دير البلح – رويترز: بينما يتابع محصول الطماطم الذي يزرعه، يستخدم مزارع في غزة يدعى مروان أبو محارب سمادا مستخلصا من وحدة غاز حيوي منزلي ويتذكر الماضي الذي كان حاله فيه أكثر رخاء.وتقع مزرعة أبو محارب في بلدة وادي السلقا الصغيرة، حيث يسود الفقر كما هو الحال في أنحاء غزة.
ويواجه أبو محارب، مثل مزارعين كثيرين غيره في المناطق الحدودية في القطاع المحاصر، تحديات كثيرة بينها تهديدات أمنية ونقص الطاقة، وكلها تتفاقم بسبب اعتلال الاقتصاد الناجم عن القيود والعقوبات الإسرائيلية المفروضة على قطاع غزة
ويحصل أبو محارب حاليا على سماده من وحدة غاز حيوي في بيته، هي واحدة من عشر وحدات أقامتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المناطق الحدودية بقطاع غزة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويجمع المزارع مخلفات الطعام والحيوانات لوضعها في الوحدة. وتتعامل وحدة الغاز الحيوي مع المخلفات فتنتج منها غازا وسمادا.
وقال أبو محارب ان الوضع في مزرعته اختلف بدرجة كبيرة بعد تركيب جهاز استخراج الغاز من المخلفات العضوية، ما اراحه من عبء ومصاعب الحصول على الغاز. وأضاف «عندي يوميا من ساعتين لساعتين ونصف غاز متوفر ومجاني، على مخلفات الأغنام ومخلفات المواشي التي يضعها في الجهاز».
ولأنه يحصل على السماد من وحدة الغاز الحيوي، لم يعد أبو محارب في حاجة لشراء مقويات لزراعته وبالتالي أصبح يوفر مالا. كما ان الجهاز يوفر له مادة «الأبتيك» التي يستعملها لتسميد نباتات البندورة (الطماطم) بشكل خاص.
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان السماد العضوي بديل صديق للبيئة أيضا بدلا من المواد الكيميائية التي يتعين على كثير من المزارعين في غزة الاعتماد عليها بشكل مفرط.
وبعد مرور فترة لم يشعر أبو محارب فيها بقلق بشأن حصوله على الأسمدة، أصبح عليه الآن أن يفكر مليا قبل أن ينفق شيكلا في شرائها.
كما يساعد الغاز الذي توفره وحدة الغاز الحيوي لمدة ساعتين يوميا في خفض نفقات المعيشة.
وعندما ينفد الغاز لديه فإنه لا يستطيع دفع 60 شكل (16.6 دولار)، ثمنا لأسطوانة غاز طهي، وبالتالي فإنه يستخدم الحطب كبديل.
وفي سبتمبر/أيلول 2018 ذكر التقرير السنوي لوكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» ان المواطنين الفلسطينيين محاصرون داخل اقتصاد تتزايد فيه معدلات البطالة دون أي آفاق مستقبلية، لا سيما في غزة، التي تشهد تراجعا في التنمية.
ويتذكر أبو محارب زمن الازدهار الذي يقول إن الحياة خلاله كانت جميلة. وكان أطفاله يساعدونه في الزراعة فيما مضى لمواكبة الكم الكبير من المحاصيل التي كان يزرعها.
ويقول إن الأوضاع اختلفت الآن. واضاف انه بسبب الحصار الإسرائيلي وما يستتبعه من قيود اضطر إلى تقليص مساحة الأرض التي يزرعها.
وقال أدهم عكشية، المسؤول في مجال الأمن الاقتصادي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر «لا يزال هذا المشروع في طور المتابعة والتقييم، حيث أنه من النتائج الأولية نجد أن المشروع استطاع في العشر وحدات التي تم توزيعها في قطاع غزة أن يوفر جزء من التكاليف اليومية للمزارع بالإضافة إلى توفير سماد عضوي يستطيع أن يستخدمه للزراعة الموجودة لديه».
واستولت حركة حماس، التي تصنفها دول غربية وإسرائيل على أنها جماعة إرهابية، على قطاع غزة عام 2007 بعد حرب قصيرة مع قوات موالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتخذ من الضفة الغربية مقرا له.
وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة عام 2005، لكنها تحكم سيطرتها الصارمة على حدود القطاع البرية والبحرية متذرعة بمخاوف أمنية. كما تقيد مصر الحركة إلى داخل غزة وخارجها عبر الحدود معها.
ويصف أبو محارب منطقة الحدود بأنها «خطرة». ويتمنى أن تضع الحروب أوزارها من أجل أن يسود السلام والأمن ويتحقق الرخاء مستقبلا.