العالول لـ «القدس العربي»: إستراتيجيتنا الآن هي العودة إلى المربع الأول ـ إنهاء الإحتلال

رام الله ـ «القدس العربي»: يأتي اللقاء مع محمود العالول (أبو جهاد) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض التعبئة والتنظيم للمحافظات الشمالية والمحافظ السابق لنابلس، في وقت يحتدم فيه الصراع بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي الذي يريد لهذا الشعب ان يرفع الراية البيضاء. وفي هذا اللقاء يتحدث أبو جهاد، الذي عاش تجربة النضال في الخارج والداخل وقدم ابنه جهاد شهيدا في انتفاضة الأقصى عام 2000 وعاش كافة تطورات المرحلة الحالية، عن المستجدات على ضوء التطورات التي أفرزها العدوان على غزة، وعن المسافة التي تفصل القيادة الفلسطينية عن تحقيق أهدافها في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أجريت المقابلة في مكتب العالول في دائرة التعبئة والتنظيم في مدينة رام الله.
وقال العالول حول الاشتباك الدائر مع العدو الإسرائيلي في قطاع غزة الان «وصلنا مع هذا العدو إلى حافة الهاوية. لا يريد ان يقدم شيئا بالمفاوضات ولا يريد ان يتحمل مسؤولية الاستحقاق السياسي بعد ان ارتقت فلسطين بمقعدها التمثيلي وحصلت على هذا الموقع الرفيع بعد التصويت على عضويتها كدولة مراقبة بغالبية كبيرة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 الذي صادف الذكرى 65 لقرار التقسيم الذي نص على إقامة دولتين. عندما يعيش الكيان الإسرائيلي أزمة سياسية خانقة ويشعر انه مطوق من عدة جهات يهرب في اتجاه العسكرة والقتال. في القتال والمواجهة العسكرية تستطيع إسرائيل ان تخرج من عزلتها وفي المواجهة السياسية والدبلوماسية والمحاصرة على المستوى الدولي تصبح إسرائيل ضعيفة مطاردة معزولة ومكروهة».
وأضاف «رغم الضغوطات الأمريكية الكبيرة التي كنا نتعرض لها كي لا نذهب للجمعية العامة إلا اننا ذهبنا وحققنا ما نريد ثم تعرضنا لضغوطات أكبر كي لا ننضم للمعاهدات الدولية ومع هذا تجاوزنا الضغوط وووقعنا على 16 اتفاقية دولية بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة المختصة بمعاملة المدنيين في زمن الحرب ومعاملة الشعوب التي تقع تحت الاحتلال. بدأنا نزاحم إسرائيل في كافة المحافل الدولية».
ويرى العالول ان «إسرائيل جن جنونها عندما شكلنا حكومة التوافق الوطني. بدأت تخطط لإفشال هذه الخطوة لان الانقسام الفلسطيني كان يخدم مخططاتها في التهرب من أي استحقاق تحت حجة كيف يمكن ان أتنازل لأبي مازن وهو لا يمثل كل الشعب الفلسطيني وعندما شكلنا حكومة التوافق قالت لقد اختار أبو مازن التحالف مع الإرهاب على المضي في عملية السلام. إسرائيل لا تريد ان تتنازل ولا بد ان نعي هذه الحقيقية. ان هذه الحرب على غزة جاءت على هذه الخلفية التي تهدف إلى تدمير حكومة الوفاق واختبار الوضع العربي وجر الأوضاع إلى المربع الذي تريده إسرائيل كي تخلط الأوراق وتعيد تغيير الأولويات وتبعد اهتمام المجتمع الدولي باستحقاقات الاحتلال بعد فشل المفاوضات».
وحذر من الانجرار وراء مطالب إسرئيل، داعيا إلى إعادة الصراع إلى المربع الأول وهو كما يقول: «إنهاء الاحتلال. المفاوضات حول مجموعة مطالب يعني ان الاحتلال باق. الان الشعب موحد بكامله حول إنهاء الحصار ووقف العدوان ولكن سيتوحد أكثر عندما نطرح موقفنا الموحد: نحن دولة تحت الاحتلال وهدفنا المركزي الذي سنناضل من أجل تحقيقه بكافة الوسائل هو إنهاء الاحتلال. انه حق مشروع ومدعوم دوليا وهناك قرارات عديدة لمجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية تؤكد ان هذا الاحتلال غير شرعي وعلى إسرائيل ان تنسحب وان من بين حقوقنا العديدة التي أقرتها الشرعية الدولية حقنا في إنشاء دولة مستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وشدد العالول على ضرورة «ان يكون موقفنا صلبا فإسرائيل بالسياسة تخسر وبالعنف قد تكسب (في هذه المرحلة). هذا الشلال من الدماء الزكية التي سفحت في غزة يجب ان يعزز من وحدتنا الوطنية حول هدف إنهاء الاحتلال» محذرا أيضاً من الدخول «في محاور إقليمية فنكون من الخاسرين. لقد كانت خطوة غير صحيحة ان تستبعد مصر من مؤتمر باريس الذي شارك فيه عدد من الدول في غياب فلسطين ومصر. المهم في الأمر اننا نفاوض كوفد فلسطيني واحد موحد تحت قيادة الرئيس (محمود عباس) أبو مازن. كل الفصائل اتفقت على شروط التهدئة ونحن أيضا أضفنا شروطنا. فليس معقولا ان يبقى القطاع خاضعا للابتزاز الإسرائيلي وتقوم بشن حرب عليه كل سنتين أوثلاث. آن الأوان ان نستثمر هذا الألم وهذه التضحيات ونرتقي إلى مستواها كي نحقق مكاسب لكافة أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في مسألة إنهاء الاحتلال».
ودعا حركة حماس للعودة « إلى حضن شعبها الدافئ فصيلا وطنيا مناضلا ذا خلفية إسلامية دون الارتباط بأحزاب دينية ذات مرجعية خارجية وأجندة تبتعد كثيرا عن فلسطين». وقال «لقد خسر كثيرا الإسلام السياسي الممثل في حركة الإخوان المسلمين»، موضحا « ان هناك حساسية شديدة لدى إخوتنا في مصر من العلاقة بين حركة حماس والإخوان المسلمين وهذه الحساسية أضرت بمجموع السكان في غزة. انها فرصة الحركة ان تبتعد عن المحاور وان تلتصق أكثر بقضيتها الفلسطينية ضمن إطار وحدوي فلسطيني تمثله منظمة التحرير الفلسطينية. معركتنا شرسة وقاسية ونريد كافة القوى والفصائل لنلاحق هذا العدو في كل مكان ونجرجره إلى المحاكم الدولية على ما ارتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وأعلن العالول «من الآن سنبدأ في إتباع إستراتيجيتنا الجديدة القائمة على تعزيز الوحدة الوطنية وتوسيع شبكة الاعتراف بدولة فلسطين الواقعة تحت الاحتلال واستثمار التعاطف الدولي وخاصة على مستوى الشعوب في أوروبا الغربية والولايات المتحدة وعلى مستوى الشعوب والحكومات في دول أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا. يجب ان تعرف إسرائيل ان جرائمها لن تمر دون مساءلة وعقاب. لقد تجاوزنا مرحلة الضغوط التي كانت تجبرنا أحيانا على ان نتراخى في ملاحقة التقارير الدولية. نحن الآن نتمتع باعتراف العديد من دول العالم التي تساندنا في مطالبنا العادلة وسنستمر في هذا الدرب إلى ان ينتهي الاحتلال تماما ويتحقق قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
واعتبر العالول ان الزمن تجاوز اتفاقيات أوسلو، موضحا ان «إسرائيل هي التي انتهكت أوسلو إذ لم تلتزم ولا بأي بند من بنودها. ومنذ ان انتخب نتنياهو أول مرة عام 1996 بدأ تراجع إسرائيل عن أوسلو. لا نستطيع ان نحاكم اتفاقية أوسلو التي عقدت قبل 21 سنة بمفاهيم اليوم ومعطيات الحاضر، ان ذلك خطأ بيـّن وغير جائز فكل اتفاقية تكون مرتبطة بالظروف الموضوعية التي عقدت فيها. لقد كانت أوسلو بمثابة مسار إجباري وجدنا أنفسنا فيه بعد حرب الخليج الأولى وانهيار الاتحاد السوفيتي. نحن الان أمام ظروف موضوعية عنوانها الاشتباك الشامل مع العدو على كافة المستويات النضالية. لقد اختمرت فكرة تصعيد النضال بكافة أشكاله من أجل إنهاء الاحتلال بشكل كامل وإعلان سيادة الدولة الفلسطينية على الأرض والشعب. اننا نشعر اننا أقرب من أي وقت مضى من تحقيق هذا الهدف بعد حرب غزة الأخيرة ودخول مرحلة التفاوض على استثمار نتائجها بوفد واحد موحد».
وأضاف «لن ندع هذه الفرصة تهرب من بين أيدينا بعد ان عمد الدم في غزة وحدة ميدانية بين كافة الفصائل».واختتم العالول بالقول «اسمح لي من خلال جريدة القدس العربي الغراء ان أوجه تحية لشعبنا المناضل المرابط الصامد في أرضه والمتمسك بحقوقه والملتف حول برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة التوافق الوطني. نترحم على أرواح الشهداء ونطلب الشفاء العاجل لجرحانا ونقول لشعبنا ان ساعة الخلاص قريبة وما النصر إلا صبر ساعة».

