بيروت – “القدس العربي”:
مع حلول شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والعبادة وشهر الصوم عند المسلمين الذين يتواصلون مع بعضهم البعض في مناسبات الافطار أو السحور بعد امتناعهم عن تناول الطعام من الفجر حتى الغروب، تشهد الافطارات والمآدب الرمضانية الكثير من المأكولات الشهيّة الدسمة التي يحتوي معظمها على كميات كبيرة من السعرات الحراريّة، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول كيفيّة إعادة النظر بأسس التغذية السليمة في رمضان وكيفيّة تجّنب الإمساك والانتفاخ والشعور بالكسل والصداع والوهن في بداية الصوم.
ولتفادي هذه العوارض في شهر الصيام المبارك نصحت اختصاصية التغذية ميرا خطار الصائمين عبر “القدس العربي” بعدم الإفراط في تناول الطعام عموماً وعدم الاكثار من تناول المأكولات الدسمة على وجه الخصوص من أجل الحفاظ على نظام ٍغذائي سليم صحي ومتوازن، وعدم النوم مباشرة بعد الأكل حتى لا تتصاعد العصارة المعدية الى أعلى، وتسبّب بعض الالم وعدم المشي كثيراً قبل الافطار أو ممارسة الرياضة وذلك لنقص الماء بالجسم.”
واعتبرت خطار أنّ “الصيام هو فترة قصيرة لتناول الطعام وينتج عنه العديد من المشاكل الصحيّة غير الخطيرة الناتجة عن سوء تصرف المرء أثناء أو عند الإفطار، حيث يعمد في كثير من الاحيان الى تناول كميات كبيرة من الطعام والشراب من دون وعي، غير أنه بالإمكان التعامل معها بكلّ سهولة “. ولفتت الى أنه “بسبب اختلاف مواعيد تناول الطعام والعادات الغذائية السيئة المتبعة في الشهر الكريم يعاني البعض من مشاكل الهضم المتمثلة في الامساك بسبب الصيام لساعات طوال فضلاً عن نقص كمية المياه في الجسم وضعف حركة الامعاء بسبب خمولها لفترات طويلة.”
واعتبرت خطّار أنّ الشخص في شهر رمضان يبقى طوال فترة النهار صائماً وعند الافطار يسرع بتناول الاطباق الواحدة تلو الاخرى الامر الذي يعرّضه الى الامساك أو الانتفاخ “. واعلنت في الوقت عينه أنه ” على الصائم أن يعرف كيف يأكل في رمضان حتى لا يتأثر نظامه الغذائي”، وعليه فقد نصحته “بالبدء بأخذ الماء ولبن التمر أو استبدال ذلك بتناول الشوربة الخفيفة وبعض الخضروات، والذهاب من بعدها الى الصلاة ليعود الشخص ويتناول لاحقاً الطعام من أجل تفادي الانتفاخ والامساك لانّ المعدة بهذه الطريقة تبدأ بالعمل تدريجياً “. كما أوضحت في هذا السياق “أنّ تناول الطعام من دون أخذ قسطٍ من الراحة يسببّ ظهور “كرش” للبطن، أما إذا أراد الشخص التخلّص من “كرشه” فعليه تجّنب أكل الحلوى بعد الأكل مباشرة ً، والافضل أن يكون بعد الأكل بساعتين مع الإكثار من السوائل والابتعاد عن الصودا والعصائر”.
ودعت خطار ” إلى وجوب تنبّه الناس خلال شهر رمضان على نوعية الطعام “، مشددّة ” على وجوب تناول الصائم الغذاء الصحي والمتكامل الذي يشتمل على أنواع الأطعمة المختلفة من أجل حصوله على جميع المركبات الغذائية التي يحتاجها الجسم”.
ورأت أنّ “فوائد الصوم تكمن في تجديد أنشطة جميع أجهزة الجسم والأعضاء، وتخلّص الجسم من الفضلات المتراكمة، وتخفيض مستوى الدهنيات في الدم “.
أمّا لتفادي الصداع في شهر رمضان نصحت خطار “بوجوب تناول لبن تمر حتى نعطي الجسم فترة مناسبة لبدء زيادة هرمونات الشبع ، والتقليل من شرب القهوة تدريجياً حتى لا يشعر الصائم خلال فترة صيامه بالصداع الشديد ،أما بالنسبة الى تناول وجبة السحور حفاظاً على الشعور بالصداع طوال اليوم التالي من الصيام أو الشعور بالعطش، فيجب تناول جبنة صفراء زعتر والارّز لأنه يحبس الماء بالجسم مع اللبن ،فضلاً عن تناول الخضراوات والاطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم مع التقليل من كمية الاملاح وتجنّب المقالي والمخلّلات لتفادي الشعور بحدّة العطش في اليوم التالي”.
أما عن مرضى السكري فلم تغفلهم اختصاصية التغذية ميرا خطار التي أوضحت أن ” التركيز هو على الأطعمة التي لا تزيد نسبة الأنسولين وتجنب الفيمتو لاحتوائه على نسبة عالية من السكر، والتركيز على الماء والفواكه لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف، وبالإمكان أيضاً أخذ حبة واحدة من الفواكه بعد الاكل لأنها تقلّل من نسبة السكر وتخفّض معدل الأنسولين مع ممارسة الرياضة. وبالإمكان ايضاً أكل الدجاج واللحمة وتناول أطعمة امتصاصها خفيف على الدم مثل أرز بني شوفان الذي يخفّض كمية السكر” ودعت “الى الابتعاد عن الغذاء المحتوي على سكر بسيط وامتصاصه كثير على الدم مثل أرز أبيض خبز أبيض عصير”.
هذا وتجدر الاشارة الى أنّ وزير الصحة في لبنان محمد جبق أطلق حملة وطنية توعويّة للوقاية من السكريّ والارشادات الواجب على مرضى السكري اتباعها خلال شهر رمضان المبارك تحت شعار “عندك سكري؟ بالشهر الكريم ما في غنى عن الحكيم”، وتهدف هذه الحملة الى تثقيف المرضى الذين يعانون من السكري حول “كيفية الصوم الآمن خلال الشهر الفضيل من خلال اتباع إرشادات تقلّل عوامل الخطر”.
وتؤكد الحملة الوطنية التوعوية أن الإرشادات الواجب على مرضى السكري اتباعها خلال شهر رمضان المبارك هي:
-اتباع الإرشادات والتعليمات التي ينصحهم بها أطباؤهم، وتتضمن المراقبة المتكررة لنسبة السكّر في الدم وإعادة جدولة توقيت أدويتهم واتباع نظام غذائي صحي وسليم وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.
-على مستوى التغذية، يعتبر اعتماد مرضى السكري عادات أكل مختلفة عاملاً أساسياً لصوم آمن. وينصح المرضى بمقاومة الرغبة لتناول وجبة كبيرة وقت الإفطار وتأخير وجبة السحور قدر الإمكان.
-يفضّل تضمين أطعمة فيها مؤشر نسبة السكر في الدم منخفضة وغنية بالألياف تصدر الطاقة ببطء، مثل خبز القمحة الكاملة والفاصوليا غير المقشورة والأرز الأسمر.
– التركيز على الفواكه والخضار والسلطات وتقليل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، وتجنّب الحلويات السكرية.
-أما السوائل، فيجب على مرضى السكري الحفاظ على مستوى عال من المياه في جسمهم من خلال شرب كميات كبيرة من الماء أو المشروبات غير المحّلاة وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمحلّيات.
الحل الحقيقي هو “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”، وهو صالح لرمضان ولغيره من الشهور.
حفظ الحجاب و الاجتناب عن المحرمات و تقوی الله عز وجل و الباقی یسیر و سهل.