واشنطن بوست: أقارب المعتقلين السعوديين يتحدثون علنا لأن مقتل خاشقجي كسر صمتهم 

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن – “القدس العربي”:

اتخذت أريج السدحان القرار الصعب وهو الحديث علنا عن مصيرشقيقها المعتقل  على أمل أن يؤدي حديثها لتركيز الضوء على قصته.

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا لمراسلها كريم فهيم تحدث عن المعضلة التي تواجه أقارب المعتقلين في السعودية وإن كان عليهم السكوت على ما يجري لأقاربهم أو الكشف عن معاناتهم.
فبعد اختفاء شقيقها لعدة أشهر وبعد الصمت الرسمي المربك حول مصيره والشائعات حول تعرضه لانتهاكات، اتخذت أريج السدحان القرار الصعب وهو الحديث علنا عن مصيره على أمل أن يؤدي حديثها لتركيز الضوء على قصته. وقررت أن تتحدث للمؤسسات الإخبارية ووضع منشورات على الإنترنت على أمل أن تدفع هذه النشاطات الحكومة السعودية للكشف عن مصير شقيقها عبد الرحمن السدحان 35 عاما والعامل في مجال الإغاثة والمعتقل منذ عام. مع ان الحكومة السعودية تحاول ثني العائلات وبقوة عن الحديث علانية عن المعتقلين وتخشى أريج السدحان انتقام السلطات ضد شقيقها. ولا يستبعد أن يؤدي قرارها لفيضان من الإهانات التي يضعها المدافعون عن المملكة على الإنترنت. وقالت أريج في مقابلة أجرتها الصحيفة معها في كاليفورنيا حيث تعيش “حاولنا كل شيء ممكن” و “شعرت أن كل الأبواب مغلقة في وجهي”. وهي ليست وحيدة في قلقها ومحاولاتها معرفة مصير الأعزاء الذين اختفوا في سجون النظام. فعلى مدى العام الماضي قام عدد من السعوديين الذين شعروا بالاستياء من طول مدة اعتقال أقاربهم وغياب التهم الموجهة إليهم بتجاهل المفهوم القديم المعروف في السعودية، وهو ان العائلة المالكة ترد على المطالب الخاصة أكثر من الحديث علانية والضغط عليها. وقال عدد من الأقارب أنهم قرروا التحدث للإعلام وعبر الوسائل المتاحة لهم بعدما فشلوا في الوصول إلى مسؤولي الحكومة عبر الأبواب المغلقة. وترى الصحيفة إن حالة الإحباط التي يعانون منها هي نتاج الصدمات التي تركتها سياسات الأمير محمد بن سلمان الذي تحولت البلاد في عهده إلى ديكتاتورية أكثر مما عهد السعوديون، حتى مع تخفيفه القيود الاجتماعية. ويقول فهيم إن السير الذاتية للمعتقلين وعائلاتهم تكشف عن سعة حملات القمع التي قام بها محمد بن سلمان والتي بدأت في إيلول (سبتمبر) 2017. وقادت لاعتقال عدد من الأشخاص لمعارضتهم الأمير أو لما يكتبونه على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أو لأسباب لا تعرف وتعتبر لغزا لعائلاتهم وللرأي العام.

قال أقارب للمعتقلين ان مقتل الصحافي جمال خاشقجي في تشرين الاول (أكتوبر) 2018 بطريقة وحشية لم يتخيل أحد وقوعها سرع من قرارهم للتحدث علانية.

