واشنطن: اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن كل من ساعد على ترويج ونشر أسطورة أن المسلمين يمثلون تهديدا عالميا، “أيديهم ملطخة بالدماء”.
جاء ذلك في مقال رأي للصحيفة نشرته، الجمعة، تحت عنوان “جذور مذبحة كرايست تشيرش”، تعليقا على الهجوم الدموي الذي شهدته نيوزيلندا.
وقالت الصحيفة، إن هذه المجزرة تعد أحدث دليل على تنامي أيديولوجية اليمين المتطرف في الغرب، القائمة على فكرة تفوق العرق الأبيض، داعية إلى اجتثاث هذه المشكلة من جذورها.
وأضافت أن فكرة “المسلمين يمثلون تهديدا”، تتردد أصداؤها في سياسات يعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على سبيل المثال، لا سيما موقفه الرافض للمهاجرين.
وأشارت الصحيفة إلى حظر ترامب، دخول مهاجري عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى الولايات المتحدة.
وأوضحت أن ترامب، برر كذلك دعواته إلى إقامة جدار حدودي مع المكسيك، بأنه “يريد حماية الأمريكيين من قوافل المهاجرين التي تضم شرق أوسطيين”.
وذكّرت بتحذيره، سابقا، بريطانيا من “فقدان ثقافتها” بسبب المهاجرين، وأن الهجرة “غيرت النسيج الأوروبي”، ودعا إلى “اتخاذ إجراء سريع”.
وأضافت الصحيفة، أن مخاطر “القومية البيضاء” ليست قاصرة على الولايات المتحدة، بل تعكس أيديولوجية يروج لها عدد من قادة العالم.
مخاطر “القومية البيضاء” ليست قاصرة على الولايات المتحدة، بل تعكس أيديولوجية يروج لها عدد من قادة العالم
وأشارت إلى أن أستراليا كذلك أسهمت في الخطاب المعادي للمسلمين، ولفتت إلى احتجاجات شهدتها البلاد عام 2015، من قبل جماعة يمينية تسمي نفسها “استعادة أستراليا”.
وقالت إن المتظاهرين حينها رفعوا لافتات مكتوبا عليها: “الإسلام عدو الغرب”، و”أوقفوا أسلمة أستراليا”، وغيرها من العبارات المسيئة.
وأشارت أيضا إلى تعليق السيناتور الأسترالي فريزر أنينغ، على هجوم كرايست تشيرش، الجمعة، حيث حمّل المسؤولية لـ “برنامج الهجرة الذي سمح لمسلمين متعصبين بدخول نيوزيلندا في المقام الأول”.
واعتبرت الصحيفة أن الهجوم الذي ارتكبه ألكسندر بيسونيت في كندا، حين قتل ستة مسلمين في مسجد بمقاطعة كيبك عام 2017، مثال آخر على دعاية اليمين المتطرف ضد المسلمين، حيث تبين أن المهاجم من دعاة القومية البيضاء، ومعادٍ للهجرة والمسلمين.
كما أشارت أن تلك الأصداء تتردد أيضا في صعود اليمين المتطرف بدول مثل إيطاليا والنمسا، واتجاهات “الإسلاموفوبيا” التي تتخلل الحزب الحاكم في بريطانيا (حزب المحافظين).
وقالت إن تكلفة هذه الاتجاهات في النهاية باهظة من الناحية الإنسانية، وأحدث مثال عليها أنها أودت بحياة 50 شخصا في كرايست تشيرش، كانت أسرهم ومجتمعاتهم بانتظار عودتهم.
وفي وقت سابق الجمعة، شهدت مدينة كرايست تشيرش النيوزلندية، هجوما إرهابيا بالأسلحة النارية والمتفجرات، استهدف مسجدي “النور” و”لينوود”، في اعتداء دامٍ خلف 50 قتيلا.
فيما أعلنت شرطة البلاد احتجاز ثلاثة رجال وامرأة، يشتبهن بتورطهم في تنفيذ الهجوم.
(الأناضول)