برلين – «القدس العربي»: من علاء جمعة – تواجه المانيا مشكلة جديدة قديمة من نوعها الا وهي مشكلة التطرف الإسلامي التي أخذت تنحى منحا جديدا، خاصة بعد توافد العشرات بل المئات من الشباب، للإلتحاق في صفوف الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا والعراق، وليشكل الشباب الالمان جزءا من كتلة أكبر، وهي الشباب الاوروبي المتطرف، والذين قدرت دراسة حديثة نشرتها وسائل الاعلام الالمانية عددهم بـ12 الف مقاتل أوروبي، وهم متواجدون حاليا في العراق وسوريا بينهم بضعة مئات من أصول إسلامية.
وتبدو المشكلة أكثر وضوحا بعد قراءة الصحف الالمانية ونشرها للتحذيرات المتكررة لأجهزة الأمن الالمانية وجهاز «حماية الدستور» وهو المسمى الالماني لجهاز المخابرات، والذي يحذر فيه من أن ظاهرة الجهاديين قد تنعكس سلبا على المانيا، خاصة بعد عودة الشباب المقاتل الى الأراضي الالمانية، واحتمالية تهديده للأمن باستهدافه لحياة المواطنين الالمان. وتعزز هذا الاتجاه أسبقيات حصلت، كاستهداف المتحف اليهودي في بروكسل والذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص، حيث قادت التحقيقات الى وجود رابط بين المهاجم وبين وجوده مسبقا في سوريا، وأيضا جماعة زاورلاند الالمانية المتطرفة والتي أقرت بعد القبض عليهم بتخطيطها لتنفيذ عمليات تفجيرية تشمل الملاهي ومحطات القطارات والحافلات .
الا أن العديد من الإعلاميين الالمان والخبراء في مجال الإسلام السياسي يعتقدون ان أجهزة الأمن والإعلام الالماني يعتمدون أسلوب المبالغة والتهويل من خطر إسلامي مقبل. وهو ما يذهب اليه الصحافي الالماني والباحث في شؤون الإسلام البريشت ميتسجر والذي أكد في تصريح لـ «القدس العربي» أنه لم يثبت فعليا وجود خطر حقيقي من الجهاديين الالمان على المجتمع الالماني، كما ان العشرات من الالمان الذين كانوا في ساحات القتال عادوا، ولم يثبت تورطهم في أعمال عدائية ضد المانيا والشعب الالماني، بالإضافة الى أنه لا توجد مبررات فعلية قوية تدفعهم لذلك، اذ انه في حالات سابقة كان الإنتقام هو الدافع الرئيسي للقيام بعمليات تفجيرية مثل رسومات الكاريكاتور المسيئة، أو التدخل العسكري في أفغانستان. ويؤكد ميتسجر ان المسلمين الالمان والجاليات الإسلامية تعيش نوعا من الإنسجام المجتمعي مقارنة بحال المسلمين في العديد من البلاد الاوروبية الأخرى، كما أن معظم المسلمين في المانيا غير مسيسين إلا قلة قليلة وهنالك جهود حكومية واضحة للاعتراف بهم وهو ما يؤدي الى نوع من التعايش السلمي كما انه يعتبر مسوغا للمسلمين بعد الإنخراط في دهاليز التطرف.
ويكافح المسلمون في المانيا من أجل الاعتراف بهم دينا رسميا من الدولة، الأمر الذي لم يحدث لحد الآن، ويحمل العديد منهم الدولة الالمانية مسؤولية انتشار التطرف لدى بعض الشباب المسلمين، ويقولون ان عدم تدريس الدين الإسلامي الصحيح للجيل الصاعد وما يحمله الإسلام من تسامح، يجعله عرضة للمتطرفين. وكان الرئيس الألماني يواخيم جاوك قد أشاد مسبقا بخطوة تدريس علوم الإسلام في المدارس والجامعات خلال زيارته لمركز متخصص في تدريب علماء الدين الإسلامي.ا لمركز المدعوم من الحكومة لـ»ابتعاده عن التفسيرات الأصولية» وذلك بعد نقاش استغرق سنوات، لإدخال تدريس الدين الإسلامي في المدارس الالمانية. اذ أنه وفقاً للمادة 7 (الفقرة 3) من الدستور الألماني فإن لجميع الأديان الحق في التدريس وهذا ينطبق أيضا على حوالي 700 ألف تلميذ وتلميذة يدينون بالدين الإسلامي في ألمانيا، ولأن الإسلام غير معترف به كـ»طائفة دينية» رسمياً في المجتمع، فإن الولايات الألمانية تلج مجالاً جديداً عليها قانونيا وسياسيا بإدخالها تدريس الدين الإسلامي في المدارس.
