انتهاء الأزهر من إعداد مشروع قانون الأحوال الشخصية والشارع المصري كان أكثر أمانا بوجود شيخ الحارة وعسكري الدرك

حسنين كروم
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: كان الموضوع الرئيسي في الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 10 إبريل/نيسان عن زيارة الرئيس السيسي لأمريكا، ولقائه مع الرئيس ترامب، وإشادة ترامب بما حققته مصر في عهد السيسي من نجاح في مكافحة الإرهاب والتسامح الديني. وإشادة السيسي بالعلاقات الاستراتيجية مع أمريكا وحرصه الذي تعمده للتأكيد على ثوابت الموقف المصري والعربي من قضيتي فلسطين والجولان.

القيود والعقوبات ليست الحل لمواجهة أزمات الإعلام والنظام يفتعل صراع الأجيال بدعمه الشباب وتجاهل خبرات الكبار السياسية

ومن الأخبار اللافتة التي أوردتها صحف أمس الحادث الإرهابي الذي أثار القلق الشديد، إذ ارتدى صبي عمره خمسة عشر عاما حزاما ناسفا واتجه إلى قوة للشرطة كانت في السوق الشعبية في مدينة الشيخ زويد شمال سيناء، وفجّر نفسه فيها، ما أدى لاستشهاد ضابطين وعنصري أمن وثلاثة مواطنين، وإصابة واحد وعشرين آخرين، وحتى الآن لم يتم التعرف عليه واسمه، أو من أين جاء؟ وهل هو ابن أو قريب لأحد الإرهابيين الذين قتلوا وأقنعه آخرون بالانتقام لهم؟ أم أنه تم تفخيخه بدون أن يعلم وإرساله للسوق لشراء حاجيات وتفجيره بالريموت كونترول بعد أن وصل لقوة الشرطة؟ هذا ما ستوضحه التحقيقات، لكن ما يثير القلق أن العملية التي تبنتها «داعش» ترافقت مع زيارة الرئيس إلى أمريكا، أي أن التوقيت مقصود. والمشكلة هنا أن هذا الحادث والحادث الآخر الذي وقع الأسبوع الماضي وأدى إلى استشهاد ضابط شرطة وسائق السيارة وإصابة أميني الشرطة في شارع طه حسين في حي النزهة في مصر الجديدة في القاهرة، عندما اشتبه في سيارة واقفة في الفجر والأرقام مكتوبة بخط اليد، وما أن اقتربت القوة منها حتى نزل السائق بثبات وأطلق رصاص بندقيته الآلية عليهم، ثم فرّ ولم يتم القبض عليه حتى الآن ومعرفة إن كان إرهابيا أو مهرب مخدرات.
المهم أن عملية الشيخ زويد وتوقيت ارتكابها من قبل «داعش» أثارت استنفار أجهزة الأمن كلها، لأنها تدل على إمكانية قيامها بعمليات أخرى لإفساد الاحتفال بشهر رمضان، وقبله احتفال ليلة النصف من شعبان، ومباريات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، التي ستتجه إليها أنظار العالم، وهو ما يتطلب مراجعة أخرى للخطط والترتيبات الأمنية.
وواصلت الصحف الإشارة إلى المؤتمرات في كل مكان التي تدعو المواطنين للإدلاء باصواتهم في الاستفتاء على تعديل الدستور تحت شعار «أنزل شارك». أما اهتمامات الناس فلا تزال كما هي، وإن كان هناك اهتمام كبير بالأحداث في ليبيا وقليلا بالسودان والجزائر والاهتمام الأكبر لامتحانات الثانوية العامة ونهاية العام واقتراب شهر رمضان ومسلسلات التلفزيون، وقلق من رفع أسعار الكهرباء والوقود في شهر يونيو/حزيران المقبل، بينما الحكومة منشغلة في توفير السلع في شهر رمضان. وإلى ما عندنا..

كاريكاتير

وقد أخبرتنا الرسامة سحر في «الأهالي» أنها شاهدت منظرا عجيبا، مواطنا يقف تحت يافطة مكتوب عليها إنزل شارك وفوجئ المسكين بيد طويلة تخرج من اليافطة وتدفعه في ظهره وهو يصرخ من الألم.

