بيروت – «القدس العربي» : عشية انتقاله إلى بلجيكا مترئساً الوفد الرسمي إلى مؤتمر بروكسل لـ «دعم مستقبل سوريا والمنطقة»، زار رئيس الحكومة سعد الحريري الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي استقبله في مكتبه في قصر اليمامة في الرياض، وتمّ البحث في سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً، في حضور وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، وزير الخارجية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، السفير السعودي في لبنان وليد بن عبدالله بخاري، والسفير اللبناني لدى السعودية فوزي كبارة.
الحريري يلتقي الملك سلمان… واتصالات لضمّ وزير النازحين إلى مؤتمر بروكسل بعد استبعاده
تزامناً ، بقي موضوع إستبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عن الوفد المشارك في مؤتمر بروكسل الثالث حول اعادة النازحين السوريين محور متابعة في بيروت مع تسجيل اتصالات لاحتواء المسألة من خلال ضمّ الوزير إلى الوفد الرسمي الذي يضم الحريري ووزيري التربية والشؤون الاجتماعية، علماً أن مقاربة الغريب لعودة النازحين تتعارض مع التوجّه الدولي العام حيث يعتبر وزير النازحين أن أساس العودة يمرّ عبر تفعيل دور النظام السوري وتزخيم التنسيق بين بيروت ودمشق لتحقيق هذا الهدف، بدليل ان اول خطوة قام بها غداة تسلّمه مهامه، كانت زيارة الشام.في وقت كان الرئيس سعد الحريري يسعى إلى تظهير موقف لبناني موحّد من ملف النازحين وكيفية التعاطي معه وحلّه، أمام المجتمع الدولي، من خلال تشكيله وفداً رسمياً «منسجماً»، يتكلّم بلسان واحد عن القضية الشائكة.
غير ان الضجة التي أثيرت حول استبعاد وزير شؤون النازحين أفشلت مسعاه ودفعته إلى إعادة النظر في تركيبة الوفد- تفادياً لتوسيع الشرخ السياسي في الداخل واصابة التضامن الوزاري، وذلك بعد اتصالات دارت بين المقار المعنية لتصحيح الخطأ وضم الغريب إلى الوفد الرسمي.
وقيل لرئيس الحكومة إن أعضاء الوفد لا يؤثرون على الموقف اللبناني ازاء القضية في بروكسل ما دام الرئيس الحريري يرأسه ويعبّر عن سياسة الحكومة اللبنانية وتوجهاتها في هذا المجال والتي لا يمكن ان يغيّر فيها الوزير الغريب، في حين ان تغييب وزير شؤون النازحين عن المؤتمر الدولي يخدم الدافعين في اتجاه إعادة تطبيع العلاقات مع سوريا من بوابة إعادة النازحين. وسيكون انضمام الغريب إلى الوفد فرصة ليسمع الموقف الدولي الذي عبّر عنه في بيروت المفوض السامي للأمم المتحدة فيليبي غراندي بحديثه عن الصعوبات والتضييق الذي يمارسه النظام السوري على فرق عمل الأمم المتحدة، محملاً إياه مسؤولية عرقلة العودة، وواضعاً لهذه العودة مستلزمات المأكل والمسكن والبنى التحتية التي يجب تأمينها، وما لم تؤمن، ستكون العودة صعبة جداً.
تجدر الإشارة إلى أن البيان الوزاري للحكومة ورد فيه حول موضوع النازحين السوريين ما يلي «إذ تؤكد الحكومة التزامها مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمواجهة أعباء النزوح السوري واحترام المواثيق الدولية، فإن الدولة تشير إلى أنها لم تعد تستطيع وحدها تحمل هذا العبء الذي أصبح ضاغطاً على وضعها الاجتماعي والاقتصادي والبنيوي بعد أن وصل عدد النازحين إلى أكثر من ثلث مجموع سكان لبنان. لهذا فإن المجتمع الدولي مُطالب أن يتحمل مسؤوليته تجاه التداعيات التي أصابت شرايين الخدمات والبنى التحتية من كهرباء وماء وطرقات ومدارس ومستشفيات وغيرها التي لم تعد تستوعب، والوفاء بالتزاماته التي أعلن عنها في المؤتمرات المتلاحقة خصوصاً في ما يخص دعم وتطوير هذه البنى. تعتبر الحكومة أن الحل الوحيد لأزمة النازحين هو بعودتهم الآمنة إلى بلدهم ورفض أي شكل من أشكال اندماجهم أو إدماجهم في المجتمعات المضيفة والحرص على أن تكون هذه المسألة مطروحة على رأس قائمة الاقتراحات والحلول للأزمة السورية».
الى ذلك، يستعد وزير الزراعة حسن اللقيس المحسوب على الرئيس نبيه بري لزيارة سوريا قريباً، وهو اعتبر «ان زيارته إلى سوريا تندرج في إطار تسهيل عملية تصدير المحاصيل اللبنانية إلى الداخل السوري ومن خلال معبر نصيب إلى الدول العربية». ودعا في تصريح إلى «عدم تسييس هذه الزيارة والنظر إليها كمسألة تقنية محض تخدم مصلحة اللبنانيين»، موضحاً «الا حاجة إلى موافقة مجلس الوزراء على زيارات تقنية كهذه».