“دايلي بيست”: السعودية استهدفت مالك “واشنطن بوست” بحملات عدائية

إبراهم درويش
حجم الخط
1

لندن ـ “القدس العربي”:

تحت عنوان “كيف حول االسعوديون جيف بيزوس العدو الأول” حلل إياد البغدادي، مدير مؤسسة الكواكبي في النرويج، حملة عمرها أربعة أشهر ضد أثرى رجل في العالم.

وقال في مقال بموقع “ديلي بيست” إن ما ورد في تلميحات بيزوس عن وجود علاقة بين ابتزازه لنشر صور له من مجلة فضائح أمريكية والسعودية تشير لأدلة عن عملية انتقامية من حاكم السعودية الفعلي الأمير محمد بن سلمان على التغطية الشرسة التي قامت بها صحيفة “واشنطن بوست” وهو مالكها في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وأشار إلى أن  الجهود بدأت قبل أشهر من محاولة “ناشونال اإنكويرر” التي تملكها شركة “أمريكان ميديا إنك” (إي أم أي) ابتزاز رجل الأعمال الثري. وتساءل الكاتب عن الأدلة مشيرا إلى أنها واضحة للعيان.

وقام الكاتب مع عدد من الخبراء العرب المستقلين والناشطين حول العالم بمراقبة تحركات ولي العهد منذ صعوده إلى السلطة عام 2015 وخاصة آلته الإعلامية الدعائية الممولة جيدا. معلقا أن هناك الكثير الذي يمكن تعلمه عن تفكير القيادة السعودية لو انتبهنا لما يكتب ويقال على التويتر وشبكات التواصل الإجتماعي الواقعة تحت سيطرتها.

 وفي الحقيقة فقد كان جمال خاشقجي، الصحافي المعروف يعمل على مشروع لمواجهة الآلة هذه قبل إسكاته في قنصلية بلاده. فالتوتير معروف وشائع في السعودية التي سجلت معدلات عالية من استخدامه. ونظرا لغياب حرية التعبير وحظر الأحزاب السياسية فقد استخدم المواطنون السعوديون التويتر باعتباره الوسيلة الوحيدة لمناقشة القضايا العامة. وبحلول عام 2015  أصبح التويتر المحل الذي يناقش فيه المثقفون السعوديون القضايا العامة وبات يطلق عليه “برلمان العرب”.

 إلا أن الأمر تغير مع وصول محمد بن سلمان حيث حوله مع مستشاريه من مساحة للنقاش العام إلى الاداة الرئيسية للتحكم الإجتماعي.

لم تتوقف الهجمات على “تويتر” بل تم نشر صور كاريكاتيرية وفيديو، بينها رسم ظهر فيه بيزوس هاربا من ضربه بالأحذية وبيده نسخة من “واشنطن بوست” .

والسبب وراء غزو”تويتر” الناطق بالعربية كان منع الربيع العربي من الوصول إلى السعودية. وبحلول عام 2018 كانت سيطرة بن سلمان على التويتر كاملة حيث تم سجن الناقدين له أو أجبروا على المنفى وتم اختراق عناوينهم والتحرش بهم وإسكاتهم وقتلهم. ولم يعد هناك صوت مستقل داخل المملكة فإما أن تتوقف عن الإستقلالية أو تتخلى عن صوتك أو حتى البقاء في السعودية.

 

وبات التويتر مساحة للمؤيدين للنظام الذين ينشرون الرسائل والصور التي تمثل موقف الحكومة. وقدم الكاتب أمثلة عن اختراق النظام السعودي حسابات المعارضين السعوديين في كندا وقتل خاشقجي العام الماضي وظهور أول دعوة لمقاطعة جيف بيزوس في 15 تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي. وجاء في التغريدة :

شعب #المملكة_العربية_السعودية_العظمى ان صاحب صحيفة الشر و الغدر واشنطن بوست هو اليساري وقائد حملة الاطاحة بترامب مع ريتشارد برونسون، هو المالك للصحيفة

لذا وجب #مقاطعة_امازون دفاعا عن وطنا مطلب يا شعب #السعودية_العظمى”.

وتبع ذلك زيادة في الهجمات ضد بيزوس بالإضافة لحملة تدعو لمقاطعة أمازون باعتبارها رأس الحربة ضد السعودية. وفي افتتاحية لواشنطن بوست في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) دعت لوقف التعاون مع السعودية.

وفي نفس الفترة نشرت الصحيفة مقال رأي لمحمد علي الحوثي، القائد في الحركة التي تقاتلها السعودية في اليمن. ولاحظ الكاتب زيادة في الهاشتاغات التي تطالب بمقاطعة أمازون وسوق دوت كوم التي تملكها في الشرق الأوسط: “مالك أمازون وسوق يهاجمنا” و “بيزوس يهددنا فيما تتعامل معنا سوق دوت كوم” قالت تغريدة.

ولم تتوقف الهجمات على “تويتر” بل نشر صور كاريكاتيرية وفيديو. ففي رسم ظهر بيزوس هاربا من ضربه بالأحذية وبيده نسخة من “واشنطن بوست” التي نشرت مقال الحوثي. وظهرت أفلام فيديو تحذر من علاقة بيزوس وصحيفة “واشنطن بوست” ووصفته بالحاقد والعنصري الكاره للسعودية.

في صورة أخرى وصف بيزوس بـ “الحاقد القذر” وأنهيقود حملة ضد السعودية وتشويه سمعتها في العالم. وفي صورة أخرى له وكتب تحتها “اليهودي: جيف بيزوس” رغم أنه ليس يهوديا.

ومن هنا بدأ الوكلاء عن بن سلمان بحملة ضده. وجاء في تغريدة أن بيزوس يدفع ثمن حملته ضد السعودية وسيخسر نصف ثروته من إجراءات الطلاق: “فمن يعادي السعودية سيتحطم ويستهزأ به ويقتله الله”.

وفي صورة أخرى وصف بيزوس بـ “الحاقد القذر” وقالت إنه يقود حملة ضد السعودية وتشويه سمعتها في العالم. وفي صورة أخرى له وكتب تحتها “اليهودي: جيف بيزوس” رغم أنه ليس يهوديا. ورغم خفوت الهجمة على بيزوس لفترة إلا أنها عادت مرة أخرى في 10 كانون الثاني (يناير) عندما نشرت “ناشونال إنكويرر” عددا خاصا يكشف عن علاقات بيزوس العاطفية.

وتظل حملة السعودية ضد بيزوس وواشنطن بوست أبعد من تلك التي بدأت خريف العام الماضي. فعندما كتب بيزوس في تغريدته عن محاولات أمريكان ميديا إنك ابتزازه في صور لديه وأنه استأجر محققا خاصا للتحقيق في الكيفية التي حصلت فيها الشركة على الصور الفاضحة له إلا أن موقع الكاتب كان يبحث عن علاقة الشركة مع السعودية. فقد كانت الشركة قبل هذه الأحداث مدينة بـ 1.3 مليون دولار وتخسر 70 مليون دولار في العام.

ويذكر الكاتب بعلاقات بيكر من خلال كيسي غراين ولقائه في البيت الأبيض مع الرئيس دونالد ترامب وجارد كوشنر. وسفره  في إيلول (سبتمبر) 2017 إلى السعودية. ومحاولته البحث عن دعم منها لشراء مجلة “تايم”.

ونشر في 12 آذار (مارس) 2018 عددا خاصا أحصى فيه إنجازات السعودية قبل زيارة ولي العهد إلى أمريكا وطبع منه 200.000 نسخة. وحصل وكيل بيكر آري إيمانويل في 19 آذار (مارس) 2018 على 400 مليون كاستثمارات من الهيئة السعودية العامة، أو الصندوق السيادي.

ثم جاءت فضيحة لورين سانشيز التي كشف عن علاقتها مع الرجل الثري شقيقها مايكل سانشيز وهي القصة التي ظهرت في 10 إيلول (سبتمبر) 2018.

وفي نفس اليوم علقت شركة “إي أم أي” عن قصة تحضرها عن علاقة بيزوس العاطفية. ورغم ما كان لدى الشركة من “خبطة” إعلامية إلا أنها ظلت ساكتة عليها شهرا بعد شهر. ومن هنا يتساءل الكاتب عما كانت شركة بيكر تفعله طوال هذه الفترة. ففي 7 كانون الثاني (يناير) 2019 أرسل ديلان هاورد نائب بيكر في إي أم أي رسالة إلى بيزوس يخبره فيها أن الشركة ستنشر قصة عنه بعد ثلاثة أيام. وفي نفس الفترة اعلنت الشركة عن دفع ديونها حيث أكدت أنها لم تحصل على دعم أجنبي. وفي 10 كانون الثاني (يناير) نشرت ناشونال إنكويرر  عددا خاصا من 12 صفحة عن علاقة بيزوس العاطفية. ورغم معرفة الامريكيين بيزوس كمالك لأمازون وأثرى رجل في العالم إلا أن غلاف العدد الخاص احتوى على عبارة “مالك واشنطن بوست” في محاولة لترديد الحملة السعودية ضده. ورد بيزوس في 11 كانون الثاني (يناير) بأمر مستشاره الأمني غافين دي بيكر للتحقيق والبحث عن كيفية وصول الصور إلى المجلة. وقال دي بيكر إن هناك “أدلة قوية عن دوافع سياسية”. ثم بدأت عملية الإبتزاز برسالة من الشركة إلى دي بيكر في 1 شباط (فبراير)  أكدت فيها إم أي أي أن ما ورد في “ناشونال إنكويرر” “لم يأت بسبب تحريض، إملاء أو تأثير خارجي”. وتأكيد الشركة على غياب التأثير الخارجي نابع من مخاوف النظر للحملة ضد بيزوس على أنها خدمة لترامب أو لغيره. وعندما لم تستطع الشركة وقف تحقيق دي بيكر بدأت بابتزازه كما جاء في رسالة ألكترونية من ديلان إليه “لا يحب محرر أن يرسل هذه الرسالة، وآمل ان تسود المصلحة المشتركة وبسرعة”. وهو ما رفضه بيزوس ومحققه ودفع مالك أمازون للخروج علنا والحديث عن ابتزازات الشركة رغم ما تعرض له من إحراج. وفي الوقت الذي تملك فيه السعودية قدرات على اختراق الحسابات الألكترونية لإعدائها فإن أحدا لم يذكر  اسمها باستثناء ما ورد في  رسالة شركة إي أم اي عن “تأثير القوى الخارجية”، ومع  ذلك كانت الشركة مستعدة لأن تتخلى عن صور مهمة ومستعدة في الوقت نفسه لابتزاز أغنى رجل في العالم. وقبل أسابيع قال بيكر لصحافيين في “بلومبيرغ”  إن إي أم أي نجت هذه المرة من “خلال استثمارات جديدة وصلت إليها” ونفى أن تكون من السعوديين. فيما تواصل السعودية حملتها ضد بيزوس. ففي حساب مؤيد للحكومة جاء فيه:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د 0 عطوة 0 ايلياء:

    هناك حيلة يستعملها الصهاينة باجرامهم وهي تصوير انهم ضحية اللاسامية التي انتشرت في اوروبا ضد اليهود وكان اليهود الصهاينة قاصدين في حملة ضد اليهود ليظهروا مظهر الضحية وكل العالم يرى مدى العلاقة العضوية بين الصهاينة والعائلة المالكة بالسعودية فلا شك في تأمر العائلة المالكة في السعودية مع الصهاينة في تدبير احداث 11 سبتمبر ليكون الرد ضد الاسلام والمسلمين وهذا التوجه ما نراه اليوم جهارا نهارا من استهداف الاسلام والمسلمين في كل موقع متاح واليوم يشاركهم التوجه حاكم مصر البلحة فهو يظهر عدائه بكل المحافل فنرى الصهاينة في هذا المقال يذكرون ان السعودية تشاركهم الحيلة وهي اظهار الصهاينة كضحية حبث يتهمون خصمهم انه يهودي وما هو بيهودي فقط ليلبسوا العرب والمسلمين الكراهية لليهود وحكام السعودية ويشاركهم حاكم مصر بالحقيقة انهم ابعد الناس عن العروبة والاسلام والسلام على من اتبع الهدى

إشترك في قائمتنا البريدية