الإرهاب والانتحار

ونبدأ بالحادث الإرهابي في الشيخ زويد، وأول تعليق عليه، وتفسير تورط فتى فيه، قدمه لنا مشكورا أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذي لـ«اليوم السابع» حيث أشار إلى أن ذلك ناجم عن التأثر بلعبة الحوت الأزرق، وقال تحت عنوان «الانتحاري المراهق كيف تصنع إرهابيا بلا عقل؟»: «لم تتوان تنظيمات الإرهاب عن استخدام الأطفال والمغيبين، بعد غسل عقولهم وتحويلهم إلى قنابل بشرية انتحارية، وهناك أمثلة كثيرة على تفخيخ الأطفال في سوريا والعراق، وتجنيد المراهقين، بل الأطفال. ومعروف أن التنظيمات الإرهابية تعرف أن الجيش والشرطة في مصر عندما يواجهون الإرهاب فهم يضعون في اعتبارهم سلامة المدنيين والأبرياء، بينما لا تحمل تنظيمات الإرهاب هذا الخوف تجاه المدنيين. أشرنا من قبل إلى أن تجنيد مراهق عن طريق غسيل المخ ممكن، خاصة أن التنظيمات الإرهابية تنتقي أطفالا أو مراهقين ذوى تركيبة خاصة، يعانون من اختلالات تجعل لديهم استعداد لتنفيذ تعليمات القيادات من دون مناقشة، وإذا كان هذا يتم مع الكبار فمن الأسهل أن يتم مع المراهق. وقد أشرنا إلى أن لعبة «الحوت الأزرق» تقدم تفسيرا لقرار الشباب صغير السن بالانتحار، بما يفك جزءا من لغز تحويل الشباب إلى انتحاريين في صفوف التنظيمات الإرهابية، حيث التشابه بين التزام بعض ضحايا لعبة «الحوت الأزرق» بتعليمات مجهولة بالموت مثلما يحدث في شباب الإرهاب تحت اسم السمع والطاعة، التي تحولهم إلى أدوات قتل مبرمجة وقنابل يفجرون أنفسهم. وفي بريطانيا كانت قصة عمر حقي المعلم البريطاني الداعشي في لندن، الذي قرر تشكيل جيش من الأطفال لتنفيذ هجمات إرهابية أدانته المحكمة واثنين من معاونيه، بعد أن استمر لسنوات يعلم 110 أطفال بريطانيين الإرهاب، في محاولة لتشكيل «جيش أطفال» لتنفيذ موجة من الهجمات الإرهابية في لندن. كان يدرس للأطفال لقطات فيديو لقطع رؤوس ويشرح لهم عظمة الإرهاب وأهمية العنف، ونجح عمر في تحويل أطفال بين سن الحادية عشرة والرابعة عشرة لاعتناق الفكر المتطرف، وكان يستخدم التخويف ليجبرهم على السرية ويهددهم بالذبح والحرق حتى سيطر عليهم».

تصحيح الأفكار

وفي جريدة «اللواء الإسلامي» أشار الخبير الأمني ولواء الشرطة السابق في مباحث أمن الدولة عبد الحميد خيرت إلى ذرورة الانتباه إلى شباب الجامعات وقال: «أعتقد أن على بوصلتنا الفكرية أن تاخذ منحنى آخر يعيد للشباب، وبالذات طلبة من الثانوية إلى الجامعات صياغة نفسه، وفق رؤية تعيد الاعتبار للعمل الطلابي، كحصة تمرين سياسي بناء على استراتيجية وطنية عليا غير حزبية، أو ذات أيديولوجية دينية على الإطلاق، يتم فيها تدريب الطلاب على التفكير المنتج لا التفكير العدمي، وبناء قيادات يمكن تبنيها لتساهم في نشر الوعي بمنظومة الحقوق والواجبات، وعبر مشاريع خلاقة تجمعهم وتصهرهم وتستفيد منهم ومن افكارهم، وتؤهلهم ليكونوا حائط الصد ومصل المناعة المستقبلي، ضد أي استقطابات أو تجاذبات. إذ وضعنا أقدامنا على هذا الطريق اعتقد أن بإمكاننا الثقة في تجفيف المنابع وتصحيح الأفكار من جذورها».

