أعطوهم ميناء!

حجم الخط
2

سهل جدا أن نلاحظ بان الحديث عن احتلال غزة وطرد حماس مقنع، سلس وبالاساس سهل جدا. ولكن ليس دوما ما يسمع سلسا، لامعا ومناسبا لحدث عسكري ما قبل 12 سنة – هو الامر الصحيح. العكس هو الصحيح. كل الاخرين هم هاذون، يسرويون، غير مصممين وباقي الخضراوات.
رغم ذلك، ورغم السهولة التي لا تطاق في نظري لاحتلال غزة وكسر عظام حماس من المهم طرح موقف مضاد. فمعقد اكثر وبالاساس يتعارض مع عصائر معدتنا وربما حتى لا ينسجم تماما مع تاريخ العلاقات مع حماس. في إطار محادثات المفاوضات في مصر يطالب الفلسطينيون بميناء، مطار، تحرير سجناء وغيرهم. فهل نعطيهم ميناء؟ تصرخ الاصوات عندنا. هل نفتح معبر رفح – حتى بسيطرة مصر أو م.ت.ف؟ هل نعطي جائزة لنار الصواريخ؟ لاولئك الذين لم يستجيبوا لست هدنات؟ ومؤخرا حتى سمعنا وقرأنا اقوال جنرالات معروفين انجرفوا نحو هذا الخطاب.
إذن تعالوا نجري حسابا صغيرا، نحقق فيه في الاداء، ونرى معنى احتلال غزة: كم قتيلا سنتكبد في احتلال غزة، جباليا وقلب المدينة؟ لنفترض 100 (وهناك من يقول 300 أو اكثر). اسرائيل تحكم غزة، تتكبد على الاقل 1 – 4 قتيلا في اليوم، وليس فقط لان السيطرة ستستوجب قوات ثابتة وتجبر على البقاء داخل غزة سنتين على الاقل من اجل تطيير حماس، بمعنى، 1 – 2 آخرين من القتلى بالمتوسط في اليوم على مدى هاتين السنتين. وها نحن نصل الى ثمن 800 – 1.500 قتيل آخر (أتذكرون لبنان؟). ولنفترض أننا صفينا حماس. فتصفية حماس لن تبقي سكان غزة في فراغ اسلامي. وهم لن يصبحوا صهاينة أو يتوبوا الينا. سيبقون في غزة عرضة لتأثير عدة تيارات: حماس نفسها، القاعدة ولاعب جديد يحتل أراض هامة في العراق، في سوريا، والان في لبنان ايضا، يسمى داعش. منظمة وحشية ومتطرفة بجنون. من سيمنعها في هذه اللحظة من السيطرة على غزة. بالفعل، حماس وكذا م.ت.ف وجيش لبنان (وهم في معارك مباشرة منذ الان)، الاردن، مصر وغيرها.
تهديد داعش حقيقي، هو هنا، بذوره مغروسة في غزة، وهو محمل بالمال ويسحب أبناء الاسلام وراءه في الشرق الاوسط. المعركة السياسية في غزة ستكون بين حماس وداعش. واذا «طارت» حماس، ستكون داعش. واذا لم «تطر» فانهما سيضعفان الواحد الاخر.
إذن ماذا نكون فعلنا؟ اذا كان للغزيين ميناء – وهكذا يمكنهم ربما ان ينالوا الرزق – فانه سيكون لحماس ولداعش معا صعب اقناع الغزيين الذين ينالون الرزق الانضمام الى صفوفهم (شريطة أن يكون الميناء مراقبا). في وضع غزة محتلة ومحاصرة، سيكونون فقط ضد اسرائيل وسيركضون الى حضن الشيطان. إما حماس نفسها أو الشيطان الاصلي – داعش. هذه النتيجة التعيسة يسميها اليمين تصميما.

يديعوت – 13/8/2014

حاييم آسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. حسين السلع - فيلدلفيا:

    أنتم يا بني اسرائيل ليس لكم عهود ولا اتفقيات مقدسة: كل اتفاقية تدوسنها: اتفقتم مع عرفات على بناء ميناء ومطار ثم هدمتموه… تعملون تهدئة ثم ثاني يوم تقتلون القادة والمقاومين….
    أنتم سبب الدماء الذي سيحل بكم، انتم السبب
    ونحن محتلون وعلينا أن نقاومكم حتى نخلص منكم ومن قرفكم….
    اعطونا الميناء والمطاؤ وفكوا الحصار ودعونا نعيش بحرية…
    لا نريد أن نرميكم في البحر…. فقط نريد أن نعيش قبل أن تصل داعش أو غيرها….
    افيقوا يا ساسة اسرائيل يا نازيوا العهد الجديد… فقد دقت ساعة العمل

  2. يقول غادة الشاويش:

    كل المعادلات ستضركم لانكم في حالة انتكاس استراتيجي والايام حوامل

إشترك في قائمتنا البريدية