القاهرة ـ «القدس العربي» امتلأت صحف السبت والأحد بالكثير من الموضوعات والأخبار اللافتة، من حادث التصادم المروع على طريق شرم الشيخ القاهرة بين حافلتين ووفاة أكثر من ثلاثة وثلاثين من الركاب، واستمرار إسرائيل في عدوانها الوحشي ضد أشقائنا الفلسطينيين في غزة، وإلحاق أكبر قدر من الدمار بها، ووصول الرئيس محمود عباس إلى القاهرة واجتماعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث الأوضاع في غزة، ودعوة مصر لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والوفد الفلسطيني للاتفاق على هدنة طويلة الأمد، والتوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية بدعم دولي، وعودة سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة وموافقة حماس على ذلك.
ومساء السبت أذاعت قناة «صدى البلد» مقابلة مع عباس، أجراها زميلنا وصديقنا أحمد موسى، استمعت إلى الجزء الأكبر منها بعد عودة التيار الكهربائي، وقال عباس انه لا يعلق أو يصدر أي آراء على أي أوضاع في أي بلد عربي، ولكنه بالنسبة لمصر فإنه يعترف بأنه أحس بالفرح عندما تمت الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين.
ونشرت الصحف عن اجتماع في مدينة جدة السعودية لأصدقاء الشعب السوري، بحضور وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن، وهو تطور لافت في علاقة قطر بالدول الأربع الأخرى. ووصول وزير خارجية الجزائر إلى مصر للاجتماع مع الرئيس السيسي لبحث أوضاع ليبيا، واتهام وجهته ميليشيات فجر ليبيا المرتبطة بالإخوان والإسلاميين بعد استيلائها على مطار طرابلس، بأن طائرات من مصر والإمارات هي التي تقوم بضرب أماكن وجودها في طرابلس، وسخرية مصر من الاتهام. أما كيف جاءت طائرات الإمارات من بلادها عابرة كل هذه المسافات لتشن غارات على طرابلس ثم تعود إليها بدون التزود بالوقود في الجو فهذا من أعمال السحر.
واستمر الاهتمام الأكبر موجها إلى أزمة التيار الكهربائي لدرجة أن زميلنا الرسام الكبير بجريدة «روز اليوسف» أحمد دياب أخبرنا أمس أنه شاهد وسمع اثنين يقول أحدهما للثاني:
– المروحة باظت إمبارح فرد عليه قائلا: ومزعل نفسك ليه هو النور بيجي أساسا.
وبدأت وزارة الكهرباء تحت ضغط الحملات الإعلامية في التحقيق حول وجود خلايا اخوانية داخلها وضرورة إبعاد عناصرها عن أي موقع قيادي، كما أكد وزير الأوقاف الدكتور الشيخ مختار جمعة بأنه سيتم فصل أي إمام أو خطيب في الوزارة يتم القبض عليه في مظاهرات الإخوان، ونجحت قوات الأمن في القبض على معظــــم أعضـــاء كتيبة حلوان، التي ظهر أفرادها وهم ملثمــــون ويحملون الأسلحة الرشاشة ويتــوعدون بالقتل رجال الشرطة والجيش، ونشرت صورا لهم بعد القبض عليهم وهم مكبلو الأيدي ووضع الأقنعة السوداء على وجوههم كالتي ظهروا بها، وتتم ملاحقة الباقين.
ومما نشر في الصحف ايضا، إرسال محكمة جنايات الجيزة إلى المفتي أوراق خمسة من أعضاء خلية مدينة أكتوبر الذين تحاكمهم، ومواصلة قوات الجيش الثاني في شمال سيناء والشرطة مداهمة أماكن بعض الإرهابيين وقتل احدهم والقبض على أكثر من خمسة عشر. وواصلت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار خفيف الظل شعبان الشامي محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي وآخرين في قضية الهروب من سجن وادي النطرون والتخابر، وواصل الاثنان المداعبات عندما تحدث مرسي مع الآخرين فقال له المستشار شعبان: «صــــوتك بيشوشر علينا كل مرة هاقولك كده» فرد مرسي: «غير مقبــــول أن تمنعني من الكلام لازم أتكلم أحيانا ومينفعــــش ما اتكلمش على طول». فرد عليه: «لو عايز تتكلم قولي وأنا أخليك تتكلم لكن مش كل شوية تشوشر عليّ كده».
وكان رئيس المحكمة قد أمر من قبل بحبس محمد البلتاجي وصفوت حجازي ومحمد بديع سنة لإثارتهم الفوضى وقول صفوت له يا شعبولا، كما قام رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بتفقد المشروعات التي سيتم تنفيذها في الساحل الشمالي.. وإلى بعض مما عندنا.
مؤسسة «الأهرام» في انتظار استرداد
حقوقها ومحاسبة من نهبوها
ونبدأ تقريرنا اليوم بالمعارك والردود التي أخذت تتزايد في كل القضايا والأحداث، يبدأها زميلنا الخبير الاقتصادي البارز ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أحمد السيد النجار يوم الاثنين الماضي، بالرد غير المباشر على الذين هاجموا المؤسسة بسبب قرار قاضي التحقيق المعين من وزير العدل بحبس رئيس مجلس الإدارة السابق زميلنا ممدوح الولي ـ إخوان مسلمين ـ على ذمة اتهامه بالتسبب في تبديد أموال المؤسسة وكذلك في التحقيق مع زميلنا وصديقنا إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة والتحرير الأسبق للأهرام أيام حكم مبارك، الموجود الآن في الخارج ومنع مدير الإعلانات ورئيس النادي الأهلي السابق حسن حمدي.
فقال النجار موضحا بعد أن أشار إلى نهب رجال مبارك أموال مصر والمطالبة باستردادها منهم:»..هناك قضايا متنوعة لنهب أموال الأهرام أهمها ما يتعلق بالهدايا وعقود الشراء من شركة انتر غروب المملوكة لحسن حمدي وأنجال إبراهيم نافع، وعقد احتكار إعلانات الطبعة العربية لشركة أد لاين، وكانت المستندات صادمة حول الهدايا التي قدمها كل من حسن حمدي وإبراهيم نافع وشركائهما من أموال الأهرام من زاوية الحجم وأسماء من تلقوا تلك الهدايا العملاقة من رموز الدولة.
وفي أخر عام من رئاسة إبراهيم نافع لمجلس إدارة الأهرام كانت الهدايا في ذلك العام وحده مئة وتسعة ملايين جنيه في مؤسسة بلغت خسائرها آنذاك أربعمئة واثنين وثلاثين مليون جنيه في القراءة الأولى، وثبت بعد ذلك أنها أكثر من ستمئة مليون جنيه، وما زالت مؤسسة الأهرام في انتظار أن يعيد لها القضاء أموالها المهدرة والمسلوبة ومحاسبة من قاموا بذلك.
وإزاء تهمة تسهيل استيلاء الغير على أموال مؤسسة الأهرام، التي وجهتها المؤسسة للأستاذ ممدوح الولي بسبب تسوية دين إيهاب طلعت التي أُسقط من خلالها واحد وثلاثون مليون جنيه من حقوق الأهرام، فضلا عن الغرامات المستحقة لها عن تأخير سداد الدين قرابة عشرة أعوام. قرر قاضي التحقيق حبس وأيد قاضي المعارضات هذا الحبس وما زالت مؤسسة الأهرام في انتظار استرداد حقوقها ومحاسبة من نهبوها لأنفسهم أو سهلوا استيلاء الغير عليها، كل حسب فداحة وحجم جريمته».
هذا وكان زميلنا وصديقنا مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة «الأسبوع» أول من أثار أيام مبارك قضية شركة انتر غروب، أما بخصوص هدايا مؤسسة الأهرام و:»أخبار اليوم» و»الجمهورية» للمسؤولين ومنهم الرئيس الأسبق حسني مبارك وأفراد أسرته فقد أعادوها، إما كما هي أو إعادة ثمنها، ومنهم خفيف الظل رئيس مجلس الشعب السابق الدكتور فتحي سرور وصديقنا صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني وزكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية ومبارك وعلاء وجمال وآخرون.