الرئيس ترامب

وإلى أبرز ما نشر عن زيارة الرئيس لأمريكا ومحادثاته مع رئيسها ترامب، حيث أشاد كرم جبر بالرئيس ترامب على أساس أنه يختلف عن جورج بوش الأسبق وأوباما، رغم أنه فعل ما لم يفعلاه بالنسبة للقدس والجولان، وأنه يمكن للدول العربية إقناعه بتغييرها: «مهما اختلفت الآراء حول مواقف الرئيس ترامب من قضايا منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه أقل ضررا من سابقيه بوش الابن وأوباما، ولو لم يتخذ الخطوات المتسرعة بشأن القدس والجولان كان يمكن أن يُصنف كواحد من أفضل الرؤساء الأمريكيين تجاه قضايا المنطقة. ترامب جاء في أعقاب حقبة من التدهور الشديد في العلاقات الأمريكية العربية، لم تقتصر على غزو العراق، بل بالتورط في الشأن السوري، فجاءت قراراته أكثر اعتدالا، ولم تتسم بالعداء الشديد للنظام السوري ولم يشترط الإطاحة ببشار الأسد. قرارات الرئيس ترامب تحتاج جهدا عربيا كبيرا لتعديل موقف الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية. إننا أمام رئيس أمريكي يتعامل مع القضايا الساخنة بطرق مفاجئة وبعيدة عن الأطر السياسية والدبلوماسية المتعارف عليها، ولديه الجرأة في اتخاذ قرارات غير مسبوقة ولا يهتم بردود الأفعال، وهذا يستدعي مواقف عربية شديدة التوافق والوضوح بشأن قضية السلام في الشرق الأوسط والتمسك بالثوابت العربية».

ثوابت محددة

وأشارت «الأهرام» في تعليقها إلى ثبات الموقف المصري الذي أبلغه الرئيس السيسي لترامب وقالت: «لا بد من الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية تعلم جيدا أن القيادة السياسية المصرية لديها ثوابت محددة لن تتنازل عنها، فلا بديل عن حل الدولتين الذي يكفل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولا تنازل عن الحقوق العربية الثابتة، ولن تقبل مصر بما لا يقبل به الشعب الفلسطيني.
وهناك حد أدنى من الاتفاق بين الدول العربية تمثل في مبادرة السلام. كما تعلم الإدارة الأمريكية قدر مصر جيدا، وتعلن دائما الأهمية البالغة التي توليها للتشاور مع مصر، باعتبارها مركز ثقل منطقة الشرق الأوسط، ولما لديها من خبرات طويلة ومتراكمة في التعامل مع جميع الأطراف المعنية في هذا الخصوص. وإذا كانت مصر حريصة على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فإن مصر في الوقت نفسه تتطلع لأن يراعي أي تحرك أمريكي في قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية محددات الأمن القومي العربي والعوامل التي تحقق سلاما دائما وعادلا في المنطقة».

قرارات أمريكية ظالمة

أما زميلنا فاروق جويدة فانه هاجم أمريكا في «الأهرام» وقال عنها: «من أجل صفقة القرن يقوم الطيران الإسرائيلي كل ليلة بالعدوان على شعب غزة، وفي كل يوم تنتزع إسرائيل من أراضي الضفة مساحات جديدة. خلف ذلك كله قرارات أمريكية ظالمة حول القدس والجولان، وربما مناطق أخرى لا أحد يعلمها حتى الآن. لقد دمرت أمريكا معظم الدول العربية لكي تحمي إسرائيل وعلينا أن ننتظر المقبل في سلسلة الضحايا».

