الناصرة – “القدس العربي”: كشفت مصادر إسرائيلية، ان السلطات المصرية تكثف عمليات هدم الأنفاق بين قطاع غزة وسيناء تزامنا مع عمليات مشابهة يقوم بها جيش الاحتلال في الجانب الآخر من القطاع.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن مصادر إسرائيلية أمنية، قولها إن نظام السيسي يشن حربا لإحكام الحصار على غزة ومنع تهريب بضائع وأسلحة منها وإليها، بالموازاة مع قيامه بحفر أنفاق من جهة القارة بهدف تحقيق ازدهار اقتصادي للمنطقة.
وأوضحت المصادر، أن سلطات الاحتلال تبذل جهودا كبيرة من أجل إحكام الحصار بالاستعانة بتقنيات متطورة لكشف أنفاق غزة وتدميرها، فإن السلطات المصرية تعمل بدون رحمة لمنع التهريب مما يتسبب بمقتل فلسطينيين داخل الأنفاق نحو سيناء.
ونوهت لاستشهاد فلسطينيين إثنين وإصابة سبعة آخرين نتيجة تفجير الجيش المصري للأنفاق من سيناء إلى غزة، وضخ غازات سامة فيها قبيل تفجيرها، وقالت إن الغاز السام هو جزء من ترسانة أسلحة تستخدمها السلطات المصرية في محاولة لتدمير الأنفاق من وإلى غزة وسيناء.
وتتهم السلطات المصرية بعض الجهات داخل القطاع، بتهريب أسلحة ومقاتلين وأموال للقوات الموالية لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الفاعلة في سيناء ضد الجيش المصري، الذي لا يتردد في استخدام كل الوسائل الممكنة لمنع ذلك.
وتدعي المصادر الإسرائيلية أن هناك مجموعات مسلحة في غزة قد انفصلت عن حركة حماس والتحقت بـ”داعش”، بالاضافة الى مهربين مختصين بتهريب السموم والعمال الأجانب للنقب داخل أراضي 48، والأسلحة والأموال لغزة.
وقالت الصحيفة إن الجدار الذي بنته سلطات الاحتلال قادر على وقف عمليات التهريب، لكن تنظيم الدولة “الأغنى في العالم”، بدأ بمساعدة المهربين.
وتشير “معاريف” إلى أن سيناء البالغة مساحتها 60 ألف كيلومتر باتت منطقة مهملة من قبل مصر، منذ توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل مما جعلها تربة خصبة للتطرف، وقالت”منذ تولي السيسي الحكم في مصر أعلن حربا بلا هوادة على الإرهاب في سيناء، والآن يتطلع بواسطة الاستثمار لتطوير البنى التحتية وتقديم الخدمات للسكان في شبه الجزيرة”، والسلطات المصرية توشك على إنهاء بناء أربعة أنفاق، من شأنها أن تساهم في إحداث ثورة من ناحية التطور الاقتصادي في سيناء من خلال تيسير حركة المواصلات ونقل البضائع والسكان بين سيناء وسائر مصر ومضاعفة التجارة مع دول الخليج.
وبلغت تكلفة حفر الأنفاق مليار دولار، وكان من المفترض أن ينتهي العمل فيها في اكتوبر/تشرين أول المنصرم ويبدو أنها ستكون جاهزة في الشهر القادم، حيث انها ستعمل على نقل المراكب والبضائع والمواطنين، بعد ان كانت الشاحنات التي تنقل الغذاء من مصر لسيناء تضطر للانتظار ساعات طويلة كي تجتاز قناة السويس، مما تسبب مرات عدة بفساد الأغذية وتحويلها لمواد غير صالحة للاستهلاك، حيث “ستستغرق عملية نقل البضائع والأغذية من مصر إلى سيناء 20 دقيقة فحسب وتأمل القاهرة أن يؤدي ذلك لفتح السوق المصرية أمام دول الخليج،الأردن،العراق،سوريا والدول الإفريقية. كما ان احتمالات التطوير الاقتصادي في سيناء كبيرة بسبب وجود معادن كثيرة فيها كالفوسفات، بالاضافة للمساحات الواسعة التي من الممكن استغلالها للزراعة وحل أزمة السكن.”
وتزعم سلطات الاحتلال أن هناك ارتفاعا في عدد الفلسطينيين الذين يعبرون السياج الحدودي لقطاع غزة منذ مطلع العام 2019 بهدف “دخول السجن” وبحسب المعطيات، فإن عددا من هؤلاء الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم كان بحوزتهم قطاعات وسكاكين، ولكن ليس بهدف تنفيذ عمليات، وإنما “لضمان موقع لهم في السجن الإسرائيلي”. وجاء أيضا أن غالبية المعتقلين، الذين وصل عددهم هذا العام إلى 15، هم فتية صغار من الأجيال 14 حتى 17 عاما. وتدعي صحيفة ” يديعوت أحرونوت ” أنه تمت معاينة ظاهرة جديدة مؤخرا، تتمثل في الوصول إلى السياج الحدودي بمجموعات، وانتظار قوات الاحتلال الإسرائيلي لتقوم باعتقالهم. ويدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أن ما يدفع هؤلاء الفتية إلى عبور السياج الحدودي بهدف الاعتقال هو “بؤس” الحياة في قطاع غزة، خاصة في ظل الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 12 عاما. كما تقول إن قوات الاحتلال قامت بإعادة بعض المعتقلين إلى قطاع غزة بعد التحقيق معهم، مشيرة إلى أن الحديث عن ظاهرة معروفة منذ سنوات، ولكن ارتفاع الأرقام في المعطيات يعبر بشكل ملموس عن الضائقة الاقتصادية المتفاقمة في قطاع غزة.