وترى عائلات المعتقلين أن طريقة اتخاذ القرار في السعودية لم تعد واضحة ومخاطر الصمت على ما يجري عظيمة. وقال أقارب للمعتقلين ان مقتل الصحافي جمال خاشقجي في تشرين الاول (أكتوبر) 2018 بطريقة وحشية لم يتخيل أحد وقوعها سرع من قرارهم للتحدث علانية. وبررت الحكومة السعودية الفعل الشنيع بأن العملاء الذين أرسلوا للقبض على الصحافي خالفوا الأوامر. وقال بعض الأٌقارب إنهم ابتعدوا عن السياسة وحاولوا عدم لفت انتباه الأمن إليهم فيما قرر آخرون التحدث نيابة عن أفراد العائلة الذين كانوا ناشطين معروفين.
ويرى محللون ان الاعتقالات هي وسيلة من ولي العهد لإرسال رسالة لمن تسول لهم أنفسهم معارضته أو كطريقة لترضية المؤسسة الدينية التي شعرت بالقلق من التغيرات الاجتماعية التي دعا إليها محمد بن سلمان. لكن توسع قائمة الاعتقالات خلقت صداعا للقيادة السعودية، خاصة أن مجموعة متزايدة من الأقارب بدأت بتسليط الضوء على الاعتقالات بطريقة كانت تفضل الحكومة بقاءها بعيدة عن الأضواء. وقال كل أقارب المعتقلين إنهم يريدون الحفاظ على علاقاتهم مع بلدهم رغم قرارهم التحدث علانية عن أوضاع أقاربهم المعتقلين. ولم تذكر العائلات استهدافا من سلطات الأمن لمن يعيشون في الداخل، مع ان البعض مثل أريج السدحان لا يعرفون أثر حديثهم على المعتقلين أنفسهم. واتهم إخوة الناشطة لجين الهذلول بتشويه سمعة المملكة في الخارج بعدما بدأوا بتوعية الرأي العام حول ما حصل لها ومزاعم تعرضها للتعذيب. وردت عالية الهذلول، شقيقة لجين على سعودي اتهمها بنشر الاكاذيب قائلة في تغريدة على تويتر “تحدثنا لكل السلطات المختصة ولم نحصل على رد”. وقالت إن التقليل من شأن مزاعم التعذيب “ليس في مصلحة الأمة”. وكانت حريصة بعدم انتقاد الحكومة قائلة إن البعض داخل مؤسسة الأمن ربما خرق القانون. ونفى المسؤولون السعوديون تعذيب المعتقلين. لكن التحدث عن مصير الأقارب جعل المدافعين في عين الإعلام وتحولوا لمنافحين عن قضية بشكل زاد من أعبائهم. فعالية أم لولدين تعيش في بروكسل وتعمل في شركة للطاقة ،أما أريج السدحان فتعمل في شركة تكنولوجيا. وقالت “لم أكن ناشطة أبدا”. وكانت تدعم حق المرأة في قيادة السيارة قبل مغادرتها المملكة منذ عقد ولكنها لم توقفت عن متابعة السياسة في بلدها ” ركزت على دراسة الماجستير وحياتي. وعلي الآن متابعة التغيرات وما يحدث هناك”. وكان أحمد الفتيحي، 26 عاما في مدينة جدة يفكر بمستقبله عندما اعتقلت السلطات والده الطبيب البارز وليد الفتيحي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017. وكان من ضمن عدد من رجال الأعمال والأمراء الذين اعتقلوا في فندق الريتز. وقال أحمد “حاولنا مناشدة الحكومة وحاولنا كل الوساطات”. وهو مثل والده يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب جنسيته السعودية و “وقمنا بعمل كل شيء بشكل خاص تجنبا للفت النظر”. وقال إن المحامين منعوا من زيارة والده الذي لم توجه له تهمة. وبعد وصول تقارير عن تعرض والده للتعذيب أجبر على الخروج والحديث عما يجري له. واتصل مع وسائل الإعلام وقدم شهادة في الكونغرس بعد اتصاله بأعضائه. كل هذا رغم ان أصدقاءه وأقاربه في السعودية طلبوا منه عدم التحرك “كانوا خائفين” و “لم أحصل على إذن، ولست سعيدا في عمل هذا وكل ما أريده الإفراج عن والدي وجمع شمل العائلة”. ورغم عدم وجود ضمانات لكون الحديث استراتيجية فاعلة إلا أن أساليبهم تركت أثرا، خاصة في قضية الفتيحي التي قالت الحكومة الأمريكية أنها طرحت موضوعه مع المسؤولين السعوديين. ويشير التقرير للناشطة ملك الشهري التي اعتقلت في الماضي لالتقاطها صورة في شارع بالرياض بدون العباءة التقليدية. ولكن زوجها أيمن الدريس، المتخصص باللغة والذي التقته بعد خروجها من السجن لم يكن ناشطا. وكان يضع أفلاما على اليوتيوب وغير ذلك لم يكن راغبا بالمشاكل. واعتقل هذا الشهر مع عدد آخر من الأشخاص دونما إبداء سبب. وسارعت ملك الشهري واخذت تنشر أخبارا عن حالته. وهي مثل غيرها حذرت من عمل هذا حتى لا تتأثر حالته. ولكنها تقول إن الصمت لم يحقق شيء. و “لا نعرف ما نفعل، ونريد المساعدة ونحن مرتبكون “لكنني أعرف أن أيمن شخص لا ينسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الجاحظ:

    أكيد ….هناك ما قبل قتل خاشقجى و ما بعد قتل خاشقجى …لن تمر هاته الجريمة الفريدة من نوعها دون تأثيرات جسيمة و وخيمة على مرتكبيها مهما كانوا

إشترك في قائمتنا البريدية