مصر مفتاح الشرق الأوسط

وفي «المصري اليوم» أكد محمد أمين على ثبات الموقف المصري، وسخر من الادعاءات التي يروجها البعض من أن «صفقة القرن» تتضمن تنازلا من مصر عن جزء من سيناء وقال: «معلوم أن الرئيس سوف يلتقى ترامب، وسوف يناقش عددا من الملفات الخطيرة هذه المرة، وعلى رأسها الوضع في فلسطين والجولان وليبيا، وهي مهام لا تقوم بها إلا مصر في الحقيقة، ولا يمكن أن تفرض أي قوة في الأرض علينا موقفا لا نقبله ولا نرضى به أو نرضى عنه، وسواء قال الأمريكان أن مصر هي مفتاح الشرق الأوسط أم لا؟ فمصر هي «المفتاح» هذه المرة سوف يجلس الرئيسان، وفي نفس كل منهما كلام مختلف يتجاوز حدود البروتوكولات والكيمياء والفيزياء، فالرئيس السيسي ذهب إلى هناك وهو يحمل هما عربيا مؤرقا بشأن القدس والجولان، ويحمل هموما أخرى بخصوص فلسطين، ولا يمكن أن يسمح بأي كلام دكاكيني، فالموقف المصري معلن ومسجل علينا أيضا في القمة العربية الأخيرة في تونس، فمصر لا تمارس سياستها الخارجية بوجهين، ولا تقول أشياء في السر غير التي تقولها في العلن، وتمارس السياسة بشرف، في وقت عز فيه الشرف. وأود أن أقول للحمقى الذين يتحدثون عن تسليم سيناء إنكم واهمون، فما الذي كان يجعلنا نحارب وننزف الدماء ونقدم الشهداء عن شيء سوف نتركه للغير؟ ومن قال أن أحدا يملك أن يتنازل عن حبة رمل؟».

ثبات المواقف

إلا أن عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» طالب باستمرار ثبات الموقف المصري وقال: «كل ما نأمله أن نظل متمسكين بموقفنا المبدئي، وألا نسمح بتمرير المخطط الأمريكي الإسرائيلي، الذي يستهدف نسف أي حلول عادلة، وفرض أوضاع تقوم فقط على الإخضاع والقهر. أدرك أن جدول أعمال الرئيس السيسي مع ترامب كان حافلا بالعديد من الموضوعات، مثل العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية، لكن علينا أن نحافظ على موقفنا المبدئي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وألا نسمح بتمرير ما يحلم به نتنياهو وقادة إسرائيل عبر ترامب وكوشنر وغيبسون غرينبلات وديفيد فريدمان، لأن ما لا نستطيع تحقيقه اليوم من حقوق مشروعة فلا ينبغى أن نوقّع على صكوك التنازل عنه».

تجريب المجرب

وإلى النظام وموقفه من الحريات والأحزاب السياسية حيث وجهت إليه أمينة النقاش رئيسة تحرير «الأهالي» انتقادات لسخريته من الأحزاب السياسية وضعفها، ودعمه لمجموعات الشباب التي أعدها ومهاجمتهم الكبار وتضييقه على الحريات العامة وقالت: «لقد غدا التأسي والسخرية من ضعف الأحزاب مبررا للتجاهل الممنهج لوجودها، فالرئاسة تستدعي الشباب لتدريبهم كقادة للمستقبل وتدعوهم لحضور المناسبات الوطنية والمشاركة في افتتاح المشروعات الجديدة، وبدلا من أن يصب ذلك في دعم الحياة الحزبية والسياسية يتحول إلى صراع أجيال مفتعل، وحالة من الغرور الشبابي تبدو مستغنية بذاتها، وكأن صغر العمر هو ميزة في حد ذاته بصرف النظر عن الخبرة والكفاءة والتواضع، الذي يتيح فرصا أكبر للتعلم. وفي الوقت الذي تصر فيه الحكومة على تجريب المتجرب الذي لم يفشل في تحقيق الاستقرار فحسب، بل همّش الحياة الحزبية، وجعل من الفساد نظاما مؤسسيا بدد موارد البلاد، وحطّم معنويات المواطنين، تُقدم بجسارة على اقتصاد السوق الحر، بدون أن تلتزم ببقية مقتضياته من حياة ديمقراطية سليمة، لا تتوفر سوى بالتعددية الحزبية القوية القادرة على النمو والمنافسة وبإعلام صحافة وفضاء حر ومستقل، تفصل فيه الملكية عن الإدارة ويعزز بالكفاءات والخبرات القادرة على النهوض به، وبشبكات حماية اجتماعية فعالة في حالات المرض والعجز والشيخوخة والبطالة. الاستقرار يقوى ويدعم بالديمقراطية والديمقراطية لا تتحقق إلا بتعددية حزبية قوية تدعمها الدولة لترسيخ الاستقرار وبغياب الديمقراطية يصبح استقرار الدول هشّا، غير قابل للاستمرار وتجربة الديمقراطيات الغربية خير شاهد على التلازم الدائم بين الاثنين، فالدولة الديمقراطية توسع الخيارات أمام مواطنيها وتحفظ حقوقهم وتساوي في ما بينهم لأنها بالضرورة دولة علمانية تفصل بين المجالين السياسي والديني، وتقف على مسافة واحدة من جميع الأديان، وتصون حرية الاعتقاد وجميعها مبادئ يقرها الدستور المصري، لهذا خدعوك فقالوا إن نهضة الحياة الحزبية تتعارض مع السعى للاستقرار».