كما قام زميلنا سمير رجب رئيس تحرير «الجمهورية» الأسبق بتسوية موقفه ودفع مليون جنيه وتمكن من العودة إلى مصر، بينما لا يزال صديقنا إبراهيم نافع في الخارج، وكذلك زميلنا إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم.
البندقية هي العنوان الأول للثورة الفلسطينية
وثاني المعارك ستكون من «الأهرام» أيضا، ففي اليوم التالي الثلاثاء أثار زميلنا هاني شكر الله قصة ظهور حركة فتح والقوميين العرب في فلسطين بقوله:»البندقية الفلسطينية هي العنوان الأول للثورة الفلسطينية ولمولد حركة فتح بقيادة ياسر عرفات في منتصف الستينيات وحتى لحظتها كانت الرؤية الإستراتيجية للتحرير الوطني الفلسطيني متجسدة في مشاركة الشعب الفلسطيني في الشتات العربي في تحقيق الثورة العربية، وبظفرها وتحقيق الوحدة العربية الشاملة حتى تحين ساعة التحرير وكانت حركة القوميين العرب «متحالفة مع مصر عبد الناصر» هي التيار الفكري والسياسي الأهم إطلاقا بين صفوف الشعب الفلسطيني. تأخرت ساعة الصفر فنشأت حركة فتح لتطرح رؤية إستراتيجية بديلة وهي أن الكفاح المسلح الفلسطيني من شأنه أن يلعب دور المفجر لكل من الثورة العربية ولساعة التحرير على أيدي الجيوش العربية فلم يعد الانتظار ممكنا، وبات على الفلسطينيين أنفسهم أخذ زمام المبادرة وهي التي تطورت بعد هزيمة 1967 لتطرح الثورة الفلسطينية كطليعة للثورة العربية.
حركة القوميين العرب بدورها كانت بصدد الانعطاف يسارا لينشأ في صفوفها تيار جديد يتمايز عن الناصرية ويتوجه نحو الماركسية أبرز رموزه، نايف حواتمة «فلسطين» محسن إبراهيم «لبنان» وعبد الفتاح إسماعيل «عدن»، في زمن قدمت فيه الثورة الفيتنامية والكوبية نموذجين لطريق مختلف للتحرير يضع الكفاح الشعبي المسلح في موقع الصدارة، في ظل لحظة تاريخية تشهد انبعاثا جديدا لليسار في أنحاء العالم، بما فيه البلدان الرأسمالية المتقدمة. على هذه الخلفية تجيء هزيمة يونيو/حزيران وصدمتها العاتية، لتنبثق منها رؤية إستراتيجية فيها. أما الهدف الإستراتيجي النهائي فأعيدت صياغته في شعار الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل الأرض الفلسطينية، وقوامها المواطنة المتكافئة لشعب من المسلمين والمسيحيين واليهود، وهو ما عكس تلمسا لحقيقة أن شرطا ضروريا لانتصار الثورة الفلسطينية هو كسب تعاطف أو قبول كتلة حرجة من سكان إسرائيل، فضلا عن الرأي العام العالمي ولم يكن أيهما ليقبل بإلقاء اليهود في البحر، كما كانت تطنطن الإذاعات العربية قبلها».
الحركة القومية قام بها شباب
من مختلف الدول العربية
«وفي الحقيقة هناك بعض الأخطاء التاريخية الواردة في المقال عن حركة القوميين العرب التي كنت عضوا في تنظيمها السري فرع مصر لمدة أربع سنوات عندما كنت طالبا في السنة الثانية الثانوية وحتى السنة الثانية بالجامعة وتركتها أوائل عام 1962.
