الغارديان: أوروبا تتبنى قمع السيسي على حساب حقوق الإنسان

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن-” القدس العربي”:
تساءلت صحيفة “الغارديان” عن السبب الذي يجعل أوروبا تتبنى الأنظمة الديكتاتورية. وفي افتتاحية خصصتها لنقد القمة المشتركة التي عقدها الاتحاد الأوروبي مع الجامعة العربية في شرم الشيخ قالت إن قادة الدول الأوروبية استمتعوا بضيافة رئيس مصر بعد أيام من إعدام النظام رجالا انتزعت منهم الاعترافات تحت التعذيب في تهمة قتل النائب العام المصري.

السيسي حصن نظام حكمه مشرفا على ما وصفته منظمة هيومان رايتس ووتش “أسوأ أزمة في حقوق الإنسان” لم تشهد مثلها مصر منذ عقود.

وقالت إن دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي ترأس القمة الأوروبية-العربية مع عبد الفتاح السيسي وشاركت فيها بريطانيا ممثلة برئيسة الوزراء تريزا ماي. وقالت الصحيفة إن المناسبة إن كانت الأولى فالمدخل معروف، فقد حصن السيسي نظام حكمه مشرفا على ما وصفته منظمة هيومان رايتس ووتش “أسوأ أزمة في حقوق الإنسان” لم تشهد مثلها مصر منذ عقود. وفي الوقت نفسه تثرثر الدول الأوروبية بين نفسها حول ضرورة ممارسة “دبلوماسية هادئة” فيما يتعلق بموضوعات حقوق الإنسان. ولكنها تواصل بناء العلاقات مع النظام مانحة إياه مظهرا من الشرعية الدولية التي يحتاجها، فسجل السيسي يقول إنه انتزع السلطة بالقوة في انقلاب عام 2013. وترى الصحيفة أن الإعدامات الأخيرة التي نفذها السيسي تعطي صورة عن رجل شعر بالثقة الكاملة من عدم تعرضه لتداعيات إعدامه أشخاصا وقبل أيام من القمة، ورغم المحاكمات الصارخة التي افتقدت أدنى المعايير القانونية. وتشير الصحيفة إلى أن المعارضة السياسية يتم قمعها في مصر عبر التغييب القسري والتعذيب والاعتقالات التعسفية. فقد حكم بالسجن على سامي عنان، قائد هيئة الأركان المشتركة للجيش المصري سابقا لأنه تجرأ على خوض الانتخابات الرئاسية العام الماضي ومنافسة السيسي. وفي الوقت نفسه يتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان وقادة النقابات للتحرش والإدانة فيما يسجن الصحافيون ويمنعون من الكتابة. وتم الحد من نشاط المنظمات غير الحكومية. وأجرى البرلمان نقاشات حول تعديل الدستور تمنح السيسي فترة حكم حتى عام 2034 وتمنح سلطات سياسية وعسكرية جديدة للجيش وتزيد من رقابة الرئيس على المؤسسة القضائية. و “عندما يوافق البرلمان عليها فستوضع أمام استفتاء تعد الحكومة بأنه سيكون حرا ونزيها مثل الانتخابات التي وضعت السيسي في الرئاسة وبنسبة 97%”. وتقول الصحيفة إن قادة الاتحاد الأوروبي يتعاملون مع السيسي كـ “مصدر نادر للاستقرار في المنطقة حتى لو كانت أفعاله تغذي على المدى الطويل غليانا”.

 صفقات السلاح  للأوروبيين أهم من حقوق الإنسان  ولهذا لم تعد انتهاكات النظام على رأس أجندة الدول الأوروبية.

فقد مدح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصر كحاجز مهم ضد الإرهاب في وقت ذكر فيه السيسي وبصوت هادئ/مبحوح بشأن احترام حقوق الإنسان. وتعلق الصحيفة أن سبب اهتمام الدول الأوروبية بمصر نابع من المهاجرين. فمع أن مصر ليست نقطة انتقال مهمة للمهاجرين إلى أوروبا إلا أن هناك مفاوضات مع القاهرة لخفض عدد المهاجرين مقابل حصولها على منافع اقتصادية.

التقييم الدقيق لنظام السيسي الآن هو أنه مستقر لكن تقويته ستكون حماقة من دول أوروبا.

وتعكس الخطوة استعداد الدول الأوروبية ترك المهاجرين في ظروف بائسة وخطيرة طالما ظلوا بعيدين عن شواطئها. ولدى فرنسا، المصدر الرئيسي للسلاح، امورا أهم من حقوق الإنسان وهي صفقات السلاح. ولهذا لم تعد انتهاكات النظام على رأس أجندة الدول الأوروبية. وتعتقد “الغارديان” أن المصريين يستحقون ويجب أن يتوقعوا أفضل من وضعهم الحالي. مشيرة إلى انقلاب دستوري يتم طبخه الآن بشكل يمحو أي مظهر من مظاهر وشكل الديمقراطية كما لاحظ كاتب مصري. وربما اعتقد نظام ديكتاتوري أنه ليس بحاجة للدعم الشعبي طالما قام بفرض الطاعة “لكن من سبقوه ظنوا هذا”. فالفساد والتضخم والبطالة وقمع الدولة كلها تولد الإحباط. فالتقييم الدقيق لنظام السيسي الآن هو أنه مستقر لكن تقويته ستكون حماقة من دول أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو امحمد/ الجزائر:

    – بلا حقوق انسان بلا بطيخ!..كلها كذبة تستخدم لغايات…ولاشيء يقف أمام المصالح .

إشترك في قائمتنا البريدية