انتقادات حادة

وفي «المصري اليوم» وجه الدكتور عمرو الشوبكي انتقادات حادة للنظام بسبب سيطرته على وسائل الإعلام وتدني المستوى المهني واستخدام أنصاره الصراخ والشتائم ضد من يخالفهم وقال: « اعتادت النظم السياسية المصرية أن تهتم بالإعلام، فكانت الصحافة هي الاهتمام الأول في عهدى عبدالناصر والسادات ومعها الراديو، وغاب تقريبا التأثير السياسي للتلفزيون (عصر غياب الفضائيات)، وكان للكلمة المكتوبة تأثير هائل على الناس وعلى النظم القائمة، وفي عهد مبارك تراجع جزئيّا الاهتمام بالصحافة لصالح الاهتمام بالفضائيات، وفي عهد الرئيس السيسي أصبح الاهتمام بالإعلام المرئي، خاصة الفضائيات، هو أحد مشاغل النظام الأساسية، وأسست الدولة فضائيات تبدو خاصة وتديرها أجهزة الدولة على أمل جذب غالبية المشاهدين لإعلام محلي مصري، يخلق رأيّا عامّا مؤيدا عن طريق تبني كثير من الإعلاميين لنظرية «التكرار يعلم الشطار». وتصور البعض أن النجاح السياسي والتأثير الإعلامي سيتحقق حين نقول كل يوم في الإعلام إننا انتصرنا، وإننا عظماء وإن خصومنا إرهابيون وفشلة، وإننا قادرون على هزيمة الإرهاب، لأننا ندينه كل يوم إعلاميّا، في حين أن هذا الصراخ مهما علا شأنه لن يعني في الواقع الانتصار في هذه المعارك. يقينا الفضائيات ونجومها صاروا ورقة مؤثرة لكنهم تراجعوا بصورة كبيرة، وحان الوقت لعمل استطلاع رأي (ولو سرّي) لمعرفة نسبة من يشاهدون الفضائيات المحلية في الوقت الحالي، مقارنة بقنوات أخرى تصنفها الدولة معادية، وتبث من خارج الحدود. لا أعرف سببا عقلانيّا واحدا يجعل الدولة لا تفتح هذا الملف بمهنية وشجاعة لنعرف هل الإعلام في وضعه الحالي قادر على جذب القطاع الأكبر من المهتمين بالشأن العام؟ وإذا كانت الإجابة الانطباعية بلا، فلماذا لا نبحث عن أسباب هذا التراجع الكبير بدلا من إصدار قوانين تغلظ العقوبة على الصحافة والصحافيين، في وقت تعاني فيه الصناعة والمهنة من انهيار كبير؟ إن ما يجري في مصر على شاشة كثير من الفضائيات أمر غير متكرر في أي بلد آخر، ولم نره في بلادنا منذ عقود، فقد تحول النقاش السياسي إلى سجال بين إعلاميين، وتحول خلاف الأفكار والبرامج والرؤى الذي هو علامة على تقدم أي أمة، أو على الأقل، رغبتها في التقدم إلى حملات للتخوين والشتائم والمزايدات الهابطة، بدون عرض لأي أفكار حتى لو انتمت لعقلاء المؤيدين. إن القواعد المهنية التي تعزز عمل الإعلام غائبة، ولن تتقدم مصر خطوة واحدة للأمام إلا إذا عرفت الدولة أن عنوان التقدم هو صراع بين أفكار وبدائل متعددة، تقدم بشكل مبسط للرأي العام، وليس هيستيريا التحريض والسباب الذي كرّه الناس في السياسة والمشاركة في الشأن العام تأييدا قبل معارضة. تحتاج مصر إلى أن تفتح بشكل جريء حال الصحافة والإعلام، وتناقش أسباب الغياب والتراجع، وهل القيود المفروضة والعقوبات المغلظة هي فقط الحل لمواجهة أزمات الإعلام، في حين المطلوب معرفة أسباب هذا التراجع المذهل وشبه الغياب».

