نتنياهو: هناك 22 دولة عربية ومواطنوها يجدون فيها تعبيرا قوميا لهم

 وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة ـ «القدس العربي»: واصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حملة تحريض اليهود على فلسطينيي الداخل ومحاولة تحويلهم إلى فزاعة لتحقيق مكاسب انتخابية، حيث قال أمس إن هناك 22 دولة عربية يمكنهم أن يجدوا فيها تعبيرا عن تطلعاتهم القومية وليس في إسرائيل كونها دولة اليهود لا دولة كل مواطنيها.
وعلى خلفية تأكيدات عدد من قادة فلسطينيي الداخل أن إسرائيل ينبغي أن تكون دولة كل مواطنيها لا لليهود فقط، توجه نتنياهو لفلسطينيي الداخل وقال بالصوت والصورة ضمن حملته لانتخابات الكنيست إن «قانون القومية» ينص على أن إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي، وإن حق تقرير المصير في إسرائيل يقتصر على اليهود».
وتابع باللغة العبرية وعيونه على أصوات اليهود: يعني «قانون القومية، لمن تتبع الدولة من ناحية قومية، فإسرائيل هي دولة تتبع للشعب اليهودي، تضم العلم باللونين الأزرق والأبيض، والنشيد الوطني هتكفا، وما شابه من رموز. للمواطنين العرب أقول: هناك 22 دولة عربية في المنطقة، ليس هناك حاجة لدولة أخرى». وفي محاولة للتستر على تصريحه العنصري قال إنه «يعرف إسرائيل على أنها دولة يهودية وديمقراطية، أي دولة الشعب اليهودي مع ضمان المساواة بالحقوق لجميع المواطنين». وجاءت تصريحات نتنياهو يعد يومين على تغريدة للممثلة والمذيعة الإسرائيلية، روتم سيلع قالت فيها «متى سيبث أحد ما في هذه الحكومة للجمهور أن إسرائيل هي دولة جميع مواطنيها، وجميع البشر ولدوا متساوين، والعرب أيضا هم بشر، والدروز كذلك. وسارع نتنياهو للرد عليها بالقول في منشور في حسابه في الانستغرام إن إسرائيل ليست دولة قومية لجميع مواطنيها، وللأقليات الأخرى يوجد تمثيل قومي في دول أخرى» .
يشار الى أن البرلمان الإسرائيلي ( الكنيست) سنّ في الصيف الماضي «قانون القومية «وهو قانون أساس: إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي» وتلخصت المبادئ الأساسية للقانون « أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل. إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير. وممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي».
واعتبر الفلسطينيون هذا القانون مشروعا عنصريا يهدد بقاءهم في وطنهم.
من جهته عقب رئيس حزب « أزرق ـ أبيض « الجنرال (بالاحتياط) بيني غانتس على ذلك بالقول بعد صمت طويل إن الديمقراطية في إسرائيل تنتحر وحان الوقت لأن يبادر معسكر المركز لإبداء شجاعة ضد العنصرية. وتابع «آن الأوان بعد 70 عاما على قيام الدولة أن يتوقف قادتها عن ترهيب أوساط المواطنين، وكأن كل من هو ليس يهوديا فهو يشكل خطرا وجوديا». واعتبر أن حالة الديمقراطية في إسرائيل تشبه حالة مريض بحالة صعبة يحتاج لعملية زرع أعضاء عاجلة لكنه يرفض بشدة زرعها لأنه يرى بها جسما غريبا. وتابع «يحاولون تركيب هذه الأعضاء مرة تلو المرة لكن المريض يرفضها حتى توفي وفقط أقرباؤه يدركون أنهم لم يحاربوا ما يكفي لمنعه من الانتحار».
وقال غانتس إن مشكلة التحريض ضد العرب هي بالأساس مشكلة اليهود لأنه عندما يصمت معظم العقلاء منهم فسيجدون أنفسهم هم أيضا بعد سنوات خارج الإجماع الصهيوني. وأضاف «منذ الآن يعتبر كل من يفكّر بشكل مختلف يصنف كيساري ويتهم بالخيانة».
يشار الى أن رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين عقب على تصريحات نتنياهو الأولى، وقال إنه لا يوجد مواطنون ومصوتون درجة ثانية في دولة ديمقراطية.
وبعد أقوال نتنياهو بأن الدولة هي لليهود وفقط لليهود قال النائب أيمن عودة خلال مشاركته في ندوة سياسية في منطقة تل أبيب، إن هذا وطننا نحن ولا وطن لنا سواه، لم نأتِ لهذا الوطن بطائرة أو بسفينة، وإنما من أكثر الطرق شرعية وطبيعية، من أرحام أمهاتنا».
ونوه عودة إلى أنه تفاجأ من ردة الفعل المؤيدة والداعمة من قبل المشاركين الإسرائيليين.
وقال رئيس قائمة تحالف الموحدة والتجمع الدكتور منصور عباس إن فلسطينيي الداخل لن يقبلوا أن يكونوا ضيوفا في وطنهم، نافيا وجود دولة ديمقراطية بدون مساواة حقيقية لكل مواطنيها.
وقال لـ «القدس العربي» إن محاولات نزع الشرعية عن فلسطينيي الداخل وترحيلهم سياسيا مردها عمليات الشيطنة والتهويش التي يقودها نتنياهو وزمرته. وتابع «في دول أخرى في العالم يحظى السكان الأصليون بامتيازات علاوة على حقوقهم المتساوية المدنية والسياسية، أما في إسرائيل فيتعرض غير اليهود للتحريض والتهويش».
وشدد على أن فلسطينيي الداخل الذين يشكلون 17٪ من السكان يرفضون معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية لاسيما أن قبولهم المواطنة بعد خسارة معظم وطنهم هو بمثابة تسوية. وتابع «بكل حال هنا ولدنا وهنا سنبقى ولن نتنازل عن وطننا ولن نرضى بأقل من مواطنة حقيقية كاملة».
ومن المتوقع أن ينشر 100 مثقف فلسطيني و100 مثقف يهودي تقدمي عريضة مشتركة في صحيفة «هآرتس» اليوم الأربعاء تدعو لإلغاء قرار لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية شطب قائمة الموحدة والتجمع، وكذلك شطب المرشح الخامس في قائمة الجبهة ـ التغييرـ الدكتور اليهودي التقدمي المعادي للصهيونية عوفر كسيف.
وقالت لوسي هريش الصحافية الفلسطينية في برنامجها الإذاعي باللغة العبرية أمس إن «الفنانة روتم سيلع أكثر شجاعة من الجنرالات الإسرائيليين في قائمة «أبيض- أزرق» الذين يصمتون على التحريض على المواطنين العرب بشكل سافر وفظ وسط انتهاك المعاني الأساسية للديمقراطية».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية