لبنان: يعقوبيان تردّ على يونس: بيان انتخابي لحزب نازي ذكوري… ونسي الإجابة عن الصفقة مع الوزير

حجم الخط
1

بيروت- «القدس العربي»: «عش رجباً تر عجباً! ما كنت أحسبني أحيا الى زمن …. زمن النائبة بولا يعقوبيان»، هكذا استهل رئيس مجلس ادارة شركة «بوتك» الدكتور نزار يونس، مؤتمره الصحافي رداً على يعقوبيان التي كانت تقدّمت بمجموعة تساؤلات وملاحظات حول ما سمّتها «صفقة مريبة بين شركة تجارية ووزير».
وقد اختار يونس نادي الصحافة للردّ على النائبة يعقوبيان متهماً السيدة بولا بأنها «دأبت على شنّ حملة منظمة، ما زالت مستمرة منذ أشهر، تاركة العنان للسانها، يكيل سيلاً من الشتائم والنعوت على الشركة التي كان لي شرف تأسيسها منذ نصف قرن، لا لغاية في نفسها، بل لغايات عند أولياء نعمها». وقال «أعلنت النائبة يعقوبيان، أمام عشرات آلاف المشاهدين، من على شاشات التلفزيون وفي مجلس النواب، أن شركة «بوتك» حصلت على مشروع بناء محرقة للنفايات في بيروت، وأنه قد تمّ التخطيط لهذه «المؤامرة»، على اعتبار أن شركة بوتك «مسيحية» وأن التلوث «الخطير» سيتوجه حصراً إلى المناطق المسيحية. وقد تكرّمت السيدة بولا بالكشف عن تصميمها على إدراج صفقة المليارات هذه، ضمن برنامجها لمكافحة الفساد والطائفية والتلوث، وذلك على الرغم من خطر تعرّضها للاغتيال (يا للهول). نصرها الله، وحفظ جسدها الطاهر من كل شر».
وأضاف نزار يونس المتحدر من تنورين في قضاء البترون الذي فاز الوزير جبران باسيل بأحد مقعديه النيابيين «كان من الأجدى إغفال هذه الهلوسة، وما وراءها من أغراض، لأن المشروع الذي يقلق السيدة بولا ويثير شهيتها، لم يوافق بعد على دفتر شروطه، ولم يعلن عن طرحه للمنافسة. لم أستغرب تصرفها، لأنني كنت قد التقيتها قبل عقدين من الزمن، يوم كانت إعلامية مغمورة، تتردد على صديقي النائب وديع عقل، رحمه الله. كنا نتساءل عن سر قدرتها الفائقة على انتحال شخصية أو تبديل موقف أو موقع بسهولة تثير الريبة والفضول، أكثر من أن تلفت الانتباه أو الإعجاب. كلامها الشائن عن هوية شركة بوتك «الطائفية» مسّني في الصميم، وجعلني أستفيق من غثيان هذه الأزمنة السفيهة، لأنحني حياءً أمام تضحيات آلاف الرجال والنساء، من الرفاق والزملاء، الذين صنعوا تاريخ شركة «بوتك» خارج أغلال الطوائف وعار التخلف. لم يكن لأحد من هؤلاء أن يتصور أو أن يقبل أن العمارة الشامخة، العصية على الرداءة، غدت مؤسسة طائفية، وسلعة لبيّاعي الشتائم ولمروجي التلوث الطائفي».
وتابع «أنا علماني حتى العظم، كنت علمانياً منذ المهد في بيت أبي، وسأبقى علمانياً حتى اللحد، أنا لم أساوم ولم أهادن ولم أتاجر. في كل كتاب نشرته ومن على كل منبر استضافني، ناديت وما زلت أطالب بفصل الدين عن الدولة، بشكل كامل، وبدون أنصاف الحلول. رفضت المشاركة في الانتخابات ما لم تتحرّر المقاعد النيابية من القيد الطائفي، ولم أكن أبداً رئيس شركة طائفية. أما السيدة يعقوبيان، التي شاء من شاء، تسللها إلى المجلس النيابي باسم المجتمع المدني وبرعاية مؤسسة الأحتراف السياسي وعن طريق قانون انتخابي طائفي متخلف، ففي مكانها أن تدّعي اللاطائفية وحتى العلمانية ان شاءت، ولكن لا يحق لها تطييف شركة عريقة لم ولن يمسها عار أزمنة السيدة الكريمة. أما كلامها عن المافيات، فهي الأعلم بها وبمكامنها، لعلها تعلم، ومن له أذنان صاغيتان، فليسمع:  منذ آخر وزارة للرئيس سليم الحص، حفظه الله، لم تظفر شركة «بوتك» بأي مشروع من مجلس الإنماء والإعمار.

ثلاث من قصات شفافة

فازت شركة بوتك، بعد ذلك، بثلاث مناقصات شفافة لمشاريع ناهزت قيمتها المليار دولار، ولكن المناقصات ألغيت وأوكلت المشاريع لآخرين.أما شركة BUS، من مجموعة بوتك القابضة، فقد فازت بمناقصة مشروع مقدمي الخدمات في جبل لبنان الشمالي وفي محافظة الشمال، كما فازت بتخفيض الهدر الى النصف وبرفع دخل مؤسسة كهرباء لبنان بنسبة 60%. أعلنت النائبة بولا عن نيتها كشف الفضائح في هذا المشروع، ولكن يبدو أنها عدلت عن ذلك، ليتها لم تعدل».
ونفى يونس «حصول شركة بوتك على صفقة القرن»، ولكنه قال «شيّدت في العام 1970 في منطقة الكرنتينا، معملاً لمعالجة القمامة (فرز وتدوير، تخمير عضوي، وحرق للعوادم)، كانت طاقة هذا المعمل 700 طن في اليوم، وكان الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وأحدث ما كان متوافراً في تلك الحقبة».
وختم «نظراً إلى تمسك السيدة بولا بحصانتها النيابية، فقد قررت مقاضاتها أمام المحاكم المدنية، ومطالبتها بتعويض قيمته مليون دولار، قررت التنازل عنه الى المدرسة اللبنانية للضرير والأصم . كفاكم الله، أيها الأصدقاء المزيد من المحاضرات عن «Fly Ash» النائبة يعقوبيان».

«ذكوري نازي»

وقد ردّت بولا يعقوبيان على المؤتمر الصحافي قائلة «بعدما تقدمت انطلاقاً من واجباتي النيابية، بمجموعة تساؤلات وملاحظات حول صفقة مريبة، بين شركة تجارية ووزير، تم رجمي كالعادة بسيل من الشتائم والتهجمات والتهديدات، من قبل الجيوش الإلكترونية المعروفة بسوء سيرتها، ورداءة سريرة القيمين عليها .لكن المفاجاة المستحدثة، هو المؤتمر الصحافي لمدير شركة «بوتك» السيد نزار يونس، علماً أنه لا معرفة شخصية لي به، ولا عداوة او حتى مشكلة عابرة بيني وبينه.
الغريب انه في مؤتمر صحافي يفترض ان يدفع خلاله الشبهات عن شركته، قدّم السيد يونس طرحاً سياسياً يصلح ان يكون بياناً انتخابياً لحزب ذكوري نازي، تفوح منه رائحة الاستبداد والافتراء وهتك الأعراض، بغلاف علماني باهت ومضحك.
فالسيد يونس وفي معرض استماتته للدفاع عن الصفقة المريبة، أراد بخفة لا تخلو من الوضاعة الأخلاقية، المفعمة بذكورية مرضية، ان يوحي بعلاقة بيني وبين النائب السابق وديع عقل، الذي تعرفت عليه بعد مغادرته الندوة البرلمانية وكان بالنسبة لي مدرسة في السياسة وأباً، رأيت فيه تواضع الكبار، وقد انهك السرطان جسمه، من دون ان ينال من عزيمته او أخلاقه التي لا يفهمها أصحاب الصفقات والسماسرة وتجار هتك الأعراض».
واضافت يعقوبيان «لم تنته ذكورية السيد يونس عند هذا المستوى المنحدر، بل تجاوز نفسه عندما تحدث عن إلهاب شهيتي، ليصل الى الدرك الأسفل مع إشارته الى حفظ «جسدي الطاهر»، بطريقة سوقية يترفّع عن ذكرها زعران الشوارع. ولو أردت ان أقف على المغالطات والإسفاف الذي تضمنه المؤتمر، والأصح البيان الانتخابي، لبدأت وما انتهيت. لكن أكثر ما يُرعب في افترائه هو اتهام الحراك الشعبي وأشدد الحراك الشعبي الذي تناول الفساد في ملف النفايات، بأنه تحوّل الى فزاعة في يد مافيات الفساد. وهذا ادعاء لم يسبقه إليه هتلر في تعاطيه مع الناس ولا بلغه جمال باشا السفاح خلال بطشه بالفقراء وأصحاب المطالب.
ولو أردت ان أجمل يمكن القول ان السيد يونس ضمّن بيانه الانتخابي كل شيء، من الحديث عن تاريخه الطلابي، الى نضاله السياسي الى سرديات مطولة حول الأيديولوجيا العلمانية التي تتبناها شركته التجارية! وصولاً الى التاريخ المالي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي للشركة، مروراً بآرائه الشخصية في المجتمعين السياسي والمدني، وتصنيفه للناس، وتشريحي شخصياً بسكين التاجر السياسي، الذي تقمّصه، وصولاً إلى تقديم إعلان ترويجي لكتابه الميمون «جمهوريتي».

«مسلخ انتخابي»

نعم لقد تضمن بيان المسلخ السياسي الانتخابي للسيد يونس كل ما تقدم وأكثر. ولكنه نسي الإجابة عن أمر واحد فقط، هو سؤالي عن الصفقة بين شركته والوزير. وما زلت انتظر الجواب.
والدكتور يونس لم يخبر الرأي العام ايضاً من هي الجهة التي أتهمني بالسمسرة لصالحها ؟ إلا اذا كنت أعمل سراً لصالح منظمة «غرين بيس» وبات حض الناس على الفرز من المصدر ضرباً من ضروب السمسرة!
أشعر بالأسف لتمييع الدكتور يونس القضايا التي تُعنى بمصالح الناس وصحتهم بهذا الشكل. صدقت: لم يعد جائزاً السكوت عن الغوغائية كما قلت، ولهذا تقدمت بدعوى قدح وذم وافتراء وتهديد. اخيراً، تذكير بسيط للسيد يونس وشركائه، منذ ان عقدت العزم على مواجهة الفساد ومافياته في السلطة، استعديت وتحصنت نفسياً، في وجه كل عمليات الترغيب والترهيب. لذلك لن ترعبني مسرحية المليون الدولار التي حاول من خلالها ترهيبي، والمتاجرة الرخيصة بها عبر استدرار عطف الناس بإعلان توزيع المبلغ على المدرسة اللبنانية للضرير والأصم. فأنت تملك من الملايين من مال اللبنانيين ما يتيح لك ان توزع مليوناً اضافياً لو كنت صادقاً في ادعائك. علما ان اللبناني بات يحسد الضرير والأصم لانه لا يرى ولايسمع بالصفقات القاتلة، التي تعبر اليوم فوق صحته، وغداً فوق جثته».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مجد:

    اتفق العرب ألا يتفقوا. الفتنة والشقاق والاختلاف بين اللبنانيين أنفسهم، الناس على طبيعتها وفي مكانها الطبيعي محبة للخير ومتعاونة، ولا يفرق بينهم أحد، ولكن هذه الصورة الجميلة سوف تختفي ما أن دخل سياسي بينهم. النائبة يعقوبيان ستبقى وصمة عار في كل تاريخها

إشترك في قائمتنا البريدية