■ شهران تبقيا على انتهاء الموسم الكروي الأوروبي، ويبدو أن الأمور حسمت قبل الأوان في الكثير من الدوريات، ليبدأ قبل الأوان أيضا تحضير موسم كروي آخر بدأت تظهر ملامحه في الكثير من الأندية الكبيرة التي انطلقت في حسم صفقاتها تحسبا لموسم آخر، بعدما خصص مسيروها مئات الملايين من الدولارات لاستقدام لاعبين جدد والاستغناء عن آخرين، بحثا عن النفس الجديد الذي يسمح لها بالتنافس على الألقاب والبطولات، ليبقى المال عصب كرة القدم العالمية الذي يصنع الفارق بين هذا الفريق وذاك، مثلما يصنعه في كل المجالات عندما تكون الخيارات موفقة، لأن الكثير من الأندية امتلكت المال الوفير عبر التاريخ لكن خياراتها كانت خاطئة ولم تحقق المبتغى.
ما عدا المان سيتي وليفربول في إنكلترا والبايرن ودورتموند في ألمانيا، الذين سيستمر الصراع بينهم من أجل لقب الدوري الى آخر جولة، فإن بعض الفرق الكبيرة في مختلف الدوريات الكبرى منشغلة بالسعي إلى ضمان مكانة تسمح لها بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا، ومحاولة استقطاب ما تبقى في السوق من نجوم تسمح لها بمنافسة الكبار الموسم المقبل، مثلما هو الشأن بالنسبة للآرسنال وتشلسي والمان يونايتد وتوتنهام في أحد أقوى الدوريات الأوروبية وأكثرها اثارة واستقطابا للنجوم.
إذا كان السيتي وليفربول منشغلين بالتنافس على لقبي الدوري ودوري الأبطال، والسعي نحو الحفاظ على نجومهم للموسم المقبل، فإن كل الأنظار صارت مصوبة نحو المان يونايتد المطالب بالحسم في اثني عشر ملف استقدام وتجديد وتسريح، بعد تأكيد استمرار النرويجي سولشاير مدربا للنادي الموسم المقبل. فريق «الشياطين الحمر» أنفق أكثر من 700 مليون يورو طيلة المواسم السبعة الماضية ليجد نفسه خامس الترتيب هذا الموسم بفارق ثماني عشرة نقطة عن الرائد ليفربول، في وقت يتخبط فيه تشلسي في مشاكل مع الاتحاد الأوروبي والفيفا، الذي منعه من الاستقدامات لنافذتي انتقال. أما آرسنال فمستواه يتراوح بين المتوسط والحسن، ما يجعله في حاجة إلى استقدامات نوعية الموسم المقبل ليرتقي إلى مستوى يسمح له بمنافسة الخمسة الكبار على الألقاب، مثله مثل توتنهام الذي دشن ملعبه الجديد ليكون أحد محفزاته الموسم المقبل.
في ألمانيا، الشيء نفسه يحدث تقريبا بين البايرن ودورتموند للتتويج بلقب الدوري، لكن التنافس بينهما على استقطاب النجوم بدأ قبل الأوان، خاصة الفريق البافاري الذي سيكون في حاجة إلى مزيد من الأموال لتعويض الرحيل المرتقب لريبيري وأريين روبن، وربما المطلوب بقوة من الفريق الباريسي ليفاندوسكي، الذي قد يغادر بعد خروج النادي من دوري أبطال أوربا أمام ليفربول في ثمن النهائي. التسريبات تتحدث عن رقم كبير ستخصصه إدارة البافاري لضمان استقدامات نوعية تخرج عن القاعدة وتصل إلى حد اقتراح صفقات تفوق الثمانين مليون يورو، وهو الذي لم يكن ينفق أكثر من 50 مليون يورو على الصفقة الواحدة كقاعدة عامة على مدى سنوات طويلة، قبل أن يدرك أن الفوز بدوري الأبطال يفرض عليه مزيدا من الانفاق.
في إسبانيا، البارسا في طريق مفتوح نحو التتويج باللقب، والريال الذي استعاد زيدانا منشغلا بالتفكير في الموسم المقبل أكثر من انهاء الموسم الجاري، منشغل بالحفاظ على كوادره والبحث عن خليفة لرونالدو، ممثلا في شخص البلجيكي ايدن هازارد حتى ولو كلفه أكثر من مئة مليون، بعدما أغلق باريس سان جيرمان الباب في وجه نيمارومبابي. زيزو مهتم أيضا باستقدام بول بوغبا من المان يونايتد وهو مستعد لدفع 150 مليون يورو لاتمام الصفقة، ويقال إن فلورنتينو بيريز مستعد لتوفير أكثر من 300 مليون يورو للسماح لزيدان باعادة بعث النادي الملكي بعد خروجه على يد أياكس في ثمن نهائي دوري الأبطال الذي توج به ثلاث مرات متتالية.
الأمر نفسه ينطبق على فرق الدوري الإيطالي التي استسلمت لسيطرة اليوفي للموسم الثامن على التوالي، وراحت تكتفي بالتنافس على ضمان مكان يسمح لها بالمشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل بالموازاة مع البحث عن موارد مالية تسمح لها بضمان استقدامات نوعية. أمر غير متاح للميلان والانتر رغم ضخ استثمارات صينية وأمريكية في محاولة لاعادة النفس للناديين الميلانيين اللذين لم يعد بامكانهما منذ مدة استقطاب النجوم لمنافسة اليوفي ولا حتى لمنافسة نابولي وروما على أماكن المشاركة في دوري الأبطال.
في فرنسا، لا يبدو أن الفريق الباريسي سيجد في القريب العاجل من ينافسه على استقطاب النجوم والتتويج بالألقاب المحلية، ليبقى همه الكبير هو التتويج بدوري الأبطال. باريس سان جيرمان ينشط في دوري متواضع المستوى ما أثر سلبا على مستوى ونسق اللاعبين عند خوضهم مباريات دوري الأبطال، والحل قد يجده القائمون على النادي في التحاق أرسين فينغر كمدرب يصنع الفارق بخبرته لإيجاد الوصفة اللازمة لمواجهة متطلبات المنافسة الأوروبية وتغيير خارطتها الكروية التي صارت تتوالى وتتشابه من موسم لآخر، ما دام المال هو العصب بدون نسيان التخطيط وأدواته والتي لن تخرج عن مدرب عارف بخبايا المنافسة على جميع مستوياتها، قد يتعود الجميع على نفس الأسماء عند نهاية موسم وبداية آخر، لكن ما بينهما كتابة التاريخ متواصلة.
٭ إعلامي جزائري
*من الآخر ؛-
كرة القدم متعة وفن وتبقى(أوروبا )
رقم (1) والباقي مجرد تفاصيل..