نيودلهي/سيول – رويترز: أظهرت بيانات تتبع سفن تم الإطِّلاع عليها ان واردات الهند النفطية من إيران انخفضت 45 في المئة في يناير/كانون الثاني إلى 270 ألفا و500 برميل يوميا، بما يقل عن التوقعات البالغة 300 ألف برميل يوميا للشهر مع تأخر بعض الشحنات.
في الوقت نفسه أظهرت بيانات الجمارك في كوريا الجنوبية أنها استأنفت وارداتها من النفط الإيراني في يناير بعد توقف استمر لأربعة أشهر، لكن الشحنات انخفضت 76 في المئة عن الشهر ذاته من العام الماضي. و في نوفمبر/تشرين الثاني طبقت الولايات المتحدة عقوبات تهدف إلى عرقلة اقتصاد إيران المعتمد على إيرادات النفط، لكنها منحت إعفاء مدته ستة أشهر لثماني دول، من بينها الهند وكوريا الجنوبية، مما يسمح لتلك الدول باستيراد بعض النفط الإيراني.
والهند مقيدة بشراء 1.25 مليون طن شهريا، أو ما يعادل نحو 300 ألف برميل يوميا. وأظهرت بيانات وصول الناقلات أن واردات الهند من إيران في يناير انخفضت 10.4 في المئة مقارنة مع ديسمبر/كانون الأول. وكانت إيران الشهر الماضي سابع أكبر مُوَرِّد للنفط إلى الهندـ مقارنة مع تبوئها المركز السادس في ديسمبر/كانون الأول، وانخفاضا من المركز الثالث الذي كانت فيه قبل عام.
وأظهرت البيانات أنه في الشهر الماضي، تراجعت حصة طهران من إجمالي واردات الهند النفطية إلى نحو ستة في المئة من نحو عشرة في المئة قبل عام. وأظهرت البيانات أنه في الأشهر العشرة الأولى من السنة المالية الجارية التي بدأت في أبريل/نيسان، ارتفعت واردات الهند النفطية من إيران 14.5 في المئة إلى 507 آلاف برميل يوميا، في الوقت الذي عززت فيه شركات التكرير المشتريات قبيل العقوبات الأمريكية في ظل إغراءات الخصومات التي عرضتها طهران.
كان وزير النفط الإيراني بيجان زنغنه قد قال العام الماضي ان بلاده تأمل في بيع ما يزيد عن 500 ألف برميل يوميا من النفط إلى الهند في 2018-2019، وعرض شحنا مجانيا تقريبا وتمديد فترة الائتمان لتعزيز المبيعات إلى نيودلهي.
وتؤكد مصادر حكومية صحة حسابات رويترز، التي تظهر أن واردات الهند النفطية من إيران في السنة المالية الحالية ستزيد عن الكمية التي استوردتها في السنة السابقة. وتبلغ تلك الكمية 452 ألف برميل يوميا، أو ما يعادل 22.6 مليون طن.
من جهة ثانية أظهرت بيانات جمارك أمس ان كوريا الجنوبية استأنفت وارداتها من النفط الإيراني في يناير بعد توقف استمر لأربعة أشهر، لكن الشحنات انخفضت 76 في المئة عن الشهر ذاته من العام الماضي. وحصلت كوريا اللجنوبية على إعفاء مدته ستة أشهر من العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية. لكنها لم تستأنف الواردات على الفور لأسباب أبرزها القضايا ذات الصلة بالمدفوعات والتأمين.
واستوردت كوريا الجنوبية، وهي من بين أكبر زبائن إيران في آسيا، 227 ألفا و941 طنا من الخام الإيراني في يناير، أو ما يعادل 53 ألفا و676 برميلا يوميا، وفقا لما أظهرته بيانات من مكتب الجمارك. ويقل هذا كثيرا عن 950 ألفا و13 طنا من الخام الإيراني قبل عام.
وبشكل عام، استوردت كوريا الجنوبية 12.46 مليون طن من النفط الخام في يناير، أو ما يعادل 2.94 مليون برميل يوميا، بانخفاض نسبته 5.9 في المئة مقارنة مع 13.25 مليون طن قبل عام وفقا لبيانات الجمارك. وهبطت شحنات النفط الآتية من المملكة العربية السعودية، أكبر مُوَرِّد نفط للبلاد، 4.8 في المئة إلى 3.51 مليون طن في يناير على أساس سنوي، حيث واصلت المملكة تقييد إنتاجها في إطار اتفاق بشأن الإمدادات تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك».
وفي يناير هبط إنتاج «أوبك» من الخام بنحو 800 ألف برميل يوميا إلى 30.81 مليون برميل يوميا، وكان الانخفاض الأكبر من نصيب السعودية التي تقود المنظمة.
في الوقت ذاته، زادت واردات كوريا الجنوبية من الخام الأمريكي إلى ثلاثة أمثال تقريبا لتبلغ 1.12 مليون طن في يناير، مقارنة مع 394 ألفا و331 طنا قبل عام. ويعكس هذا إقبالا قويا على النفط الأمريكي في ظل تقلص إمدادات الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن تنشر مؤسسة النفط الوطنية الكورية البيانات النهائية لواردات كوريا الجنوبية من النفط الخام في وقت لاحق هذا الشهر.