باريس-“القدس العربي”: تحت عنوان “توت عنخ آمون… كنوز الفرعون” افتتح هذا السبت رسمياً في الصالة الكبرى في لافيليت في باريس؛ معرض الفرعون توت عنخ آمون في محطته الثانية؛ ما يشكل فرصة جيدة لفهم سياق الحضارة المصرية القديمة.
وسيكون زوار المعرض في باريس على موعد مع مئة وخمسين قطعة أثرية من مقتنيات الفرعون توت عنخ آمون، بما في ذلك تماثيل الأوشابتي الذهبية وتمثال آلكا الخشبي الذهبي والأواني الكانوبية بالإضافة إلى أواني الألباستر.
ولم يسبق لأربعين في المئة من هذه القطع المئة والخمسين أن غادرت مصر قط، قبل بدء هذه الجولة العالمية لعرض كنوز الفرعون توت عنخ آمون، والتي بدأت من لوس أنجليس الأمريكية، قبل التوقف حالياً في باريس، حيث يفترض أن يستمر المعرض حتى منتصف أيلول/سبتمبر المقبل؛ على أن تنتقل القطع الأثرية الخاصة بالفرعون، بعد ذلك إلى صالة ساتشي في لندن، وسيقام المعرض هناك في الفترة ما بين الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل حتى الثالث من أيار/مايو عام 2020.
وعلى الرغم من هذا الجُهد، إلا أن هذه التشكيلة التي غادرت مصر لا تمثّل سوى 1/36 من أصل 5398 من الأغراض التي اكتشفها عالم الآثار البريطاني والخبير في علوم المصريات، في عام 1922 أي ما يعادل تقريباً من حيث العدد ما هو معروض في القاعات الـ35 للآثار المصرية في متحف اللوفر.
المومياء، هي الأخرى غائبة، إذ أنها لم تترك قبرها الأصلي في وادي الملوك – يقع على الضفة الغربية لنهر النيل واستخدم ما بين القرنين 11 و16 قبل الميلاد لتشييد مقابر لفراعنة ونبلاء الدولة الحديثة الممتدة خلال عصور الأسر الثامنة عشرة وحتى الأسرة العشرين في مصر القديمة – حيث تم استبدالها عام 2007 بعارضة نموذجية. وكذلك لن تتاح للجمهور الفرنسي أيضا رؤية أي من التوابيت الثلاثة؛ بما في ذلك التابوت الذي يزن 110 كيلوغراماً من الذهب.
وأكد بعض علماء المصريات الفرنسيين دعهم لمعرض الملك توت عنخ آمون في باريس؛ ومنهم مارك غابولد، مؤلف السيرة الذاتية الأكثر جدية لتوت عنخ آمون والتي صدرت عام 2015 عن دار “بيغماليون”. وقد اعتبر أن أي نوع من تسليط الضوء على هذا الفرعون سيسمح بالتقدم العلمي؛ موضحاً أن حديث البعض عن أن هناك أهدافاً أخرى خفية لهذا المعرض، ليس بالأمر المهم بالنسبة له. بدوره؛ لم يخف فينسان روندو، مدير قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر تحمسه لهذا المعرض، معتبراً أنه “فرصة للتعرف على بعض الأعمال المذهلة المدهشة والفريدة”.
بأي حق تستولي فرنسا وأخواتها على كنوز الشعب المصري وبقية الشعوب تحت مُسمى متحف عالمي لمسروقات الشعوب من قبل فرنسا وليس متحف عالمي للحضارات.