الأمم المتحدة ـ رويترز: تعهدت روسيا الخميس بمقاومة خطوة متوقعة من المعارضة السورية للحصول على مقعد دمشق بالأمم المتحدة وتنبأت بفشل اي محاولة من جانب الائتلاف الوطني السوري المعارض للانضمام للمنظمة الدولية.وأدلى مندوب روسيا بالأمم المتحدة فيتالي تشوركين بهذا التصريح للصحفيين بعد أن انتقدت موسكو جامعة الدول العربية لمنحها مقعد سورية للمعارضة خلال القمة العربية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الجامعة العربية تخلت عن الأمل في نهاية سلمية للأزمة السورية التي بدأت منذ عامين.وردا على سؤال عن خطوة يرجح أن تتخذها المعارضة السورية في نيويورك بعد نجاحها في الحصول على اعتراف الجامعة العربية قال تشوركين ‘سنعارض هذا بشدة.’ومضى يقول ‘لكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث لأن… أغلب اعضاء الأمم المتحدة أعضاء مسؤولون يقدرون هذه المؤسسة.’ وأضاف ‘أعتقد أنهم يفهمون أنه اذا حدث شيء من هذا النوع فإنه سيضعف حقا موقف الأمم المتحدة.’وأردف قائلا ‘لا يمكن أن تعطي مقعدا ببساطة لجماعات معارضة لم تمر بعملية ملائمة لاكتساب الشرعية… يجب أن تكون هناك سلطات شرعية.’وقال عدة دبلوماسيين بمجلس الأمن الدولي إن الائتلاف الوطني السوري الذي ينشيء مكاتب اتصال في نيويورك وواشنطن سيسعى للحصول على مقعد سوريةبالمنظمة الدولية.ويرأس نجيب غضبيان استاذ العلوم السياسية بجامعة اركنسو مكاتب الائتلاف في الولايات المتحدة. وقال إن حصول المعارضة على مقعد سورية بالأمم المتحدة منطقي.وأضاف في تصريح لرويترز ‘نظام الاسد ليس حكومة شرعية… فقد الشرعية التي تؤهله لتمثيل سورية في اليوم الذي بدأ فيه حملته المسلحة ضد الشعب السوري والتي أسفرت عن موت ودمار وكارثة انسانية تتطلب اهتماما فوريا من المجتمع الدولي.’وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه إن المعارضة ربما تسعى الى الحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة في سبتمبر ايلول حين يلتقي زعماء العالم في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.لكن دبلوماسيا عربيا قال لرويترز إن السعي لمنح مقعد سورية بالأمم المتحدة للمعارضة قد تتم في وقت أقرب كثيرا.وفتح الائتلاف الوطني السوري اول سفارة له يوم الاربعاء في قطر فيما يمثل ضربة دبلوماسية للرئيس بشار الأسد.وروسيا عضو في لجنة المسوغات بالأمم المتحدة المكونة من تسع دول منها الولايات المتحدة. وتفحص هذه اللجنة طلبات اعتماد الدبلوماسيين بالمنظمة الدولية وتصدر توصيات للجمعية العامة. ولا تتمتع موسكو بحق النقض (الفيتو) في تلك اللجنة او في الجمعية العامة التي يبلغ عدد اعضائها 193.لكن روسيا تتمتع بحق الفيتو في مجلس الامن الدولي والذي استخدمته هي والصين لعرقلة ثلاثة قرارات تندد بحملة الأسد على جماعات المعارضة.وتعارض روسيا تسليح او دعم مقاتلي المعارضة بشدة وهي تمد حكومة الأسد بالسلاح لكنها تقول إنها لا تزودها بأسلحة يمكن استخدامها في الصراع.وهناك نحو 114 دولة – اي ما يزيد بوضوح عن نصف اعضاء الجمعية العامة – ضمن مجموعة اصدقاء سورية. ويقول دبلوماسيون عرب وغربيون إن تلك الدول ستدعم على الارجح المجلس الوطني السوري في اي تصويت داخل الجمعية العامة.وقال غضبيان ‘معظم الدول اعترفت بالائتلاف السوري بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري’ مضيفا أن الأمم المتحدة ‘يمكن ان تساعد في ضمان انتقال مستقر في سورية الى هيكل دولة سلمي وديمقراطي وشامل من خلال منح مقعد سورية بالأمم المتحدة’ للمعارضة السورية.ولم يرد مندوب سورية بالامم المتحدة بشار الجعفري على طلب للتعليق.وهناك عدة سوابق لحصول حركة معارضة وطنية على مقعد دولة بالأمم المتحدة. على سبيل المثال في عام 2011 حصلت المعارضة الليبية على مقعد ليبيا بالمنظمة الدولية بعد أن انشقت بعثة طرابلس بالأمم المتحدة بالكامل وانضمت الى المعارضة التي كانت تسعى الى الإطاحة بالعقيد معمر القذافي. qarqpt