جنبلاط يسأل من سيضمن العودة الآمنة للنازحين السوريين كي لا يُعذّبوا ويُقتلوا؟

سعد‭ ‬الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي» : خرجت جلسات النقاش التي دعا اليها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي في المؤتمر الذي عقده في فردان تحت عنوان «لبنان والنازحون من سوريا: الحقوق والهواجس ودبلوماسية العودة» بجملة مواقف أبرزها لرئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الذي أكد «أن عودة النازحين السوريين لن تتحقق طالما أن النظام السوري يرفض العودة»، واعتبر أن «هناك خوفاً لدى هؤلاء»، سائلاً «من سيؤمن العودة الآمنة لهم كي لا يعودوا ويُعذبوا ويُقتلوا؟».

وزير «القوات» لحلفاء دمشق: إضغطوا على وليّ أمركم بشار ليدعوهم للعودة

وأضاف: «نؤيد المبادرة الروسية ولكن عليها أن تعطي ضمانات»، متمنياً «أن يبقى هذا الملف بعيداً عن الوزارات المعنية كي يؤمَن الحد الأدنى لهم من العيش الكريم في التعليم وغير التعليم».
وقال وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيوميجيان في المؤتمر متوجّهاً إلى التيار الوطني الحر «نعم ذهبنا إلى بروكسل وطالبنا بمزيد من الدعم للبنان وللدولة اللبنانية لنتمكن من ملاقاة أزمة متأتية من وجود حوالي مليون ونصف نازح على أرضها. وهذا التمويل كان قائماً منذ ثماني سنوات حتى عندما لم نكن مشاركين كحزب القوات اللبنانية في الحكومة، بل على العكس حصل هذا التمويل وحصلت مؤتمرات بروكسل السابقة بموافقة حكومات شاركتم بها بعشرات الوزراء فلماذا المزايدة الرخيصة اليوم».
وأضاف «لنفترض أننا لم نأتِ بأي تمويل وتركنا الغرب بشأننا، فماذا أنتم فاعلون للتخفيف عن لبنان أعباء النازحين ودعم مجتمعاته المضيفة. نعم ذهبنا إلى بروكسل وطالبنا بعودة النازحين إلى ديارهم مع أعلى المسؤولين الدوليين وطرحنا معهم سبل العودة والخطوات الواجب تحقيقها هذه العودة التي باتت اليوم في سلم أولويات الغرب، ولكن ماذا فعلتم أنتم غير المزايدة والشعبوية واستغلال عوز اللبنانيين والبطالة واللعب على الغرائز الطائفية؟». وتابع: «تريدون عودة النازحين؟ ونحن نريدها ففعّلوا مبادرة حزب الله التي لم تأت بأي نتائج بعد وستبيّن أن التغيير الديمغرافي قائم على قدم وساق في القصير والقلمون وكل غرب القلمون. تريدون عودة النازحين؟ فعّلوا مبادرة الأمن العام اللبناني وعند لوائحه الخبر اليقين عن أسلوب النظام في انتقاء نسبة عائدين صغيرة لا تتعدى العشرين بالمئة ممن يقبل بعودتهم. تريدون عودة النازحين؟ تحرّكوا باتجاه المجتمع الدولي كما فعلنا نحن، واضغطوا على روسيا لتفعّل مبادرتها وهي الأولى بالضغط على نظام مدين لها بالبقاء، واضغطوا على صديقكم وحليفكم بشار وللبعض ولي أمركم بشّار، وليبدي حسن النية وليدعو النازحين السوريين للعودة إلى أرضهم دون شروط وإجراءات وعوائق وقوانين تسرق الممتلكات والأراضي منهم». وختم: «كل الكلام حول عودة النازحين والتهديد بفرط الحكومة وكل التطبيل والتزمير وإعلاء السقوف لا يلغي حقيقة ساطعة يعرفها حلفاء النظام قبل أخصامه، وهي أن شروط العودة موجودة في سوريا وليس في لبنان».
ولفتت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ميراي جيرار إلى أنه «وفق الاحصاءات فإن معظم النازحين يريدون العودة». وقالت: «عملية إعادة البناء قد لا تكون كافية لجذب النازحين للعودة ولذلك نعمل على تحديد الاسباب التي تساعدهم على العودة». ثمّ تحدّث وزير التربية النائب أكرم شهيب باسم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط فقال» منذ نشوب النزاع في سوريا، اعتقل النظام عشرات وأخفى الآلاف من السوريين الابريا،ء وهذه الاعتقالات وأعمالُ التعذيب والقتل مستمرة حتّى يومنا هذا، ولتأكيد رفضه لعودة من نزحوا أكانوا في الداخل أم إلى الخارج، أصدر النظام قوانين وأنظمة تؤكّد نظرته في رفض العودة. إن مستقبل اللاجئين السوريين ليس في لبنان، بل في سوريا. الكل متفق على ذلك، لكن المشكلة ليست فقط في إعادة الاعمار والبنى التحتية، ولا في الواقع الإقتصادي والإجتماعي، بل العائق الرئيس هو مناخ الخوف والظلم في سوريا، معلناً أنه «بعد مصادرة الأراضي، وقوانين التجنيد الاجباري، والنظام القضائي الحزبي، تشير الاستطلاعات إلى أن 5% فقط من النازحين ينوون العودة إلى سوريا خلال العام المقبل. إنها مأساة الشعب السوري… تعب الموت ولم يتعبوا. أما آن لهذا الشعب أن يستريح وينعم بعودة آمنة ومستقرة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية