أنطاكيا – «القدس العربي»: وجه مكتب والي هاتاي رحمي دوغان دعوات للاجئين السوريين المتواجدين في الولاية سواء داخل المخيمات أو ضمن مدن الولاية لالتزام منازلهم أمس الأحد وذلك بالتزامن مع انطلاق الانتخابات المحلية التركية (البلديات) في الولايات التركية.
ونقلت مصادر إعلام تركية عن مكتب الوالي ما مفاده أن «ولاية هاتاي تدعو السوريين الموجودين في الولاية لالتزام منازلم قدر الإمكان يوم الانتخابات وذلك تجنباً لأي مشاكل من الممكن أن تحدث»، لاسيما وأن ولاية انطاكيا يسكنها تجمع كبير من العلويين العرب الذين يرتبطون بطائفة الرئيس السوري الأسد في الطرف الآخر من الحدود، وسبق ان أثاروا توترات عدة ضد النازحين السوريين المعارضين للنظام، كما تورط احد الضباط العلويين في الجيش التركي بخطف مؤسس الجيش السوري الحر في هاتاي قبل سنوات، قبل الحكم عليه غيابياً من قبل السلطات التركية واعتقال مساعديه .
محور الحملة الانتخابية للعديد من الأحزاب المعارضة كان وجود السوريين في تركيا والتحذير من مخاطر ذلك على الشعب التركي دون إطلاق أية برامج أخرى وهو ما برز جلياً في العديد من التصريحات لمرشحي المعارضة في اسطنبول وغيرها.
وقبل أسبوعين تقريباً وحسب ما نقلته صحف ومصادر إعلام تركية، فإن السلطات التركية أوعزت لجميع السوريين في ولاية هاتاي/أنطاكيا بضرورة التزام منازلهم وعدم الدخول في أية مشاحنات في أي شخص تركي تجنباً للدخول في صدامات (مفتعلة) من قبل أنصار الأحزاب المعارضة. فيما كان التأكيد على القرار قبل بضعة أيام على شكل تحذيرات عندما قامت دوريات الشرطة التركية على الحواجز المنتشرة في مدينة أنطاكيا، بتشديد دعوات الوالي وتأكيدها على جميع السوريين.
وقال عنصر من الشرطة التركية في حديث لـ»القدس العربي»، إن «الوضع هذه المرة متأزم قليلاً وعلى السوريين الانصياع لقرارات الدولة لأنها تصب في النهاية في صالحهم، نحن ندعو جميع السوريين لعدم الخروج إلى الأماكن التي تحوي مراكز انتخابية أو التوجه لمراكز المدينة وهدفنا من ذلك هو الحفاظ على سلامة الجميع وتجنيبهم الوقوع في أية مشاكل مع أنصار الأحزاب الأخرى.
ويضيف: «السوريون هنا لا علاقة لهم بكل ما تروج له الأحزاب المعارضة ونحن نعلم ذلك ومن هنا جاءت فكرة منع تجولهم يوم الانتخابات، كما أن القانون في تركيا الآن يوجب ترحيل أي سوري في حال مخالفته للقوانين أو دخوله في شجار مع أحد وهذا ما تطمح له الأحزاب المعارضة أصلاً»، مشيراً إلى أن القرار جاء خاص بولاية هاتاي فقط لكونها تحوي شريحة واسعة من أنصار المعارضة التركية وعلى رأسهم حزب الشعب الجمهوري.
وعشية يوم الانتخابات تواصلت الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب التركية المشاركة في الانتخابات، حيث رد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت بكلام لاذع على انتقادات «إيلاي أقصوي» المرشحة عن حزب الجيد أو الخير /IYI/، التي انتقدت وجود لافتات مكتوبة باللغة العربية في منطقة الفاتح في اسطنبول (في إشارة لمحلات السوريين)، والتي وصفها اردوغان بأنها عديمة الأخلاق، فيما كانت ذات المرشحة قد سبق أن قالت إنها «لن تترك الفاتح للسوريين» في حال فوزها بالانتخابات في سيناريو متكرر ينص على ترحيل السوريين إلى بلادهم في حال نجحت الأحزاب المعارضة في الانتخابات.
فيما كانت الاتهامات موجهة لحزب العدالة والتنمية والرئيس التركي من قبل المعارضة، حيث وصل الأمر ببعض الأحزاب لبحث (شرعية النظام التركي الحالي) وتوجيه العديد من الاتهامات له تتعلق بـما ادعته المعارضة بـ»الأخطاء الكارثية» التي قام بها اردوغان والتي أوصل بها تركيا إلى ما آلت إليه الآن (في إشارة للانهيار الذي تعرضت له الليرة التركية).
ويعد قرار حظر التجول في أنطاكيا ومن قبل في الولايات التركية الأخرى ليس الأول من نوعه، كما ان استخدام المعارضة التركية لملف السوريين في تركيا يحدث في كل انتخابات وتصويت، فيما كان التشديد دائماً ينصب على مدينة أنطاكيا بسبب مزيجها الاجتماعي الذي يحوي شريحة كبيرة من «العلويين» الذين يعدون أنصار الأحزاب المعارضة إضافة لموقعها الحدودي الحساس المتاخم لـ «إدلب واللاذقية وعفرين».
وكانت مرشحة حزب الجيد في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت أواخر حزيران 2018، قد شنت حملة مماثلة استخدمت فيها صوراً لسوريين يتقاضون مبالغ الهلال الأحمر المخصصة لهم من الاتحاد الأوروبي لتنشر الصور بعد ذلك وتقول إن «السوريين يتقاضون المال من تعب الأتراك»، وهو ما يفسر توجه الحزب واتخاذه موقف العداء المطلق للسوريين في تركيا.