الإعلام الغربي

أما عماد فؤاد فسخر في «الوطن» من أسطورة حرية الإعلام في الدول الأوروبية وأشاد بالإعلام المصري وقال: «بدون أدنى مبالغة أن الإعلام الرسمي المصري أكثر التزاما ومهنية قياسا بتلك المؤسسات الغربية الخادعة. ومن يتحدث عن سقف الحرية الإعلامية سأقول له: حدثني عن حرية الإعلام الغربي التي تقلصت لحساب السياسة، شخصيا وبحكم المهنة أحرص دائما على متابعة «أحداث 24 ساعة» نهاية كل يوم ليطمئن قلبي ويهدأ بالي بعد معرفة حقيقة وأبعاد كثير من الأخبار التي تصلني مشوهة عبر وسائل إعلامية مشبوهة طوال اليوم، وعلى مدار الساعة. أعتقد أن البعض يتذكر حتى الآن كيف دفعت الإعلامية الكبيرة ملك إسماعيل منصبها كرئيسة للقناة الأولى في التلفزيون ثمنا لخطأ إذاعة خبر كاذب عن وفاة الفنان فريد شوقي في أواخر أيامه. التلفزيون المصري – والإذاعة المصرية- ليسا مجرد آداتين من أهم أدوات الأمن القومي المصري فقط، بل هما بالنسبة لي من عوامل استقراري العقلي والنفسي كمواطن مصري مستهدف من أعداء بلادي وهم كثر».

تفعيل القوانين

«هناك قوانين كثيرة تحتاج إلى تفعيل فوري لعودة الانضباط والهدوء إلى الشارع، وضبط حركة المجتمع، وتقليل العنف بين الناس، ومن أبرز هذه القوانين كما يرى ذلك بهاء أبوشقة في «الوفد» تلك المتعلقة بأهمية شيخ الحارة أو شيخ البلد وعسكري الدرك و«الكوموستابل».. هذه الأمور التي كان يتم تطبيقها في السابق، جعلت الشارع أكثر أمانا واطمئنانا للمصريين، ومعدل الجريمة كان منخفضا على خلاف ما هو واقع حاليا. الأمور التي نراها الآن في الشارع تدعو إلى الحسرة والألم، ولم يعد أحد يحترم الآخرين، والاضطراب في كل مناحي الحياة أصبح هو السمة السائدة. والتغيير الحقيقي الذي يجب أن يكون الآن هو في تفعيل القانون، وما أكثر هذه القوانين التي لا نجد من يفعّلها في السلطة التنفيذية. وقد يسأل سائل: هل يجوز تعطيل هذه القوانين ونحن في عام 2019 الذي يتصدر فيه الإنترنت كل مناحي حياة البشر، ووسائل الاتصال باتت ميسرة وسريعة وسهلة، والحقيقة أن تفعيل هذه القوانين التي يرى البعض أنها كانت موضة وانتهت أيامها.. والذي لا يعرفه هؤلاء أن غياب شيخ الحارة وعسكري الدرك، كان سببا رئيسيا في انتشار معدل الجريمة، فهذا الرجل المقيم في الحارة ويعرف كل أسرارها لديه كل المعلومات التي تحتاجها الأجهزة، لصلته المباشرة بالناس، ويوم يدخل الحارة غريب يكون هذا واضحا وجليا بخلاف الآن، وجود شياطين بين الناس وهم لا يعرفون أفعالهم وتصرفاتهم. فلماذا لا نستغل التطور التكنولوجي، ويكون شيخ الحارة الجديد الذي نطلب عودته ملما بكل التطورات الحديثة التي تساعده في أداء مهمته؟ وكذلك الحال بشأن عسكري الدرك، وهو القائم على حفظ الأمن في الحارة أو الشارع أو المنطقة، ودوره كان مهما في بعث الأمان والطمأنينة في قلوب الناس، ومؤخرا أدركت وزارة الداخلية أهمية هذا العسكري، وقررت تفعيل القانون الخاص بعمله. صحيح أن التجربة الجديدة لعسكري الدرك لم تطبق في كل الأماكن، لكن طالما أن وزارة الداخلية بدأت عودتها من جديد، فهذه بشرة خير بعودة الأمن والأمان في الشارع أو الحارة. هناك أيضا وظائف أخرى لضبط الشارع وحركته وهي تفعيل دور مفتش التنظيم و«الكوم ستابل» الذي كان كلامه قاطعا ولا يحتمل الهزل، ولديه صبر على المرور بالشوارع والاطلاع على تفاصيل المنطقة المكلف بها، وكان الجميع يعمل ألف حساب لهذه الصور الرائعة المختفية لضبط الشارع».