ويحذر خبراء مكافحة الارهاب من خطر تنامي وجود المجموعات المتشددة في أوروبا، اذ أن تقارير استخباراتية ألمانية أكدت أن عدد المتشددين الإسلاميين الذين يسافرون إلى أفغانستان وباكستان تراجع بشدة وهم يتوجهون الآن بشكل خاص إلى سوريا لان السفر اليها سهل ولا توجد معوقات وذلك من خلال التسلل عبر المناطق التركية الحدودية.
وعن الأسباب والدوافع التي تجعل الشباب الالماني متحمسا لفكرة الانخراط في جماعات مقاتلة متطرفة رصد خبراء الإرهاب العديد منها وأهمها التجنيد المنظم عبر الانترنت كما حدث بعد أكتشاف الشرطة الالمانية لـ 20 مراهقة المانية توجهن الى سوريا للزواج من المقاتلين.
وكانت الشرطة الالمانية قد تلقت بلاغا من عائلة فتاة تدعى سونيا وهي من أب جزائري وأم المانية وتبلغ 16 عاما بان ابنتهم اختفت ولم تعد للمنزل وبانهم يشكون في أن تكون اختطفت، وبعد التحقيقات التي اجرتها الشرطة في مدينة كوستانز في محافظة بادن فورتيم بيرغ جنو ب المانيا والتعقب الأمني تم القبض على الفتاة وبحوزتها أوراق مزورة لمغادرة البلاد وبعد التحقيق معها تبين انها كانت في طريقها الى سوريا للحاق بفتيات أخريات سبقنها الى هناك.
وأقرت سونيا بأنها وزميلاتها جرى تنظيمهن عن طريق الانترنت بواسطة مدونة خاصة بالجهاد وأنهن لم يتواصلن مطلقا مع أي من المشرفين بشكل مباشر. وعند سؤالها عن علمها عن حالات تبادل الزوجات وجهاد النكاح ما بين المتحاربين قالت بان هذا محض افتراء وان هذه الأمور غير صحيحة وقالت انها وجميع زميلاتها أصبحت لديهن معرفة واسعة بامور دينهن وبانهن تلقين دروسا عديدة تهيئة للذهاب وهن يعرفن الحلال والحرام .
وغالبا ما يكون هؤلاء الشباب ممن فشلوا في حياتهم ولم يستطيعوا الحصول على تعليم أو فرص عمل كما أن شعور بعض المهاجرين من اصول إسلامية بالتهميش خاصة بسبب الاجرءات التي تتخذها المانيا والدول الاوروبية التي تعيش هواجس ومشاعر الاسلاموفوبيا يدفع الكثير من العوائل المسلمة والأفراد لأن يعيشوا حالة من العزلة، وهو ما يؤكده الصحافي ميتسجر بقوله انه وبحكم عمله التقى العديد من الشباب الذين توجهوا الى سوريا والعراق للمشاركة في القتال وان حالات عديدة أكدت أنهم كانوا يعيشون حياة فاسقة ليست إسلامية، وبعضهم كان مدمنا على الكحول ولهم علاقات نسائية متعددة، قبل أن يشعروا بانهم أخطأوا في حياتهم ويدفعهم هذا للتعمق في الدين وللتكفير عن سيئاتهم مما يجعلهم
عرضة لاستقطاب جماعات متطرفة تخبرهم بان هذا الأمر هو الطريق الصحيح.
علاء جمعة
تقرير شامل وتحليل واقعي – شكرا يا أستاذ علاء
أعتقد أن أكبر جاليتين مسلمتين بأوروبا هما بفرنسا وألمانيا
ولذلك نسبة المقاتلين من هاتين الدولتين هما الأكبر
عوامل ذلك كثيرة منها التهميش والبطالة والشعور بالظلم والانترنت
ولا حول ولا قوة الا بالله
بقدر رفع الجور والظلم والتفرقة الطبقية والطائفية والدينية الرسمية عن شعب ما، يعني بقدر سواد الحق والعدل المساوات بين أبناء الوطن الواحد، بنفس القدر وأكثر سيعم الأمان والسلام والإستقرار، وبالنتيجة التقدم والتطور والإزدهار، ناهيك عن التسامح والمحبة والسعادة فيه، وفي هكذا مجتمعات تُغلق الأبواب بوجه المغالات والتعصب والتطرف التي تقود بدورها الى التمرد والعنف والتخلف، والعكس بالعكس. ما سبق لا نتذاكى به على أحد، لأنه بديهة يُفترض بأولياء الأمور الذين بيدهم الحل الربط قبل غيرهم معرفتها وإستعابها والعمل على تجسيدها، لا إنكارها وغض الطرف وإهمالها، فهذه خيانة لشرف المهنة القيادية.
الغلو والتطرف في كل شئ هو طامة كبرى ومصيبه عظمي نهى عنها الله عز وجل في القران الكريم :: ياايها الذين امنوا لاتغلوا في دينكم :: لذلك هي من الامراض المتفشية نتيجه الكبت وعدم الانفتاح علي الاخر …بالنسبة لهؤلاء المقاتلين فلديهم الغلو لاشك ولكن ايضا ليس كل ماينقل عنهم هو صواب بل يتهمون بالباطل في كثير من الاحوال ويستخدمون لاغراض اخرى غير اغراضهم ومارب غير ماربهم ….
لعن الله الفقر والتهميش
لعن الله الظلم
سبب كل هذه الحالات هو الفقر والظلم والقهر
لا أدري على أي أساس يقيس كل من سطر كلمات عن التطرف واصفا إياه بما يصفه من أوصاف !!! :)
و لا أدري من أي منطلق ينطلق هذا الكاتب أو ذاك معبرا عن التطرف كما شاء له أن يعبر بكلماته !!! :)
فمثلا:
إذا كان المرء المسلم في غالبية البلاد الإسلامية مطلقا للحاه و مقصرا لملابسه بما فوق أو يعلو عظم الكعبرة لنظر الناس إليه نظرة فيها الكثير من التساؤلات العجيبة مع أن هذه الأمور هي من سنن الرسول صلى الله عليه و سلم و بما أمرنا به ؟!؟!
هناك أنظمة عربية تزج بهذا المسلم في السجون فقط لكونه قد أطلق لحيته و قصر من ملبسه كما ذكرت آنفا !!! :)
في الغرب صاحب شعارات الحريات الشخصية وووو هذه الأيام و من قبل ينظر إلى مثل هذا نظرات عجيبة و يحكم عليه بأحكام مسبقة أولها التطرف و آخرها الله أعلم بها فقط لكونه قد أطلق لحيته و قصر ملابسه بينما الشواذ جنسيا تحميهم القوانين و يقام لهم النوادي و المؤسسات ووووو تحت مسميات حقوق ووو هناك بلاد تسمح ببيع الحشيش و المخدرات ووووو !!! :)
الغرب و على رأسه أمريكا يقتلون الملايين و هم في بلادهم و يشردون منها أضعاف أضعاف ما يقتلون تحت ذريعة محاربة التطرف و الإرهاب و جاستيز هاس بيين دان !!! :)
يا ترى من هم المتطرفون الإرهابيون الحقيقيون ؟؟!!! :)
و التطرف عن ماذا !؟!؟!؟!؟ :)
زمن قلبوا فيه المعايير و لا أدري ما الفرق بين هؤلاء و بين فرعون و أمثاله !؟
سبب هذه الحالات هو الإحباط الذي يعيشه المسلمون و بالخصوص الشباب منهم في مختلف الدول منها العربية و منها حتى الأوروبية.
لماذا نتحدث فقط عن الفقر : هل كان بن لادن مثلا فقيرا !؟ هل كان ذلك الطبيب السعودي الذي قتل في العراق فقيرا !؟
المشكل أعمق من مسألة الغنى و الفقر …المشكل أعمق …!!
ربما الخطاب الإعلامي العالمي المعادي للمسلمين (وهذا أيضا إرهابا فكريا ) مورط في صنع إرهاب مضاد ….فالإعلام يصنع الحملان و يصنع الذئاب أيضا !
تقبلوا تحياتي و السلام