فالحركة كانت نشأتها قومية عربية لا فلسطينية بحتة، مثل حركة فتح، لذلك قامت على أكتاف شباب من مختلف الدول العربية على غرار حزب البعث العربي، وكان شعارها هو دم، حديد نار، وحدة، تحرر، تار وتركز وضمت عناصر عراقية ولبنانية وفلسطينية مثل، جورج حبش ووديع حداد ونايف حواتمة، ومن لبنان محسن إبراهيم ومحمد كشلي وأصدرت من العاصمة اللبنانية جريدة أسبوعية اسمها «الحرية». ومن اليمن عبد الفتاح إسماعيل وصديقنا عبد الله الخمري، ثم حل التنظيم القومي نفسه وترك للفروع حرية التوجه الذي تريده فتكونت في فلسطين الجـــبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش، لان نايف حواتمة انشق في ما بعد وشكل الجبهة الشعبية الديمقراطية. وفي اليمن الجنوبي الذي كان خاضعا للاحتلال البريطاني واستقل عام 1968 تشكلت في البداية الجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي، وكنت قد قابلت عبد الفتاح إسماعيل عام 1974 مرتين أثناء زيــارة لي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وصدمت من التحول من الإيمان بالقومية العربية إلى الأممية الماركسية لدرجة أنهم كانوا يتهمون الاتحاد السوفييتي وقتها بالانحراف عن الماركسية. اييه.. اييه.. أيام رحم الله الجميع ويرحمنا معهم».
المصريون عادوا إلى عصر «لمبة الجاز»
ويوم الخميس خاض زميلنا في «الشروق» أشرف البربري معركة ضد الرئيس السيسي بقوله: «يبدو أننا أمام قيادة سياسية تعاني خللا واضحا في الأوليات، حيث عاد المصريون إلى عصر «لمبة الجاز» بسبب أزمة الكهرباء الطاحنة، في الوقت الذي تتحدث فيه القيادة عن مشروعات قومية عملاقة لم يقل لنا المسؤولون كيف ومن أين سيتم توفير الطاقة اللازمة لها.
ومع رغبة الرئيس السيسي في ترسيخ زعامته الشعبية التي اكتسبها بانحيازه كوزير للدفاع للأغلبية الشعبية الرافضة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، نرى تواطؤا إعلاميا وسياسيا واضحا مع الرجل، فلا نرى أحزابا تتحدث عن عودة مصر إلى «عصر الظلمات « ولا نرى إعلاما يتحدث عن عيوب مشروع تنمية قناة السويس. قد يكون الرئيس عبد الفتاح السيسي مخلصا وصادقا في أحلامه الكبيرة ورغبته في كتابة اسمه إلى جانب أصحاب مشروعات النهضة الكبرى، من محمد علي إلى جمال عبد الناصر، لكن الإخلاص والنوايا الحسنة وحدها لا تكفي، فالطريق إلى جهنم مفروش بحسن النوايا. هناك درس من التاريخ يقول ان الخديوي إسماعيل أراد بإخلاص جعل مصر قطعة من أوروبا، لكنها انتهت معه «مستعمرة أوروبية» لأن الأوليات الخطأ قد تقود إلى نتائج خطأ».
المطلوب استقطاب الشباب الذي فجّر الثورة
ونغادر «الشروق» إلى «أخبار اليوم» لنكون مع زميلنا وصديقنا أحمد طه النقر ـ ناصري ـ وقوله مذكرا بخالد الذكر: «كانت العدالة الاجتماعية هي الوصفة السحرية التي انتصر بها عبد الناصر على أعداء الداخل والخارج، وتخلص بها من جماعة الإخوان وهو ما أفسح له مكانا ومكانة في قلوب المصريين، وأحبط كل محاولات تشويهه، خاصة من عملاء أمريكا ونظام السادات ومبارك. دولة مبارك الفاسدة التي لا تزال قائمة ومسيطرة ومتغلغلة في الصحافة والإعلام وكل مفاصل الوطن، وهي تعطل كل محاولات الإصلاح والتطهير، ناهيك عن أنها تحاول تبييض وجه نظام مبارك وإعادته في نسخة معدلة. السيسي مطالب أيضا بالبدء فورا في عملية تطهير جذري للتخلص من دولة الفساد واستقطاب الشباب الذي فجر ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وشارك في ثورة 30 يونيو/حزيران، ولكنه بات يشعر بأن دولة مبارك أوشكت على سرقة الموجة الثانية للثورة، كما سرق الإخوان موجتها الأولى».
