الرباط ـ ‘القدس العربي’: بدأت صباح امس الأربعاء بالرباط، ندوة علمية دولية تكريما للعلامة المغربي عبد القادر الفاسي الفهري، بمشاركة أكثر من 70 أستاذا جامعيا ومهتما ومتخصصا في موضوع اللغة العربية وعلاقتها بالمعرف والسيمياء والتخطيط والتربية، من المغرب ومصر والأردن وتونس وسلطنة عمان واليمن والسعودية والعراق والجزائر وفرنسا..وقال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية مخاطبا الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري، ‘واجب الوفاء جعلني ألبي دعوة المشاركة لأن المحتفى به عرفته واشتغلت معه في مجال اللغة العربية منذ سنين، جئت لأحضر تكريمك اليوم لكن لا أعتقد أن مهمتك انتهت’.وأضاف بن كيران ‘لو كان بيدي الأمر، فلا تقاعد للأساتذة الجامعيين إلا لمن أراد، خصوصا أن الأستاذ الجامعي في سن 60 و65 يكون في أقوى مراحل العطاء’، وذكر أن الأمريكيين من كبار السن، والذين يأتون عنده يناقشونه ويتحدثون معه، حين يتقاعدون يصبحون مستشارين ولا يطالهم النسيان، ويستفاد من تجربتهم، والمجتمع يستثمر في عطائهم وتجربتهم في سن العطاء الحقيقي، بعيدا عن الإشكاليات التي ترافق الإنسان في مرحلة الشباب. واكد رئيس الحكومة المغربية انه لم يعدْ هناكَ مجالٌ للتشويش علَى اللغَة العربيَّة بعدَ ترسيمِ اللغَة الأمازيغيَّة وشددَ على تمسك المغرب، بالنهوض باللغة العربية، موازاةً مع تفعيل مقتضيات الدستور الجديد فيما يتصلُ بترسيم الأمازيغية في إطار تعددية ثقافية ولغوية تشكل منبع فخر للمغرب.واعتبر العلامة عبد القادر الفاسي الفهري، الخبير الدولي في اللسانيات، والأستاذ الباحث في اللسانيات العربية المقارنة، ورئيس جمعية اللسانيات بالمغرب، أن المغرب لم يعرف تاريخا لغويا قسريا، تدخلت فيه الدولة بالقهر والإرهاب لفرض لغة معينة على المواطنين، وقال إن المغاربة تبنوا تلقائيا هوية ثلاثية التركيب، تجلت مرتكزاتها الأساسية الثلاث في الإسلام والعروبة والمزوغة.. ولحسن حظ المغاربة أنهم لم يسلكوا منذ البدء غير طريق الاختيار، ولم يوظفوا القسر أو القهر في سياستهم اللغوية، فظلوا بذلك متعددين وموحدين ومتماسكين في نفس الوقت’.ودعا الفاسي الفهري الدولة الى ‘تجاوز السياسة المنقوصة التي أضرت باللغة العربية بالمغرب حين حرمتها من مؤسستها العتيدة التي حررها قانونها في لجنة التربية والتكوين منذ ايار/ مايو 1999، وغيب تفعيله إلى اليوم’.واعتبر محمد الصبيحي وزير الثقافة المغربي أن المواضيع التي ستناقشها الندوة ‘تحث على إمعان النظر في حال المشهد اللغوي بالمغرب وهو مشهد يتسم بتعددية لغوية وظيفية تعبر عن واقع تاريخي متجذر ببلادنا، أفرز مجتمعا مركبا وثقافة مغربية تتشكل من أصول وروافد مختلفة تكونت وانصهرت عبر التاريخ’.واستعرض الصبيحي مرتكزات الهوية المغربية التي نص عليها الدستور، وقال أن المشهد اللغوي الوطني ‘يدفع إلى التأمل العميق أمام الارتباك الهائل في استعمال اللغات، بما في ذلك من نتائج سلبية على مستوى الإدراك والفهم والتواصل والتنمية الحضارية للمغرب ككل’ و ودعا الى ‘تبني سياسة لغوية جديدة، من خلال حصر مكوناتها وضمان وسائل تنفيذها والإجراءات المصاحبة لها’.qar