دمشق ـ أنطاكيا ـ «القدس العربي»: استعادت فصائل المعارضة السورية، مساء أمس الإثنين، تلة عثمان الاستراتيجية قرب قرية البانة في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد ساعات من سيطرة قوات النظام السوري عليها.
وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «تمكن مقاتلو جيش الجبهة الوطنية من استعادة السيطرة على تلة عثمان بعد ساعات من سيطرة القوات من خلال تنفيذ عملية انتحارية قتل خلالها أكثر من 15 عنصرا من القوات الحكومية وأسر 9، فضلا عن هروب بقية العناصر باتجاه معسكر بريديج».
أنباء عن مفاوضات تركية ــ كردية غير مباشرة… وأوجلان ينصح «قسد» بالتفاوض
وكانت المعارك العنيفة قد تسببت بمقتل 26 مقاتلاً من الطرفين، تزامناً مع استمرار القصف السوري والروسي على المنطقة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن اشتباكات عنيفة أمس بين الطرفين، اندلعت في ريف حماة الشمالي المحاذي لمحافظة إدلب (شمال غرب)، وتسببت المعارك وفق المرصد، بمقتل 11 من قوات النظام مقابل 15 من «هيئة تحرير الشام». واستقدمت الفصائل الجهادية، وفق عبد الرحمن، تعزيزات عسكرية في محاولة لصد تقدم قوات النظام.
المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني في إدلب الرائد يوسف حمود، وصف في اتصال مع «القدس العربي» العمليات العسكرية القائمة بأنها «معارك عنيفة تغلب عليها عمليات الكر والفر». وقال حمود إن النظام السوري يحاول جاهداً بدعم روسي التقدم في سهل الغاب لأسباب تتعلق بتأمين قاعدة روسية في المنطقة حيث تدور المعارك على محور كفرنبوذة – جنابرة – تل عثمان في ريف حماة الشمالي. وأكد المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية تقدم قوات النظام الذي جاء «بعد التمهيد الناري الكثيف لقواته». وأضاف المتحدث لـ«القدس العربي» أن القوات المهاجمة حاولت التقدم مع ساعات الفجر حيث «قمنا بصد الهجمات وتكبيد القوات المهاجمة خسائر بشرية وعتاداً».
وبالانتقال إلى الشؤون السياسية قال بيان قرأه اثنان من محامي عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، إن أوجلان دعا أمس قوات سوريا الديمقراطية إلى السعي لحلول في سوريا بأساليب أخرى غير الصراع، حسب وكالة رويترز.
وأوجلان مسجون في تركيا منذ عام 1999. ويبدو أن الرسالة السرية للزعيم الكردي عبد الله أوجلان وصلت إلى أكراد سوريا منذ فترة، فقد سرت أنباء عن مفاوضات غير مباشرة بين تركيا و«وحدات الحماية» الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، بشأن ترتيبات إقامة المنطقة الآمنة، شرق نهر الفرات. ونقلت المصادر الصحافية عن القيادي في «قسد»، مظلوم كوباني، تأكيده أن قواته على استعداد للحوار وحل المشاكل العالقة مع تركيا عبر المفاوضات وبطرق سلمية، وعبر شروط، منها «إعادة عفرين إلى طبيعتها». (تفاصيل ص 4 ورأي القدس ص 23)