أوري مسغافإليكم شيء ما يصعب التجادل فيه وهو ان باراك اوباما حظي باصغاء اليه في الاسبوع الماضي في اسرائيل. وهذا انجاز مهم بل مطلوب لمن سماه الصحفي المقرب جيفري غولدبرغ ‘الرئيس الأكثر يهودية في التاريخ الامريكي’. وهو نفس الرئيس الذي احتفل هذا العام ايضا كعادته بليل الفصح في البيت الابيض وعرّف تلك التجربة الشعورية بأنها ‘عيد قوة على نحو مميز’. وبرهن هنا ايضا على قدرة على التمييز والتلخيص. يوجد شيء ما يتجاوز مأكولات عيد الفصح يجعل عيد الفصح حدثا ذا شأن عند الأبيقوريين أو الملحدين أو الساسة الافارقة الامريكيين. وتكمن القوة في القصة التاريخية التي تشتمل على حكمة الخروج من العبودية الى الحرية.لهذا يصعب جدا أن نفهم كيف ما زال الاسرائيليون سنة بعد اخرى منذ 1967 يحتفلون جهارا نهارا بهذا العيد من غير ان يلاحظوا استعبادا آخر لشعب يناضل عبثا عن حريته في الحاضر لا قبل آلاف السنين. ويتم هذا الاضطهاد تحت أنوفهم وبمسؤوليتهم المباشرة. ومن اجل زيادة التناقض المنطقي يكون الاحتلال مصحوبا في ايام الاحتفالات نفسها بـ ‘اغلاق’ بصورة آلية وهذه كلمة اخرى من تلك الكلمات المغسولة، ومعناها بالفعل حصار مُحكم مضروب على كل مناطق الضفة الغربية الى أن يُنهي اليهود عن جانبي الخط الاخضر رواية قصة الخروج من مصر والاحتفال بحريتهم والتنزه في المحميات الطبيعية وقضاء عطلهم في المتنزهات القومية.كيف يمكن ان نُفسر بلادة الحس هذه وكأن شعبا كاملا أُصيب بالضربة الحادية عشرة وهي ضربة العمى؟.يحسن بحسب روح العصر وعلى خلفية اشارات ارادة طيبة سياسية جديدة ان نصغي الى اوباما جيدا. لم يكن الجزء الأهم الأكثر ثورية في خطبته غمر المشروع الصهيوني بالمديح ولا حتى الاعتراف بحق الدولة اليهودية في الوجود. كان أبيكومان اوباما هو العودة الشجاعة الى عنصر في الخطاب الاسرائيلي أصبح محظورا تقريبا ألا وهو التوجه الى الصوت الانساني العام. فقد قال الرئيس: ‘ضعوا أنفسكم مكانهم’. وهذا بسيط جدا ومنطقي جدا وبعيد جدا عن الواقع الداخلي الذي اعتدنا عليه. وهو الذي يصبح كل استعمال لحس العدل معه من نصيب المشتبه فيهم فورا، أعني منظمات حقوق الانسان ‘المختصة’ مثل ‘بتسيلم’ و’يوجد حكم’؛ وحركات ‘كارهي اسرائيل بتمويل اجنبي’ مثل ‘رقابة الحواجز’ و’نكسر الصمت’ وصحفيين ‘طيبي النفوس’ مثل عميره هاس وجدعون ليفي. والدعاوى التي يثيرها هؤلاء وأشباههم تُصنف دائما في أسفل القائمة اذا صُنفت أصلا بعيدة جدا عن مجالات جليلة كـ الجغرافية الاستراتيجية والسياسة الواقعية أو تعليلات نفعية كالعامل السكاني.لكن العطف الذي اقترحه اوباما يفترض ان يكون أساس التباحث. فهو التوراة كلها على قدم واحدة، أعني أحب لأخيك ما تحب لنفسك.يمكن ان نفهم كيف أفسدت 100 سنة من الصراع الدامي القدرة على هذا النظر. وكيف علقتها أمواج ارهاب فتاك وقتا طويلا. لكنه لا يمكن مع كل الصعوبة الاستمرار في البقاء هنا بصورة منطقية من غيرها. بيد أنه قامت في هذه الاثناء وسائل مادية وكلامية سور الفصل هو رمزها الواضح تجعل من الصعب على الاسرائيليين أن يضعوا أنفسهم مكان الفلسطينيين. وكما ذكرت عضو الكنيست الجديدة ميراف ميخائيلي يعبر عن الاغتراب حتى الحصر الدائم للكلام على ‘فلسطينيين’ في مكان يوجد فيه ايضا فلسطينيات (واولاد فلسطينيون وبنات فلسطينيات).يجب التغلب على هذه الحواجز. وقد أعلن وزير الدفاع التارك اهود باراك ذات مرة انه لو كان فتى فلسطينيا كما يعتقد لانضم الى منظمة ارهاب، وكان ذلك تنويعا باراكيا جدا يكاد يكون مطاردا بالاضطهاد على موضوع العطف. وتلوح زيارة اوباما مثل محاولة يائسة لعرض عطف مختلف ومستقبل مختلف على فتيان يهود وفلسطينيين وفتيات يهوديات وفلسطينيات.هآرتس 28/3/2013qeb