مبارك لم يعترض على إطلاق
الرصاص على المتظاهرين
وما أن سمع زميله في «الأخبار» محمد عبد الحافظ رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» ـ ناصري ـ التي تصدر عن المؤسسة نفسها اسم مبارك حتى صاح في العدد نفسه قائلا:»الذين يرددون أن مبارك كان حكيما لأنه لم يفعل مثل بشار الأسد ولم يقتل شعبه، فالحكمة هنا لا تعود لمبارك ولكنها تعود إلى جيش مصر الذي يعرف مبارك جيدا أنه لن يستجيب له لو طلب منه إطلاق رصاصة على الشعب. والذين يرددون أن مبارك يحب البلد وإلا كان قد غادر مصر مع أسرته فهو لم يغادرها حبا فيها، ولكن طمعا فيها فهو لم يتصور أن الأمور ستتطور إلى هذا الحد، وكان يطمع أن تعود الأمور لمجاريها مرة أخرى. والذين يبرئون مبارك من قتل المتظاهرين فليقرأوا شهادة الوزير عمر سليمان، التي نشرتها «الأخبار» يوم الخميس الموافق ستة وعشرين من مايو/ايار عام 2011، وأكد فيها تورط مبارك في قتل الثوار قائلا: كنت أنقل له كل ساعة تقارير العادلي وزير الداخلية عن إطلاق الرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين، في محاولة لإفشال الثورة والتمكين لاستمراره في الحكم، ولم يعترض الرئيس السابق مطلقا على إطلاق الرصاص الحي، وهذه شهادة كانت ضمن أدلة إدانة مبارك التي أوردتها النيابة في القضية وقتها، ولا يمكن أن يشكك أحد في مصداقية شهادة الوزير عمر سليمان».
الإعلاميون غلّبوا مصالحهم على مصلحة الوطن
ومن «الأخبار» إلى «الوطن» في يوم الخميس ذاته وننهي به معارك تقرير اليوم، وستكون لزميلنا محمود الكردوس وتعليقه على مقال لرئيس التحرير زميلنا وصديقنا مجدي الجلاد عن المستوى الهابط لبعض الإعلاميين قال:
«رسالة المقال يختلط فيها أكثر من دافع بعضها فطري مثل أدب «الجلاد» المعروف عنه طبيعته وحرصه على عدم إغضاب «زملاء مهنته»، لا يحب كلمة «تطهير» لمنظومة الإعلام. والخلاصة أن رسالة المقال لم يتجاوز حد «الكسوف»، ومن ثم يمكن القول ان الجلاد ربح أكثر مما ربحت منظومة الإعلام. هذا ليس وقت كسوف فمصر في مرحلة لا ينفع فيها حياء وآراء مواربة وحسابات ودية، وما دام الجلاد قد اختار أن يكون «وش كسوف» وهذا حقه، فليسمح لي بأن أكون «وش إجرام»، وعليه أن يتحملني، فكل الإعلاميين، إلا قليلا، متساوون في توحشهم وفي تغليب أهوائهم ومصالحهم الشخصية على مصلحة البلد. كلهم «إلا قليلا» متساوون في انعدام الخيال والجعجعة والاعتقاد الخاطئ بأنهم أصحاب مواقف. كلهم «إلا قليلا» متحولون، أكلوا على كل الموائد، الذي يشيطن مبارك كان يسبح بحمده ويهرول في لقائه أو لقاء وريثه. والذي هاجم الإخوان كان يروج لهم ويراهم شركاء في 25 يناير/كانون الثاني، ويطالب بمنحهم فرصة. والذي يولول على دماء الإخوان ويمشي في جنائزهم يدوس بقدميه على دماء شهداء الجيش والشرطة. والذي ينتقد السيسي ويسخر منه ويستعجله،
لا يريد أن يسأل نفسه أي مصير ستؤول إليه مصر إذا فشل السيسي. كل الإعلاميين وبدون ذكر أسماء سواسية كأسنان المشط وأنا وأنت وكل العاملين في المجال يعرفون أن الحال سيبقى على ما هو عليه، ما دام الكسوف سلاحنا».
