الآباء الصغار لدريد لحام فيلم اجتماعي تربوي يسبح عكس التيار
من انتاج سوري مصري مشترك ومن بطولة حنان ترك وسلمي المصري:لنا عبد الرحمن الآباء الصغار لدريد لحام فيلم اجتماعي تربوي يسبح عكس التيارما من شك في أن فيلم الآباء الصغار الذي بدأ عرضه في القاهرة ويحمل توقيع دريد لحام كمخرج إضافة إلي وجود توقيعه ككاتب لسيناريو الفيلم، بالإشتراك مع الدكتور رفيق الصبان، يختلف مضمونا وأسلوبا عن سائر الأعمال السينمائية الموجودة علي الساحة، وأيضا التي قدمت في السنوات السابقة.هذا الفيلم من إنتاج سوري مصري مشترك وتساهم في بطولته، إلي جانب دريد لحام، النجمتان حنان ترك من مصر، وسلمي المصري من سورية، بالأضافة لمجموعة من الاطفال كان لهم دور كبير في أحداث الفيلم. تدور أحداث الفيلم حول قصة عائلة يعمل فيها الأب مساعداً للشرطة ويدرس فترة بعد الظهر أي بعد دوام عمله للحصول علي شهادة جامعية، في حين تعمل الأم أيضاً في فندق لمساعدته علي تحقيق حلمه. لكن الأم تتوفي وهو يكون في السنة ما قبل الأخيرة من دراسته فيضطر للتخلي عن حلمه القديم ويعمل سائقاً علي سيارة أجرة لتعويض المبلغ الذي كانت تؤمنه الوالدة في وظيفتها. وهنا يتدخل الأبناء وينزلون الي سوق العمل لتوفير المال، كما يتفق الاطفال علي تأجير احدي غرف البيت الي باحثة تعمل في الآثار، وهو الدور الذي تجسده حنان ترك حيث تؤدي حنان دور فتاة أرسلتها منظمة اليونسكو للحفاظ علي الآثار السورية ومن المفترض ان تقدم بحثاً عن الأبواب السبعة لدمشق ما يتطلب مكوثها في سورية مدة ستة أشهر لكن ظروفها المادية لا تسمح لها بالسكن في فندق فتبحث عن غرفة للإيجار عند عائلة وتجدها عند أسرة الأستاذ ودود والذي يقوم بدوره الفنان دريد لحام. وتتصاعد الاحداث الدرامية لتقوم علاقة تآلف بين حنان ترك وأفراد الاسرة.الحبكة في الفيلم بسيطة ومتوقعة لكن الفيلم يتميز بطابعه الجدي الذي يكرس لقيم التعاون والتسامح بين افراد العائلة، يتضح هذا منذ المشهد الاول حين يقف الاب أمام ضريح زوجته برفقة الابناء الاربعة في ذكري وفاتها يتذكرون وصايا الام ونصائحها لهم، هذه التيمة تستمر في الفيلم خاصة عندما يقرر الاطفال ممارسة العمل وتجميع المال لتسجيل والدهم في الجامعة هكذا ببساطة تقلب الادوار ليلعب الابناء دور الاب في تأمين المال لسد احتياجات الاسرة.لكن ثمة نقاط ضعف في الفيلم تتضح في الحوار وتحميل الاطفال كلاما يتجاوز أعمارهم الامر الذي يبدو مفتعلا، هذا بالاضافة لبطء حركة الكاميرا خاصة في الثلث الاول من الفيلم قبل ظهور النجمة حنان ترك، أيضا كان التركيز علي فروقات اللهجة بين السورية والمصرية مبالغا بها خاصة مع تخصيص أغنية كاملة من اغاني الفيلم لا تتضمن سوي الفرق بين اللهجتين. لكن رغم هذه الهنات فإن الفيلم يعيد تشكيل علاقة من التلاحم العائلي والقيمي بين الاهل والابناء خاصة مع ظهور موجة من الافلام السينمائية التي كرست لفكرة الانفصال المعنوي بين الآباء والابناء وابحار كل طرف في اتجاه معاكس للاخر، فالابناء عاجزون عن فهم عقلية الاهل ويتعاملون بأنانية، والاهل غير قادرين علي استيعاب المتغيرات العصرية التي تحيط أبنـــائهم وتولد شروخا في العلاقات، أيضا كانت معالجة فكـــرة الفقر والازمة المادية بعــيدة كليا عن الابتذال والاستسلام للواقع او اللجوء للحيلة وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، لقد ابتعد الفيلم تماما عن تقديم اي سلوك سلبي للاطفال، ولم يأت هذا الامر مفتعلا بل منسجـــــما مع السيرورة العامة للفيلم، خاصة في المشـاهد التي تركز علي سعي الاطفال للبحث عن عمل وعندما يحاول أحد الباعة ان يعرض النقود علي الابنة الكبري نورا خلال رحلتها للبحث عن عمل ترفض بإباء قائلة انا مش شحادة من هنا يعتبر فيلم الآباء الصغار فيلما تربويا يركز علي الجانب القيمي في حياتنا ويعمل علي تقديمه بأسلوب فني راق، خاصة مع تقديم أغنيات من التراث السوري والمصري يشترك فيها دريد لحام وحنان ترك والاطفال الصغار.تجدر الإشارة إلي أن الفنان دريد لحام، الذي شارك في تمثيل عشرات الأفلام السينمائية، سبق أن أخرج ثلاثة أفلام، هي الحدود ، و التقرير و الكفرون الذي قام بأدائه مع مجموعة من الأطفال كما قدم عدة افلام سينمائية، منها خياط للسيدات و اللص الظريف ، وفي الثمانينيات أدي عدداً من المسرحيات السياسية للشاعر والكاتب السوري محمد الماغوط ومنها كاسك يا وطن و غربة .هذا ويشارك فيلم الآباء الصغار بمهرجان القاهرة لسينما الأطفال الذي ستنطلق فعاليات دورته الـ 16 يوم 2 آذار (مارس) القادم.كاتبة من لبنان تقيم في القاهرة2