطائرات السعودية حيث قامت الطائرات (سي-30) بثلاثين رحلة الى مطار ايزنبوغا التركي.الاسلحة الكيماوية مرة اخرى ويأتي الدور الامريكي في شحنات الاسلحة وان كان ‘استشاريا’ في الوقت الذي تدرس فيه وزارة الدفاع خياراتها بشأن التحقيق في الهجوم الذي قتل 26 شخصا الاسبوع الماضي واصبح مركزا لتبادل المعارضة والحكومة حول استخدام السلاح الكيماوي. وترى الحكومة الامريكية ان الحادث كشف عن صعوبة تحديد فيما اذا كانت الحكومة السورية قد استخدمته، وطبيعة الرد الذي سيتخذه اوباما حيث علق وهو في القدس على ان استخدام السلاح الكيماوي سيغير قواعد اللعبة.ويعترف مسؤولون امريكيون حاليون وسابقون ان اثبات وقوع الحادث امر صعب من الناحية التقنية وبسبب محدودية الاستخبارات الامريكية جمع معلومات ميدانية ذات مصداقية. وبنفس السياق فالمسار الذي سيتخذه اوباما غير واضح، فخيارات البنتاغون تتراوح ما بين هجمات جوية الى ارسال قوات برية للسيطرة على مخازن السلاح الكيماوي. ولكن المسؤولين يقولون انهم لم يتخذوا الخطوات المناسبة خوفا من الاثار السياسية السلبية وتورط جديد في حرب بالمنطقة. ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤول في الادارة قوله انه ان قرر اوباما التدخل غدا ‘فانني اقول اننا لسنا جاهزين’، حيث قال ان ما يريدون تجنبه هو وجود فريق يقوم بتأمين الاسلحة واخر يقوم بتدميرها. وتقول ان اوباما امر فريقا للعمل والتأكد من ان سورية لم تتجاوز الخط الاحمر، كما ان واشنطن تعمل مع حلفائها في المنطقة على خطط لتأمين الاسلحة، وبعض المخازن تقع قرب الاردن حيث ارسلت الادارة الاف الستر الواقية من الخطر الكيماوي وفريقا عسكريا من 150 لتدريب وحدات خاصة من اجل تأمين المخازن.وتقول الصحيفة ان الطريقة التي يتعامل فيها اوباما مع الملف الكيماوي السوري قد كشفت عن غموض موقفه من الازمة في سورية وعرضته للنقد من النواب في الكونغرس، حيث سخر رئيس اللجنة الامنية في الكونغرس مايك روجرز في سلسلة من المقابلات التلفازية من اوباما، معبرا عن يقينه من استخدام النظام السوري كميات صغيرة من السلاح الكيماوي، في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون امنيون وخبراء اسلحة ان الاسلحة الكيماوية لم تستخدم.qarqpt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية