العراق يتسلم من قوات «سوريا الديمقراطية» عناصر من «الدولة» بينهم قياديون

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: كشف قائممقام قضاء القائم، أقصى غرب العراق، أحمد المحلاوي، أمس الخميس، أن عشر شاحنات نقلت عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» عراقيين وأجانب، إضافة إلى عائلاتهم إلى الداخل العراقي، وذلك في إطار اتفاق لتسليم معتقلين لدى قوات «سوريا الديمقراطية»، إلى الجيش العراقي.
وحسب المحلاوي، «الشاحنات العشر المحملة بعناصر داعش وعائلاتهم، غالبيتهم من العراقيين»، مبينا أن «قافلة الشاحنات كانت تحت حماية أمنية مشددة وتوجهت إلى قيادة عمليات الجزيرة والبادية».
كما أفاد مصدران مطلعان، أن هذه هي المجموعة الأولى من عدة دفعات بموجب اتفاق أبرم لتسليم 502 مسلح بشكل إجمالي.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار نعيم الكعود إن القوات العراقية «استلمت من قوات سوريا الديمقراطية 130 إرهابيا داعشيا مطلوبين عند الحكومة العراقية».
وكان الخبير الأمني المتخصص في شؤون الجماعات المتشددة، هشام الهاشمي، أكد في تصريحات لمواقع إخبارية مقرّبة من قوات «سوريا الديمقراطية»، أن الأخيرة «وبالتنسيق مع التحالف الدولي بدأت في الصباح الباكر من اليوم الخميس (أمس) بتسليم الجيش العراقي عند الحدود مع سوريا دفعات من المعتقلين».
وأوضح أن «الدفعة الأولى، تضم 20 قياديا»، مضيفاً أن «قوات النخبة العراقية الفرقة التاسعة في الجيش العراقي تسلمت الدواعش، حيث من المتوقع نقلهم إلى مواقف خاصة ضمن سلطة قيادة عمليات البادية والجزيرة غرب العراق، لبدء إجراءات التحقيق القضائي والاستخباراتي».
أشار الهاشمي، إلى أن «لدى قوات سوريا الديمقراطية حوالي 500 داعشي من العراقيين، الذين تم القاء القبض عليهم خلال معارك تحرير الجيب الأخير لداعش في دير الزور وبالتحديد في هجين، وتم تسليم دفعة منهم اليوم (أمس) على أن تسلم البقية على دفعات في الأيام المقبلة».
وكانت مصادر في الاستخبارات، أشارت في وقت سابق، إلى أن عناصر التنظيم الذين تم تسلمهم من قوات «سوريا الديمقراطية» يحملون الجنسية العراقية، وينحدرون من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، ومن بين من جرى تسليمهم، هناك 10 قياديين مطلوبين للحكومة العراقية، وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، «حيث كانوا يمارسون القتل والتعذيب وكانوا يقاتلون الجيش والمدنيين منذ عام 2014».
ووفقاً للمصادر، فإن «القياديين العشرة الذين تم تسلمهم هم كل من كمال نوفان خلف العلكاوي، وأحمد نوفان خلف العلكاوي، وسعد ذياب عفات عباس العلكاوي، وهمام صبار بديوي العلياوي، ومجيد نوفان خلف العلكاوي، وعبود صالح العلياوي، وصفاء ختال العلياوي ملقب (صفاء أعرج)، وضياء أحمد فرج حنوش معاضيدي، وسامر أحمد هشام رجب الحديثي، ووليد علي سعد شامل الألوسي».
وشهدت مناطق العمق السوري تجاه الحدود العراقية خلال الأيام الماضية معارك قوية شهدت وانحسار لـ«الدولة الإسلامية» في مساحة يقدرها مراقبون بـ50 كم، فيما أسفرت المواجهة عن اعتقال عدد كبير من مسلحي التنظيم.
وطبقاً للمصادر، فإن المسلحين وقعوا في أسر «قوات سوريا الديمقراطية» في معارك باغور بدير الزور شرقي سوريا، التي تعدّ آخر جيبٍ للتنظيم هناك.
في السياق، أكد رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الأول الركن عثمان الغانمي أن القوات العراقية تمسك الشريط الحدودي مع سوريا بقوة، ولا صحة للأنباء حول تسلل عناصر «الدولة» من سوريا إلى العراق.
وقال الغانمي لتلفزيون»العراقية» الرسمي، خلال تفقد القوات العراقية المنتشرة غربي محافظة نينوى، إن «الحدود العراقية ممسوكة بقوة وأن أي تسلل لداعش من سوريا إلى العراق عار عن الصحة».

الحدود «مؤمنة»

وأضاف: «أمسكنا قبل أيام 24 شخصا قدموا من الحدود السورية وحدودنا مؤمنة بشكل كبير».
القيادي في «الحشد العشائري» في محافظة الأنبار، قطري سمرمد العبيدي، قال في تصريح أورده موقع مقرب من زعيم تحالف «الإصلاح والإعمار» عمار الحكيم، إن «قيادة عمليات الجزيرة والفرقة السابعة في الجيش العراقي، تسلمت عددا من الداعشيين أغلبهم مطلوبين ضمن المادة 3 إرهاب ومن مختلف محافظات العراق». وأضاف أن «من بين هؤلاء 22 قيادياً في داعش».

أعلن تفكيك أكبر مجموعة لتمويل التنظيم في تاريخ البلاد بالتعاون مع تركيا

كما كشف الموقع أيضاً عن اعتقال جهاز المخابرات العراقي 13 فرنسياً ينتمون لتنظيم «الدولة» خلال عملية أمنية.
كذلك، نقل موقع «الفرات نيوز» عن مصدر أمني، لم يكشف اسمه، قوله إن «المخابرات العراقية فككت أكبر مجموعة لتمويل داعش تم تتبعها في أكثر من بلد»، مشيرا إلى أن «بعض أفراد الخلية كانوا في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والعاصمة بغداد».
ولفت إلى أن العملية «تمت بتنسيق أمني مع تركيا، وجرى اعتقال عدد من أفراد هذه الشبكة في تركيا»، مبينا أن «الاعتقال تم قبل يومين».
وقال جهاز المخابرات الوطني العراقي، في بيان، إنه تم «تفكيك أكبر مجموعة تمويل لداعش في تاريخ العراق»، مبينا أن «المجموعة متشعبة ومتفرعة في دول متفرقة من العالم».
وأوضح أن هذه المجموعة «تعتمد بتمويلها عبر مكاتب ومحال متنوعة وبإسلوبٍ معقد لغرض التمويه والتشويش على متابعة حركة أموالها».

20 فرنسياً

وفي إطار العملية الأمنية، ألقى جهاز المخابرات القبض على 15 عراقيا و20 فرنسيا.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن بغداد تسلمت الفرنسيين قبل فترة من التحالف الدولي، مشيرة إلى أن «التحقيقات التي قام بها جهاز المخابرات مع الفرنسيين الدواعش، قادت إلى كشف خيوط الشبكة، التي تضم 15 عراقيا ينتمون للتنظيم».
وأضافت: «كان في حوزة العراقيين المعتقلين أكثر من 500 مليون دولار أمريكي يستخدمونها في عمليات استثمار، كغطاء لتمويه عمليات تمويل نشاطات داعش».
ويرى تحالف «الفتح»، بزعامة هادي العامري، إن تنظيم «الدولة» انتهى في العراق، لكنه أكد استمرار بقاء جيوبه، واستعداد القوات الأمنية العراقية لمنع عودة التنظيم من جديد.
وقال النائب عن التحالف، حسين عرب، لـ«القدس العربي»، إن «داعش انتهى، لكن جيوبه وذيوله تبقى»، مبيناً أن «القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد العشائري، إضافة إلى قوات البيشمركه. كل هذه التشكيلات لا تعتبر جيوب التنظيم أنها عودة من جديد لهذه العصابة».
وأضاف: «القضاء على هذه الذيول سيتم قريباً»، مشيراً إلى «القيام بزيارات لجميع القيادات العسكرية واطلعنا على استعداداتهم الكبيرة لحراسة الوطن».
وختم حديثه متعهداً بـ«ردع كل من يتطاول على سيادة العراق ويحاول زعزعة أمنه»، موضّحاً إن «عصابات داعش انتهت ولن تكون لها رجعة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية