شيعت كندا أخيراً الأطفال السوريين السبعة، الذين قضوا في حريق منزلهم في مدينة هاليفاكس الكندية. تشييع مهيب، شارك فيه آلاف الكنديين، كما نقلت وقائعه محطات تلفزيونية عديدة. النعوش الأنيقة سارت بهدوء وبطء برفقة حرس الشرف الكندي.
كلمات عديدة مؤثرة ألقيت، رسمية تمثل أعلى المستويات، وغير رسمية، من بينها كلمة لنتالي هورن من جمعية مساعدة اللاجئين، قالت والدموع تملأ وجهها: “شعرنا بغنى حياتنا بعلاقتنا معكم ومع أطفالكم. نحن نحب أطفالكم ونحبكم. وبرغم معرفتنا بأن خسارتكم لا تعوض، لكننا فرحون لأنكم انضممتم للعائلة الكندية”.
لا يمكن للمرء أن لا يتأثر بهذا الوداع، الذي لن يكون ممكناً للضحايا في بلدهم، ولعلهم من قبل استقبلوا في الديار الكندية بحفاوة استثنائية.
لقد رأينا منذ بعض الوقت حريقاً مماثلاً في حي دمشقي، قضى فيه كذلك سبعة أطفال سوريين، فكانت لإعلام النظام السوري جولات هزلية مخجلة أمام هذا الموت الرهيب. خصوصاً حين سأل أحد الإعلاميين والد الأطفال، ونار الحريق لم تزل غافية في رماد البيت، أي رسالة يوجهها، ومن جاء الى المكان من المسؤولين، كما لو أن إعلامي النظام يتوخى رسالة شكر وتقدير من المواطن المنكوب للنظام، أصل كل النكبات!
ماذا بوسع السوريين، من تبقى منهم، أن يقول ما بين هذين الموتين، بين مشهد “العائلة الكندية” تتضامن في الاستقبال، وتسابق نفسها في حفظ كرامة اللاجئين، قبل تأمين احتياجاتهم، و”العائلة السورية” التي قال رئيسها على الملأ إنها باتت متجانسة بعد نزوح نصف السوريين خارج البلاد. البلاد التي لم تتوقف فقط عند احتقار السوريين أحياء وأمواتاً، بل ومشهود لها بإطلاق النار على الجنازات قبل القبور.
جينات المصريين
أسوأ التعليقات بخصوص فوز رامي مالك، الأمريكي من أصل مصري، بأوسكار أفضل ممثل عن أدائه لشخصية المطرب ومؤلف الأغاني فريدي ميركوري في فيلم “بوهيميان رابسودي” كانت تلك التي ربطت فوزه بأثر الجينات المصرية. نعم، لقد قيل ذلك حرفياً: “الجينات المصرية تفوز”!
في المقابل ستجد من يسخر من “بابيونة” العنق المائلة، معتبراً إياها أنها الجينات المصرية الفوضوية، التي كان لا بد لها أن تطفو، رغم تغريبة الشاب، وأهله، من دون أن تتمكن منها عادات الغرب الصارمة!
ينحدر مالك من أسرة قبطية أرثوذكسية مصرية هاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1978. وسبق أن قال في مقابلة تلفزيونية إن لديه أصولاً يونانية أيضاً (هل سمع أحد إن كان اليونانيون يحتفلون بجينات رامي مالك؟).
على منصة الأوسكار لم يقل الرجل شيئاً سوى إشارته إلى أنه من مهاجرين مصريين، وعلى الأرجح هو نفسه لا يعرف أي جينات صنعت فوزه ذاك، المصرية، اليونانية، أم أنه الهواء والخبز والبرغر الأمريكي.
نقاشات كثيرة تدور الآن حول فوز مالك، أبرزها تلك التي تفترض أنه لو بقي في مصر، وأي حال سيكون عليه، وهنا سنجد تعليقات مصرية ممتعة وطريفة تفضي إلى عرض أحوال المصريين أكثر من أن تحتفل بفتى الأوسكار. هذا مقابل نقاش آخر حول الهجرة إلى مجتمعات متحضرة وما يمكن أن تفضي إليه من مواهب، وهنا ستحضر أسماء كستيف جوبز وأحمد زويل ومحمد صلاح وعمر الشريف وسواهم.
أما حديث الجينات فلن يكون من صالح مروّجيه، فها لديكم رئيس كالسيسي مليء بالجينات المصرية الخالصة، انظروا كم يُخجِل قلب المصريين!
الأمير الفقير
لبنان الذي يجمع (نصفه على الأقل) على كراهية اللاجئين السوريين واحتقارهم وتنميطهم، لا يريد أن يلاحظ حكاية الصبي السوري زين، الذي لعب دور البطولة في فيلم “كفر ناحوم” لنادين لبكي، والذي وصل إلى منصة الأوسكار أخيراً.
“بي بي سي” تقدم قصة زين في فيديو تحت عنوان “قصة الصبي السوري، الذي بدل حياة أسرته”، تعرض بعض لقطات له مجسِّداً دوره الحقيقي كأحد أطفال الشوارع، ومن ثم كيف حمله فيلم نادين لبكي من الشارع إلى شاشات العالم وأرفع منصاته، كما إلى وضع لاجئ في شمال النروج.
بإمكان ولد الشوارع المشرد إذاً أن يكون نجماً ولا أجمل، بل بإمكان الحكومات بقليل من الرعاية والاهتمام، لا أن تحوّل أبناء الشوارع إلا ما ليس فيهم، فلا أحد يخلق كي يكون ابن شوارع، بل أن تجلو الغبار عنهم، كي يظهر الأمير الذي فيهم.
زين هو شكل من أشكال حكاية الأمير الفقير. وفي تتبّع حكايته تحويل “كفر ناحوم” إلى قضية، كما أرادت لبكي من فيلمها، لفتح باب النقاش حول الفقر والعشوائيات وأطفال الشوارع والشغالات في البيوت والسجون وسواها.
الأوسكار في الإعلام السوري
قامت أخيراً وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” بتغطية خبر جوائز الأوسكار، بعد أن ضمنت، على ما يبدو، غياب الأفلام المزعجة عن قائمة الفائزين. وإذا كانت الحكومات غالباً ما تحتفي بأفلامها لمجرد الترشح فإن إعلام النظام لم يلمح أي إشارة إلى الوثائقي السوري “عن الآباء والأبناء” للمخرج المعارض طلال ديركي، الذي رشح للجائزة، وكذلك لم يذكر فيلم نادين لبكي “كفرناحوم” لمجرد أن بطله لاجئ سوري.
لا يشكل ذلك أي مفاجأة من قبل إعلام نظام جاهز للاغتيال الجسدي قبل المعنوي، ولن تفرق معه أن يظهر تاريخ السينما السورية من دون فيلم سوري يصل للمرة الأولى إلى منصة الأوسكار.
كاتب فلسطيني سوري
يسلّم الأيادي يا راشد ??.
سيد راشد صباخ الخير لقلمك الذي ينتصر للمظلومين على هامش العنصرية الرخيصة المقيتة سعييييييدة جدا جدا جدا انا بقلمك الذي يكتب عن مظلومية السوريين في لبنان اشد على يدك بكل حماسة الدنيا انت والاستاذ خوري لانكما مشعلان صادقان في الدفاع ضد اسوأ خصل الانسان ولربما وانا انتقد العنصرية ..يطيب لي لانني احب المصريين جدا جدا ان انتقد عنصريتي تجاه المصريين وحيات الله يا استاز راشد بحس انو الون هيكي جينات مميزة اذا قرؤوا القرءان ليسو كاحد من العالمين اذا امنوا ليسو كاحد من العالمين واذا كفرو ايضا ! ليسو كاحد من العالمين اذا ضحو ليسو كاحد واذا ظلمو ليسوا كاحد اما اذا نكتو وسخرو فالدنيا برمتها ستضحك رغم انفها !
هههه قارئة تحب المصريين وتنتثد عنصريتها لهم وتمقت السيسي بوصفه مصرف البيت المصري والمثل قال كل بيت الو مصرف !
عزيزي الأستاذ راشد النظام السوري هجر اكثر من ستة ملايين سوري وليس نصف مليون بل أن هذا الرقم هو رقم القتلى على أقل تقدير
القتيل في سورية دائما إرهابي فكندا تكرم اللاجئين الذي قضوا في حريق مؤسف ونظام المجرم ابن المجرم بشار الكيماوي بائع سورية يحرق جثث القتلى تحت التعذيب في السجون السورية. أين الثرى من الثريا وشكرا للفنانة الرائعة والمخرجة الكبيرة نادين لبكي