إذاعة أمريكية: مشاريع السعودية النووية تثير القلق

حجم الخط
2

لندن ـ “القدس العربي”:

نشر موقع “الراديو الوطني العام”  الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن دوافع السعودية بناء مفاعل نووي. وجاء في التقرير ان السعودية تقوم في نواحي العاصمة الرياض ببناء مفاعل نووي أو ما تراه مستقبل الطاقة في البلاد. ففي مركز الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا تقوم الحكومة السعودية ببناء مفاعل نووي للأبحاث. وسينتج المفاعل الذي صممته الأرجنتين عشرات من الكيلووات وهو جزء صغير مما تحتاجه المملكة. ولكن خطط المملكة تضم مفاعلات تنتج طاقة بالغيغا وات. وتبدو  الخطط السعودية، على الورق، سلمية لانتاج الكهرباء وتوفير الطاقة لمحطات التحلية لكن الخبراء في الحد من انتشار الطاقة النووية قلقون من أن الطموحات السعودية قد تكون جزءا من المنافسة الجارية بينها وإيران والتي حصلت على الطاة النووية التي قد تساعدها في انتاج الطاقة النووية. وتدفع الولايات المتحدة وغيرها مثل كوريا الشمالية والصين لمساعدة  السعودية على البدء  بمشروع نووي للأغراض السلمية. وتقول شارون سقاسوني الخبيرة في الطاقة النووية والبروفسورة بجامعة جورج تاون إن السؤال الأكبر هو الخلفية وراء المشروع و “هل لدينا سيطرة كافية تجعلنا نثق بالسعودية؟ خاصة أنهم كانوا واضحين في  نيتهم لو ساءت الأمور مع إيران”.

وفي الوقت الحالي تقوم السعودية بتوليد الطاقة الكهربائية من النفط والغاز. ولكن السعودية  تتوقع ان يكون النفط سلعة ثمينة للتصدير ولهذا بدأت قبل عقد بمتابعة طموحاتها لبناء  برنامج للطاقة النووية. وتقول سقاسوني إن السعودية واصلت بحثها رغم  الكارثة التي حصلت في مفاعل فوكوشيما دياتشي في اليابان مع أن ” معظم الدول  توقفت عن المشاريع النووية ولكنهم واصلوا قائلين: أنظروا، هذه خطتنا بعيدة المدى”. وتضيف سقاسوني إنها مندهشة قليلا من الإهتمام السعودي المتواصل بالمفاعلات النووية لكلفته العالية ولأنها تستطع بسهولة تبني مصادر للطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية. ولكن اهتمامها كما تقول الباحثة ربما ارتبط بالمنافسة الإيرانية. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان للمشروع الإيراني أبعاد عسكرية في الماضي. واليوم تملك إيران ألافا من أجهزة الطرد المركزي التي يمكن من خلالها تخصيب اليورانيوم. وبناء على مستوى التخصيب فيمكن لليورانيوم استخدامه في توليد الطاقة للمفاعلات النووية أو بناء القنابل النووية. ومنذ عام 2015   تراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعن قرب أجهزة الطرد المركزي كجزء من اتفاقية جمد فيها مشروع إيران لتخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات. ولكن القدرات النووية الإيرانية تجعل من السعودية قلقة. وفي مقابلة مع برنامج ستون دقيقة على قناة سي بي أس تعهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالحصول على القنبلة النووية في اللحظة الي تحصل فيها إيران عليها. وقال المسؤولون السعوديون إن المفاعل النووي الذي يبنى خارج الرياض لا علاقة له بالقنبلة النووية.

وفي بيان لموقع “بلومبيرغ نيوز الشهر الماضي  أكدت فيه وزارة الطاقة والتصنيع والمصادرالطبيعية أن المفاعل هو  للأغراض السلمية. وأكدت الوزارة ان المشروع يلتزم بالكامل بقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأطر الدولية التي تغطي الطاقة النووية واستخدامها السلمي. ويقول أرون ستين مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية إن المفاعل صغير لكي يستخدم لصناعة القنبلة “فهذا ليس شيئا يمكن للبلد استخدامه في برنامج نووي”. وفي الحقيقة من الصعوبة بمكان استخدام مفاعلات للطاقة النووية كبيرة لأغراض السلاح النووي. ولكن السعودية لا تزال هادئة حول رغبتها بالحصول على أجهزة الطرد المركزي، وهذه قانونية  وتستخدم لتخصيب اليورانيوم إلا أن ستين يرى ان متابعة السعودية للبرامج النووية سيرسل رسائل قلقة في المنطقة. فالخطوة ستفسر على أنها تحرك للحماية والتفكير ببناء أسلحة نووية بعد ذلك. وتفكر إدارة ترامب بتوقيع اتفاقيات للمفاعلات النووية ولكن سقاسوني  ترى ضرورة ضبط الإتفاقيات. وتأمل بحصول الولايات المتحدة على تأكيدات بعدم استخدام السعودية المفاعلات لانتاج السلاح النووي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شجرة الخلد:

    منذ قليل وصل بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إلى بغداد.انتقل بطائرة شينوك من المطار إلى المنطقة الخضراء ، سيتناول السحور ويغادر.

  2. يقول نايل:

    اذا التزمت إسرائيل وإيران بالاتفاقيات والمعاهدات النوويه التي تحظر الأسلحة النووية ستلتزم السعوديه بذلك.

إشترك في قائمتنا البريدية