الرباط – «القدس العربي» خاض المغرب 1984 تجربة تخصيص مقاعد بالبرلمان للجالية المغربية بالخارج، لكنها كانت تجربة يتيمة، لم تتكرر، دون أن تكف المطالبة بها. الموضوع عاد للنقاش من جديد، بعد وعد أطلقه رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران بالعمل على تمثيل الجالية بالبرلمان لكن المعارضة اعتبرت وعد بن كيران العائم دون تحديد إساءة للجالية وللمغرب.
وقال عبد الاله بن كيران في حفل أقيم في الرباط تخليدا لليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة في الخارج، الذي يصادف 10 اب/ اغسطس من كل سنة إن «مغاربة العالم سيصلون إلى البرلمان طال الزمن أم قصر، طلبكم وصل ومفهومٌ، وسيصل في الوقت المناسب».
ويتجاوز عدد المهاجرين المغاربة بالعالم 5 ملايين مغربي جلهم في أوروبا الغربية (فرنسا، اسبانيا، بلجيكا وهولندا) وتشكل تحويلاتهم المصدر الثاني من العملة الصعبة التي تدخل الخزينة المغربية وتصل إلى 5 مليارات اورو سنويا.
وقال بن كيران للمهاجرين «ما ترسلونه يجب أن ترسلوه بْلا جميل، حيتْ هادي بلادكم، ونحن، في المقابل، إذا استطعنا أن نقوم بشيء، سنقوم به، بْلا جميل، ولا يجب أن نتعامل بمنطق الربح، مثل التجّار» مشبها علاقة المهاجرين المغاربة بوطنهم بعلاقة الأم بأبنائها، مشددا على أن الأساس الذي تنبني عليه هذه العلاقة هو العطاء غير المحدود وغير المشروط فـ «نحن نساعد أمّهاتنا، ولكن بْلا جميل، بل نفعل ذلك برضى».
و اكد أن حكومته لن تدخر جهدا في رعاية شؤون المغاربة المقيمين في الخارج ومستعدة، في حدود إمكانياتها، لتقديم أي دعم ممكن لمواطنيها هؤلاء إلا انه أضاف «لا تعوّلوا عليّ أن أتيكم بشيء غير ممكن، ولّا نْخربق عليكم»، وتابع «هذا لا يعني أنني أتملص من مسؤوليتي، إذا استطعنا أن نقوم بشيء، سنقوم به».
وأبرز رئيس الحكومة، الإنجازات التي راكمها المغرب في مختلف المجالات والإصلاحات التي انخرط فيها من أجل بناء دولة الحق والقانون، داعيا الكفاءات المغربية المقيمة في الخارج إلى الانخراط أكثر في الدينامية التي يعرفها المغرب.
وأثنى بن كيران، على الجيل الأول من المغاربة المقيمين في الخارج، الذين تمكنوا بالرغم من الصعوبات التي اعترضتهم من الوفاء لوطنهم والحفاظ على هويتهم المغربية وتنشئة أبنائهم على حب وطنهم الأم.
ووجه ادريس لشكر رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية/ يسار معارض، انتقادات شديدة لتصريحات بن كيران وقال «كنا نسمع من الحكومة ما يُثلج الصدر، فيما يتعلق بالجالية المغربية المقيمة في الخارج، لكن عندما «نقول للجالية، بأنه في زمن ما سيتم ضمان تمثيليتكم في البرلمان المغربي، كأننا ننتظر الذي يأتي والذي لا يأتي، هي أكبر إساءة للبلد».
وحمّل رئيس الحكومة مسؤوليةَ تنفيذ ما جاء به دستور 2011، والذي أعطى الحق لأفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج، بالتصويت والترشيح في الانتخابات، وقال إن رئيس الحكومة هو المسؤول الأوّل عن إعداد القوانين الانتخابية، وتفعيل مقتضيات دستور 2011، وهو المسؤول عن تدبير الزمن، وتحديد متى سيتمكن أفراد الجالية من المشاركة في الانتخابات.