وهكذا استخدم محمود أغنية المطربة الراحلة فايزة أحمد يا امه القمر على الباب يا امه أعملي معروف ما عادش فيها كسوف.
البخاري أُلهم حفظ الحديث وهو في سن العاشرة
وإلى المعارك التي لا تزال متواصلة حول بعض الأحاديث في صحيح البخاري، حيث نشرت جريدة «عقيدتي» الدينية يوم الثلاثاء الماضي حديثا مع الدكتور الشيخ عبد الله الصبان، رئيس قسم الحديث بكلية الدراسات الإسلاميـــة والعربية بجامعة الأزهر، أجراه معه زميلنا محمد الساعاتي ومما قاله فيه:»اتهام البخاري بأنه نشأ في بيئة قميئة مما يجعل الأحاديث التي جمعها غير صحيحة، أؤكد أن من يقول ذلك إنما هم جهلاء ولا يعرفون شيئا مطلقا. ان جد الإمام البخاري وهو «بن ذرية» كان وثنيا وأسلم على يد رجل من قبيلة جعفة، والإسلام يجــب ما قبــله، كما نعرف، ونشأ يتيما مع ذكاء ونبوغ مبكر، ونزح البخاري الى المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، بصحبة أخيه وأمه، فعادت الأم والشقيق وبقي البخاري الذي ألهم حفظ الحديث وهو في سن العاشرة أو أقل كما قيل.
ونرد على هؤلاء بأنهم لابد عليهم قراءة سيرة الإمام البخاري ليتأكدوا من شيء مهم جدا، ألا وهو أن بعض المشهود لهم بالصدق والصلاح في تلك الفترة رأى رؤيا الطفل البخاري وهو يمشي خلف النبي «صلى الله عليه وسلم»، فكلما رفع النبي «صلى الله عليه وسلم» قدمه وضع أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع وفي رواية ويضع قدمه على خطوة النبي «صلى الله عليه وسلم» ويتبع أثره. ومن هنا يأتي الرد على هؤلاء الذين يشككون في نشأة وبيئة الإمام البخاري، فنقول لهم كيف لرجل عاش في رحاب رسول الله «صلى الله عليه وسلم» أن يكذب علينا بوضع أحاديث ضعيفة.
ويعد صحيح البخاري أول كتاب صنف في الحديث الصحيح فقط ويمتاز بمنهجه المتفرد المدهش في اتقانه، وقد أمضى في جمعه وتمحيصه وتأليفه ست عشرة سنة، وخرجه من بين ستمئة ألف حديث، وما وضع فيه حديثا إلا بعد أن يغتسل ويصلي ركعتين ثم يستخير الله في وضعه، ولم يخرج إلا ما صح عن رسول الله « صلى الله عليه وسلم» بالسند المتصل الذي توفر في رجاله العدالة والضبط.
لقد حاز كتاب الصحيح بفخر على لقب أصح كتاب بعد كتاب الله تعإلى إن من راجع الأحاديث التي انتقدت عددها أربعة أحاديث وطالع النقد الذي وجه إليها ووجد أن هذا النقد لا يمس جوهر الصحيح وإنما هو نقد شكلي ناشئ عن شدة حذر العلماء ويقظتهم كاعتراضهم على حديث بأنه مرسل من أن صورته صورة المرسل، أما في الواقع فهو موصول معروف الوصل عند المحدثين، ومثل حديث يرويه لبعض الرواة مرسلا وهو من رواية أقرانه متصل ولكن البخاري يذكر الروايتين معا لدفع ما توهم الرواية الأولى وأشعارا بأن العلة غير فادحة».