السكك الحديد

«حوادث وسائل النقل برا وجوا وبحرا تحدث في كل دول العالم، ولكن إبراهيم القرضاوي في «الوفد»، يستدرك قائلا، فيما يختص بهيئة السكك الحديد المصرية، فالملاحظ تكرار حوادث القطارات في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر، والمفارقة في أمرين، الأول أنه في ما قبل أحداث 23/7/52 كانت هيئة السكك الحديد تمول خزينة الدولة، ولم تحقق أي خسائر قط.
والثاني أن سائقي القطارات كانوا من ذوي الخبرة لا من ذوي المؤهلات! انضباط ذاتي في أساسه بعيدا عن مخافة الجزاءات عند الأخطاء أو المخالفات.. وكان رئيس الهيئة كما رئيس مجلس الدولة يشترط فيهما ألا يكونا من الأحزاب، فإذا عين أحدهما وكان من كوادر أحد الأحزاب استقال منها قبل صدور المرسوم بتعيينه.
وفي غير ما قياس وبهذا الصدد أنهيت خدمة رئيس الهيئة الهندسية في القوات المسلحة مع تعيينه لرتبة الفريق، ليتولى حقيبة وزارة النقل. كفاءة الفريق كامل الوزير يعرفها كل مصري وبصماته واضحة في كل المشروعات العملاقة التي تولاها.. وبالتأكيد سيكون هناك تطور إيجابي إداريا وانضباطيا ولكن.. ومع ذلك.. قد تحدث حوادث خارج هذا الانضباط لأسباب فنية أو غيرها.. هذا وارد ويحدث في أكبر الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا.. وإذا جاز لي أن أقدم رأيا فإنني أراه في ما يلى:
1 ـ تدريب المستجدين في هذا المجال لمدة عملية مقبولة قبل السماح له بقيادة قاطرة.
2 ـ اختيار أصحاب المؤهلات الفنية حاليا من مدارس المحافظات طنطا – دمنهور، المنصورة، والمدن الأخرى.. وليس من مدارس صناعية في الأرياف والنجوع، وهو أمر ما كان يجوز أن يمر على الصورة التي مرّ بها وأصبح أمرا واقعا، سامح الله من أفتى به ومن أقره أو نادى به قبل استيفاء كل الاشتراطات والأساسيات اللازمة.
3 ـ تطوير ورش السكك الحديدية بأحدث معدات الإنتاج.
4 ـ فرض الالتزام الكامل ببنود الكشف الفني على القاطرة قبل خروجها وعند المحطة الرئيسية في منتصف محطة القيام ومحطة الوصول.
5 ـ وسيلة الاتصال بين رئيس القطار والسائق.
6 ـ تكامل أجهزة مراقبة القطار بين محطتي القيام والوصول.
7 ـ قبل الاندفاع على استخدام الوسائل والوسائط الإلكترونية والكهربائية لتحل محل الوسائل التقليدية، يجب مراعاة إمكانية حدوث خلل في دوائر هذه الأجهزة الحديثة، وبالتالي يتحتم تدريب المشرفين عليها تدريبا علميا فائقا كاشفا عن الاستعداد الشخصي للفنى ومدى استيعابه لعمل هذه الأجهزة والاستجابة الفورية لديه للتعامل آنيا عند حدوث أي خلل».

