ستة أيام هزت أركان النادي الملكي في قلب العاصمة مدريد… نعم انتهى موسم الريال بطرفة عين. فقد لقب دوري الأبطال الذي حمله لثلاث سنوات، بعدما فقد فرصة احراز لقب الدوري الاسباني وخرج من كأس الملك.
كل هذا حدث أمام أعين جماهيره في “سانتياغو بيرنابيو”، وما زاد من ألم الجروح، ان هزيمتين من الثلاث كانتا أمام غريمه وعدوه اللدود برشلونة، والثالثة جاءت بعد انهيار المعنويات وطأطأة الرؤوس امام “المغمور” أياكس، الذي فاز في مباراة خروج المغلوب في هذه المسابقة للمرة الاولى منذ 1997، وهي الخسارة الاولى في تاريخ الريال بفارق ثلاثة أهداف على أرضه في أدوار خروج المغلوب. أي أن سيناريو كارثة الموسم خرج الى النور في هذه الأيام الستة، وكأن دهراً مر على تصريح القائد سيرجيو راموس بأنه تعمد الحصول على بطاقة صفراء في الذهاب أمام أياكس، عندما فاز الريال 2/1، كي يستعد بسجل نظيف في دور الثمانية، وهو ما خطف أنظار العيون الغاضبة في “بيرنابيو” وهي تشاهد راموس يستمتع بتصوير فيمله الوثائقي مع “امازون” خلال جلوسه في المنصة الفخرية مذهولاً.
الذهول أصاب أيضا أفضل لاعب في العالم، ومحتكر الجوائز الفردية لعام 2018، لوكا مودريتش، الذي لو وقف في وسط الملعب يبحث عن زملاء الانتصارات والعمود الفقري للريال في السنوات الخمس الماضية، لوجد البلجيكي الكارثي كورتوا مكان الثقة نافاس في حراسة المرمى، وعلى الجهة اليسرى المغمور ريغيليون مكان صاحب الكاريزما مارسيلو، الذي أصدرت الاوامر بتهميشه، والقائد راموس يجلس في المنصة الرئيسية بدل حماية منطقة الجزاء، وصيحات الاستهجان تصدح آذان كروس وبيل وبنزيمه، وايسكو وأسينسيو جليسا الاحتياطيين، في حين المنقذ عادة بأهدافه رونالدو موجود في تورينو، وهو الذي سجل 450 هدفا في 9 سنوات مع الريال، فأين العمود الفقري لانجازات الملكي؟
ربما هذا السؤال تتوجب الاجابة عليه من رئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي قرر في ليلة صيف حارقة، أن يدمر المنتخب الاسباني وناديه بقرار سخيف، فخطف مدرب “الماتادور” لوبيتيغي، عشية انطلاق كأس العالم، لتنتهي عمليا فرصة منافسة اسبانيا على اللقب المونديالي، قبل ان يتخبط الريال في الاسابيع الاولى تحت ادارته ويجد نفسه، يبحث عن عمل، بعدما كان العالم قبلها بأسابيع بين يديه.
بيريز ارتكب أخطاء، ولكنه ليس ساذجاُ، فبعد كارثة أياكس، واكتمال السيناريو الكارثي، سارع الى عقد اجتماعات، اعتبرت، انها “خلية أزمة”، تهدف الى امتصاص الغضب العارم من الجماهير، على انتهاء الموسم مبكرا قبل شهرين من موعده، واجرى اتصالات مستميتة لاستعادة زين الدين زيدان، لكن الفرنسي ذكي ولن تطأ قدماه مركبا يغرق الأن، مثما أنقذ نفسه في الصيف ورحل، لكن أبقى على ألامل بأن يعطي قراره النهائي في العودة الى “بيرنابيو” خلال أسابيع الصيف، فسارع بيريز الى البحث عن منقذ آخر، يمتص الغضب العارم، ولم يجد أفضل من البرتغالي “المدمر” جوزيه مورينيو، رغم اعتراضات حثيثة من بقية الاعضاء، الا أن بيريز يصر على جلب “الاكس سبيشال وان”، وكأنه اصابه الخرف، أو النسيان، أو ما يعرف بـ”الزهايمر”، كونه تناسى التجربة الاخيرة مع المدرب البرتغالي، الذي كاد أن يحدث حربا أهلية، بين لاعبي وجماهير الريال والبارسا، أثرت بشكل كبير على بيئة المنتخب الاسباني، ليترك البرتغالي مدريد بنكهة سلبية. لكن بيريز أيضاُ تغاضى عن حقيقة ان مورينيو طرد من وظيفتيه التاليتيين في منتصف الموسم، مع تشلسي ومانشستر يونايتد، بل كانت الاخيرة مريرة، بعدما ترك دمارا وارثا سلبيا خلفه في “أولد ترافورد”، يتعلق بالاجواء السلبية وأسلوب اللعب العقيم والرغبة الجامحة لدى النجوم بالرحيل اذا استمر البرتغالي مدرباً، قبل أن يأتي مدرب مغمور، اسمه أولي غونار سولشاير، ليفند كل أعذار محبي مورينيو بان الخلل تارة في الادارة او في اللاعبين او الاعلاميين، ليحقق 14 انتصارا في 17 مباراة في كل المسابقات، ولم يخسر سوى مرة امام باريس سان جيرمان، لكنه رد الصاع صاعين، بهزيمة الفريق الفرنسي في عقر داره والتاهل الى ربع نهائي دوري الأبطال، وربما لهذا السبب راجت الانباء على أن تعيين مورينيو مدرباً للريال سيكون بشكل مؤقت وحتى نهاية الموسم، تفادياً لمغامرة لا يحمد عقباها.
مللنا من محللي النتائج الجاهزة. العديد من انتصارات مانشستر في عهد سولسكاير كانت بالحظ، وعلى كاتب المقال ان يشاهد المباراة مع توتنهام و باريس سان جيرمان مرة اخرى.
صحيح، لما تخبط في نجم يمكن يرتفع سهمك، وفي كثير من الاحوال الحكي ما عليه رباط
احسنت وابدعت حبيبنا وصديقنا خلدون..جارك من الكويت ..نشأت