عبد الحميد صيام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جمال الناطور- أمريكا:

    ابو جهاد استمروا يا صحابي استمروا لا يهم المقاتل حين يضحي ان يرى لحظه الانتصار. الوحده الوحده هي طريق الخلاص من الاحتلال.

  2. يقول salem Ateek:

    إذا كان الإشتباك الشامل مع العدو على كافة المستويات النضالية هو عنوان منظمة التحرير الفلسطينية الحالي كما يقول السيد محمود العالول، فإبشروا إذاً بإنهاء الإحتلال وبأسرع مما يتصور كثيرون، فأحرار العالم وإن كانوا شفوقون ومتعاطفون مع كل شعب واقع تحت نير الإحتلال، لكنهم لا يحترمون من يتهاون في حقه، والأسوء أن يتهادن عليه، كما سبق وفعلت قيادة ذات منظمة التحرير، لترى نفسها أخيراً تعود الى المربع الأول الذي ما كان لها أن تغض الطرف عنه قط.

  3. يقول صالح:

    أثبت العدوان الإرهابي الصهيوني على أهلنا شبه العزل في غزة أنه لا يعرف حدودا وأن شعبنا قادر على الصمود وإجباره على التراجع والتنازل بالقوة (وهو سيتنازل مهما بلغ تعنته). الوحدة هي السلاح الأول والأخير للشعب الفلسطيني وهي التي قادتنا سابقا إلى تحقيق الانتصارات على هذه العدو الإرهابي. الانتفاضة والمقاومة بكل أطياف شعبنا وأماكن تواجده هما الطريق نحو التخلص من الاحتلال الباغي. السلاح، المقاطعة، تعبئة شعبنا في جميع أماكن تواجده، محاصرة الاحتلال في الداخل والخارج، تضامن الشعوب الأخرى، حملات التبرع المنظمة في البلدان العربية والأجنبية لصالح أبناء شعبنا المنكوبين في غزة، المقاومة السلمية، كلها أشكال للنضال الاحتلال لإجباره على الخروج من أرضنا. المقاومة الكاملة المتكاملة بجميع أشكالها هي فقط التي ستجبره على النكوص والتراجع ومغادرة بلادنا.

  4. يقول رامي العصامي:

    اوافق الاخ ابو جهاد ان الحل الوحيد العودة الى المربع الاول لانهاء الاحتلال واضيف ان الطريقة الوحيدة لانهاء الاحتلال هي المقاومه الشعبية اللاعنفية مثل نموذج بلعين الذي يجب على كل الفصائل تبنيه ويجب ان ينزل قادتها وكوادرها الموظفين القابضين معاشات من السلطة الى الشوارع في الصف الاول كونهم “قادة الشعب” ليجابهوا الاحتلال بدون عنف على طريقة غاندي في نفس الوقت في كل الحواجز وقرب الجدار وببرنامج يومي مستمر منظم .هذا هو الحل الوحيد، لا مفاوضات عبثية ولا مقاومة مسلحة لشعب اعزل ضد رابع اقوى جيش في العالم مسيطر على اعلام الغرب مع تواطؤ بل تآمر عربي، مع مقاطعة البضائع الاسرائيلية وعصيان مدني سلمي زي الانتفاضة الاولى مع ملاحقة حثيثة لمجرمي الحرب الاسرائيليين في المحاكم والنتديات الدولية بدون مياعة وتهبل من السلطة كما هو الحاصل الان..وهذا سيستدعي مقاطعة عالمية لاسرائيل كما حدث مع جنوب افريقيا وكما تسعى جماعة BDS. انهاء الحتلال سيأتي عندما يدرك الاسرائيلي ان ثمن الاحتلال اعلى من فوائده التي هي موارد طبيعية ومياه وعمال رخيصين وسلطة فلسطينية تدير السكان نيابة عن المحتل بشكل ارخص..وهذا سيأتي بالاستراتيجية المكلفة لاسرائيل اعلاه والتي ستجعل العالم يحتقرهم. واي كلام آخر هو غير جدي لان لا الغرب سيعطينا شي بالمفاوضات ولا الشرق من روسيا او ايران سيعطينا اسلحة بشكل جدي للتحرير، الامل الوحيد ان يدرك ذلك قادة المنظمه وحماس باسرع وقت والا اكنمل ضياع القدس.

  5. يقول رامي العصامي:

    واضيف ان الاستراتيجيه اعلاه من مقاومة شعبية لا عنفية (حتى لو قتل المحتل المتظاهرين سيعريهم ويخزيهم) و مقاطعة مكلفة من اهل الضفه( أكبر تاني سوق للبضائع الاسرائيلية )وملاحقة الاسرائيلي بعد زخم التعاطف الحاصل مع غدة هي امور ليست صعبة او مستحيلة بل اسهل واكفأ وسيلة، كل هذا سيزيد ايمان اشباب الفلسطيني ان القيادة تفهم ادارة الصراع مع اخبث عدو وسيسخر الشباب في الداخل والاهم في الخارج طاقاتهم ليدعموا هذه الاستراتيجيات التي اثق اها ستقضي على الاحتلال في اسرع وقت بدل من احباط الشباب الفلسطيني الحاصل الان لانهم يروا فتح غارقة بالفساد ويروا حماس غارقة بالاحلام ومصارعة طواحين الهواء مثل الدوكيشوت مما يؤدي الى عزوف الشباب الفلسطيني وحتى العربي عن دعم القضية بجهدهم ووقتهم واموالهم وكفاءاتهم الدولية ومناصبهم وهذا الابتعاد والقرف الحاصل هو اكبر خسارة للقضية وهو جل ما تتمناه اسرائيل. …

إشترك في قائمتنا البريدية