بيروت – «القدس العربي»: مرة جديدة، يكون اللبنانيون على موعد مع تقنين كهربائي بعد التأخر في صرف الاعتمادات المالية للبواخر المحمّلة بالفيول والمنتظرة امام معامل انتاج الكهرباء. ولهذا السبب توقّف معمل دير عمار الساعة الرابعة فجر الاربعاء عن إنتاج الطاقة الكهربائية بسبب نفاذ الغاز أويل، وساد تخوّف من توقف معمل الزهراني تدريجياً علماً أن الإعتمادات وقعت في وزارة المال وصرفت امس من مصرف لبنان، لكن أحوال الطقس والبحر لم تساعد في إفراغ حمولة السفن.
تزامناً ، عادت الأجواء وتكهربت بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» على خلفية أزمة الكهرباء. وكان شرارتها عضو تكتل «لبنان القوي» النائب نقولا الصحناوي الذي أطلق سلسلة تغريدات مؤيدة لخيار البواخر ومناهضة لمن اعتبر انهم يعرقلون خطة الكهرباء.
وسانده عضو تكتل «لبنان القوي» النائب إدي معلوف الذي كتب على «تويتر» غامزاً من قناة رئيس القوات سمير جعجع «لا بالطب، ولا بالخيارات الإستراتيجية صاب. بالعدّ ما بتفهم عليه، بملف النازحين حدّث ولا حرج… وجاي ينظّر بالكهرباء»!.
ولم يتأخّر الردّ القواتي، فسارع عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جوزف اسحق إلى القول عبر حسابه على «تويتر» «من الـ2010 ونحنا ناطرين نظرياتكن والكهربا من سيئ لأسوأ، والهدر بالكهربا يُشكّل 40 في المئة من عجز الموازنة هودي حساباتكن . نحنا حساباتنا شفافة ومنطقية، وحلنا انو ما نزيد الإنتاج قبل ما نوقف الهدر التقني وغير التقني حتى لا نخسر زيادة».
كذلك، غرّد النائب في تكتل القوات جورج عقيص فقال «لن نردّ على التهجّم الشخصي المقيت بمثله. نقول فقط لزملائنا في تكتل «لبنان القوي» اننا نحاول إرساء مناخ من الشفافية في العمل العام، ومن ضمنه قطاع الكهرباء، وكنا ندرك اننا سنتعرّض لحملات نتيجة هذه المحاولة، لكن صدقاً لم نتوقّعها منكم. لن يثنينا تجريحكم» !وأرفق تغريدته بهاشتاغ «قطاع الطاقة مش ملكية خاصة».
وردّ النائب القواتي إدي ابي اللمع على كلام ادي معلوف فقال « ليس مقبولاً ان تكون ملاحظاتنا على خطة الكهرباء موضع هجوم شخصي. نحن نريد خطوات عملية فعلية على خطة حولها التباس من اين يجب ان تبدأ.الهدر هو نتيجة العناد غير المبرر.المطلوب بوضوح هيئة ناظمة ومجلس ادارة للاشراف على الخطة ومتابعة الملف».
واضاف «اما الرد على الكلام المنطقي والعملي بحملة عشوائية تطال الشخصي غير مقبول وهو الانفصام بحد ذاته ويخرج عن ادبيات التخاطب السياسي. الحوار الهادئ هو المطلوب وليس التجريح ، لكن يبدو ان هناك من نسي انه نائب».وأرفق تغريدته بهاشتاغ #تيار_البواخر.
وسئل جعجع أمس عن اتهامه بعرقلة خطة الكهرباء الجديدة والحديث في الآونة الأخيرة عن أن كلامه مشبوه ومضلل، فرأى أن «هناك بعض الناس لا عمل لديهم سوى توجيه الشتائم ونحن لا نقف عند هذا الأمر إلا أنني أسأل: هل تعطّل اليوم ملف الكهرباء؟ أو لم يكن معطلاً في السنوات الماضيّة؟».
وذكّر «أننا لم نكن مشاركين في الحكومات ما بين العامين 2010 و2017 فهل كان الناس يحصلون على الكهرباء آنذاك؟ أولم تكن الكهرباء تخسّر الدولة سنوياً قرابة الملياري دولار أمريكي؟».
وأضاف: «كل ما يشاع اليوم في هذه المسألة مغلوط وخاطئ ولا علاقة له بالواقع»، مشدداً على أن «ما نحاول القيام به يكمن في تصحيح وضع الكهرباء من خلال كشف مكامن الهدر والثغرات التي تؤدي إلى ما تؤدي إليه، فلولا الهدر وبعض نواحي الفساد لما كان من الممكن أن يبقى ملف الكهرباء على ما هو عليه منذ 10 سنوات حتى اليوم».ولفت إلى أن «من يريد التعطيل، عليه بادئ الأمر أن تكون لديه القدرة على ذلك. فهل نملك نحن 10 وزراء في الحكومة أو وزير الطاقة تابع لـنا لنتمكن من التعـطيل؟».
وأكد « أن جلّ ما نقوم به يكمن في أننا نطرح رأينا على طاولة مجلس الوزراء حيث يجد بعض الفرقاء أنها في مكانها ويشاركوننا فيها. وتالياً، نحن نطلب من وزيرة الطاقة تصحيح المسار».
وتابع جعجع «أما بالنسبة إلى المقاربات المختلفة لملف الكهرباء فالسؤال الذي يطرح هو: «ما لم يتمكنوا من تصحيحه منذ 10 سنوات بالمقاربة التي يعتمدونها كيف من الممكن أن يتم تصحيحه اليوم؟».
في المقابل،غرّدت وزيرة الطاقة ندى بستاني عبر تويتر، كاتبة «تتوالى الهجمات الهدّامة على خطّة الكهرباء من قبل بعض الافرقاء بغية التشويش وتكوين فكرة سلبيّة ومغالطة لدى الرأي العام».واضافت « ليتهم يحصرون تعليقاتهم واستفساراتهم ضمن اللجنة الوزارية المختصة بدل ادّعاء بطولات وهميّة أمام الإعلام. تبقى يدنا ممدودة للتعاون البنّاء لحلّ يفرح كلّ اللبنانيين».