أحمد لطفي شلبي: الإسلام
أنصف المرأة وجعل لها ذمة مستقلة
كما نشرت «الأهرام» يوم الخميس مقالا للدكتور أحمد لطفي شلبي قال فيه مهاجما المستشار السابق أحمد ماهر وما قاله في حلقة العاشرة مساء في قناة دريم التي يقدمها زميلنا وصديقنا وائل الإبراشي: «هالني ما سمعته من السيد أحمد عبده ماهر في احدى الفضائيات الخاصة من جرأة على أئمة الإسلام ونقد غير مبرر لكتب التراث على طريقة «لا تقربوا الصلاة». وما يهمني هنا هو رفع الظلم عن أئمتنا وعن كتبهم، أما أسلوبه فلا علاج له عندي سوى اللجوء إلى ساحات القضاء الذي أظن أنه لن يرضى أن يوصف الإمام القطب الرباني محي الدين النووي بأنه إرهابي. سأكتفي بالرد على فرية واحدة وهي أن الإمام النووي لا يريد أن يعالج الرجل زوجته ولا أن يكفنها إذا ماتت، ولبيان ذلك أقول لقد بالغ مقدم الحلقة وضيفه في الاستهزاء والسخرية من حكم فقهي منقول من كتب التراث، بنى الإمام النووي هذا الحكم على أساس متين وأصل في الإسلام، ينبغي أن يفرح به الأستاذ وائل وضيفه، وهو أن للمرأة ذمة مالية مستقلة، فالإسلام هو الذي أنصف المرأة وجعل لها هذه الذمة المستقلة، بحيث لم يجعلها تذوب في ذمة زوجها، كما هو الحال في الغرب، وإذا كان للمرأة هذه الذمة المستقلة فلماذا لا تنفق منها إذا مرضت؟
هذا الحكم هو حكم قضائي وليس دينيا، في الأحوال الطبيعية يذوب كل من الزوجين في الآخر ولا يكون بينهما أي فرق، بحيث ينفق كل منهما على الآخر من دون تردد أو تملل، إذا أرادت المرأة أن توجب على الرجل ذلك فلتتنازل أولا عن شخصيتها المستقلة وعن ذمتها المالية فهل ترضى بذلك؟
هذا كله فرض ثبوت هذا الحكم فإن به خلافا سائغا بين العلماء خلاصة هذا الخلاف ومحلة هو في نقطة صغيرة وهي تحديد المرأة الأصلية، فمن رأى أن العلاج و الكفن من حوائجها الأصلية قال بموجبها على الزوج، ومن رأي أن هذه الأشياء ليست في الحوائج الأصلية لم يوجبها عليه. والراجح في المسألة هو الوجوب هناك فرق بين حال غنى المرأة وفقرها وما يقوله الإمام النووي هو في حال يسار المرأة. أما في حال فقرها فيجبر زوجها على ذلك قولا واحدا».
الإعلام أخطر على مصر
من سد النهضة
وإلى الكتاب الساخرين فها هو محمد حلمي في «المصريون» يرى ان الاعلام المؤيد للسيسي بات يمثل خطراً على البلد بسبب مسلسل الاكاذيب الذي يرزح فيه ذلك الاعلام، مولياً وجهه نحو ارضاء الرئيس ومن حوله وغير مكترث بما يهم الشعب وهو ما يحزن الكاتب ويزعجه: «يلفت انتباهي في تصريحات القيادة السياسية حول سد النهضة، انها تحاول التبريد أو التلطيف، وكأنها تقلل من مخاطرتأثير السد على احتياجاتنا من المياه، مع التلميح إلى قدرتنا على تحمل متاعب نقص المياه لعدة سنوات من دون ضجر أو قلق.. لا بأس.. دعونا نترك تصريحات القيادة السياسية لتقييم الخبراء سلباً أو إيجاباً.. لكن يبقى مصدر القلق من تقييم إعلاميي الهجص، من نوع ذلك العبيط الذي أعلن خبر تهريب غواصة تجسس يقترب وزنها من الطن داخل حقيبة بالمطار.. فربما يباغتنا أحدهم مستخفاً بعقولنا، كالعادة، ليؤكد عدم خطورة سد النهضة على حصتنا من المياه، لأن التصوير الجوي أكد أن منابع النيل ليست في إثيوبيا وإنما في مغاغة بالمنيا».
حسنين كروم
اللهم لا اسالك رض القضاء ولكني اسالك اللطف فيه.
اشرب يا شعب “مسْر” الله يهنيييك بالسيسي