واوضح لشكر أن الاستمرار في هذا الخطاب ولغته، بعد تصريحات رئيس الحكومة في واشنطن أن الملك هو الحاكم في البلاد هي «استقالة فعلية من تدبير الشأن العام،» و»غير مقبول» لأن بن كيران «هو المسؤول الأول عن السلطة التنفيذية، والمكلف بتدبير تسعين في المئة تقريبا من السلطة التنفيذية،» ما يجعله «المسؤول عن تدبير الزمن وتحديد توقيت تطبيق هذا الأمر.»
وتساءل الزعيم الاشتراكي صباح امس الاثنين خلال يوم دراسي نظمه فريقا حزبه في البرلمان حول الهجرة «ما الذي يمنع من أنْ يخرج مقترح القانون الذي يخوّل لأفراد الجالية المغربية في الخارج من التصويت والترشيح في الانتخابات، خصوصا وأنّ هناك توافقا بين الأغلبية والمعارضة بهذا الشأن؟»
وقال أن «ما يجري اليوم من تصريحات في الداخل والخارج إساءة للمغرب، وللمجهود الذي نقوم به، من أجل تقديم المغرب بلدا يتطور ديمقراطيا» محملا الحكومة والحزب الذي يقودها (حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الاسلامية) مسؤولية «النكوص الذي يعرفه المغرب وعدم تفعيل الدستور» معتبرا أن «رئيس الحكومة يحرص في الخارج على أن دار الحكومة لا زالت على حالها.»
واستنكر لشكر تكرار بن كيبران ان حكومته تضمن الاستقرار للمغرب وقال ان الاستقرار «لم يبدأ مع الحكومة الحالية، بل أسس له كفاح المناضلين والمناضلات منذ الستينات والسبعينيات، والتضحيات التي قدمها الشعب، والتوافقات التي تمت في مراحل مختلفة،» مؤكدا على أن هذا هو ما « أسس لما نعيشه اليوم، وجعلنا نعيش نموذجا متفردا في جنوب البحر الأبيض المتوسط».
محمود معروف
في الوقت الذي تصنع فيها السياسات الحقيقية في البرلمانات العربية إذ ذاك سأصوت أنا, لحد الساعة أنا خارج الصف.
الدور الذي تلعبه ساحة بوجلود وساحة جامع الفنا أبلغ من الدور الذي يلعبه البرلمان
إذ يرى السيد رئيس الوزراء تمثيل المغاربة بالخارج في البرلمان، فهذا لا يتعدى أن يكون دعاية لمصلحة له، أو لغرض في نفس (زعطوط). المغاربة المقيمين بالخارج يمثلون شريحة عريضة من الشعيب المغربي و لا يهتم إلا بالذين يقيمون في أوروبا. أما من كان منهم يقيم في دولة عربية فهو خارج القائمة كأنه من مغرب آخر غير الذي يحكمه (السيد رئيس الوزراء). أنا أقول صراحة و من منطلق أنني أعيش في ليبيا ( و في مصراتة بالتحديد) منذ فترة طويلة، أن مصير المغاربة هو مأساوي إثر تهميش الحكومة المغربية لنهم و لمصالحهم ، و اكتفت هذه الحكومة الموقرة مثلا في سنة 2011 عند اندلاع الثورة أن ترسل باخرة غير مزودة بما يكفي من النفط لإجلاء رعاياها الأعزاء من مدينة مصراتة التي كانت قد انتفضت على القذافي و توصيلهم إلى طرابلس التي كانت مازالت تحت قبضة كتائبه المسلحة لكي يحتجزونهم لمدة ثلاث أيام و أن لا يفرجوا على كل من على ضهر السفينة إلا بعد معاناة أقل ما توصف أنها مهينة للبلاد و العباد.
شخصيا فضلت في تلك الفترة أن أعيش ويلات الحرب التي شنتها قوات كتائب القذافي على المدينة عوض أن أهرب من طرف هذه حكومة بلادي الموقرة كبضاعة مهربة.