الفقه في خدمة المجتمع

وإلى الأزهر الشريف الذي انتهى من إعداد مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد، حيث أجرى أحمد نبيوة في جريدة «صوت الأزهر» حديثا مع الدكتور صلاح العادلي الأمين العام لهيئة كبار العلماء قال فيه عن أبرز ما ورد في المشروع : «يتميز هذا المشروع عن غيره بأنه أخذ في اعتباره ما قدم من مقترحات القوانين التي أعلن عنها خلال الفترة الأخيرة، كما يتميز بأن أعضاء الهيئة برئاسة فضيلة الأمام الأكبر كانوا يناقشون المواد وأعينهم على الواقع المجتمعي واجتهدوا في تذليل الفقه لخدمة المجتمع، ومعالجة مشكلاته وغير ذلك مما تضمنته مواد مقترح القانون» .

محمد رمضان

وإلى بعض المعارك الفنية حيث هاجم عصام السباعي في «الأخبار» الفنان محمد رمضان ووصفه بأنه بلطجي وقال عنه: «يقول النجم محمد رمضان في الكليب الأسطورة «القمر»: «مفيش وقت للنوم قطر العمر بيجري لما الأبواب تقفل بقف وأكسرها برجلي» ولذلك لزم التنويه لضرورة تغيير اسم الكليب من «القمر» إلى «البلطجي» .

«ثبّت الله جَنانك»

بينما دافع عنه في «الأهرام» سمير الشحات بسبب أن أحد المحامين رفع ضده قضية بأنه يحرض على الفجور وقال: «قل لي ثبّت الله جَنانك «وليس جنونك» ومتعك بكامل العقل والحكمة: ألم يسبق للفنان محمد رمضان أن خلع قميصه في أفلامه الأكشنية فظل عاري الصدر بارز العضلات، لا يستر جسده سوى سروال الجينز الضاغط فإذا بشبيبة مشاهدي الأفلام المفتونين يصفقون منبهرين فما باله إن هو عاد ففعلها فوق مسرح من المسارح قامت عليه الدنيا ولم تقعد؟ ما الجديد يا خلق الله ولماذا إذا شال الفتى قميصه هذه المرّة اتهمناه بالفجور وعظائم الأمور ورفعنا عليه القضايا؟».

ليلى طاهر

وإلى صفحة نجوم وفضائيات في جريدة «الوطن» والحديث الذي أجراه محمود الرفاعي مع الفنانة المعتزلة ليلى طاهر بمناسبة تكريمها في مهرجان شرم الشيخ وقولها ردا على سؤال عن ابتعادها عن التمثيل في السنوات الأخيرة: «ابتعدت عن التمثيل والأعمال الدرامية التي تعرض عليّ لكي أحافظ على تاريخي الذي صنعته على مدار السنوات الماضية، فأنا لا أريد أن أخسر ما صنعته من أجل الوجود في أي أعمال لا يتذكرها المشاهد، وأنا لا أحبذ فكرة الوجود فنحن من جيل لا يعرف هذا المصطلح، ولم يكن يمثل من أجل الوجود، إنما يمثل من أجل القيمة الفنية التي سيقدمها للمشاهد، وأنا آخر عمل جيد قدمته ولقي صدى عند الجمهور كان مسلسل «الباب في الباب» ومن قبله فيلم «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» مع الفنان محمد هنيدي وأعتقد أن العملين كانا جيدين للغاية، وكانا مكسبا لي بالمشاركة فيهما. ماذا عن الأعمال التي تعرض عليك حاليا؟ هذه الأعمال لا تناسب تاريخي ولا أرضى لنفسي أن أشارك فيها، أنا لم أقل إنها كانت سيئة، ولكنها لن تضيف لي شيئا، ولن يتذكرني بها الجمهور، فلماذا أشارك في عمل لا يترك بصمة لدى المشاهد؟ فأنا لا أحب أن أضيع مجهودي ووقتي على عمل فني ضعيف».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية