حمدي غيث عاني في أواخر حياته من جحود أهل الفن
رحيل ريتشارد قلب الأسد السينما المصرية:حمدي غيث عاني في أواخر حياته من جحود أهل الفنالقاهرة ـ القدس العربي ـ من عمر صادق ومحمد عاطف: رحل صباح أمس الثلاثاء الفنان الكبير حمدي غيث (84 عاما) بمستشفي عين شمس التخصصي بعد معاناة مع مراض الشيخوخة.. وتشيع الجنازة من المسرح القومي بناء علي وصيته.. وتقام ليلة العزاء الخميس بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين.عاني الفنان الكبير من جحود أهل الفن حيث لم يزره بالمستشفي سوي 5 فنانين وفنانات من زملائه القدامي علي رأسهم سميحة أيوب ومحمد الدفراوي ومحمد السبع ومحسنة توفيق وفاروق الفيشاوي بالإضافة إلي أعضاء مجلس نقابة الممثلين ونقيبها د. اشرف زكي.بدأت الحالة المرضية للفنان الراحل في دوره له كنقيب للممثللين والتي لم يكملها وانسحب منها.عاني الفنان الراحل من أزمات نفسية حادة بعد رحيل شقيقه الفنان عبد الله غيث وكان يعالجه آنذاك د. محمد شعلان ود. عادل صادق.ويعد غيث من جيل الرواد وأوائل من التحقوا بمعاهد التمثيل وكان فريد شوقي وسيدة الشاشة فاتن حمامة من دفعته ودرس علي يدي بعض الأساتذة الذين عملوا معه في أفلام تالية من بينهم زكي طليمات الذي زامله في فيلم الناصر صلاح الدين حيث أدي شخصية ريتشارد قلب الأسد.. وعبد الوارث عسر في فيلم صراع في الوادي ولعبت الفنانة فاتن حمامة بطولة الفيلم.المقربون فقط يعرفون قصته مع الغناء في بدايات حياته الفنية نظرا لما يتمتع به من صوت جهوري واستمع إليه بالفعل نجوم التلحين آنذاك أمثال محمود الشريف وعلي اسماعيل والسنباطي وأقروا بإجادته تقديم أغان يطلق عليها موتيفات ولكن المشروع تعثر بعد انطلاقته في مجال السينما.. وظلت موهبة الغناء مصاحبة للفنان الكبير والتي عبر عنها من خلال أمسية بوردة البوصيري التي شارك فيها بصوته فأضاف بهجة وسعادة وفهما لكلمات ومعاني قصيدة الحبيب لمصطفي صلي الله عليه وسلم.ويعد حمدي غيث أول نقيب للممثلين يطبق لائحة النقابة علي المتعاملين في الوسط التمثيلي بعد فوزه الساحق بالمنصب في الدورة التي نجح فيها في الثمانينات بعد النقيب الأسبق زكريا سليمان .. وكون غيث وقتها ما يعرف بمحاكم التفتيش علي الأعمال الفنية كانت مهمتها إحالة أي فنان لا يحمل تصريحا من النقابة إلي النيابة للتحقيق وأطلقوا عليه لقب شمشون الممثلين بسبب شدته وقسوته أحيانا في تنفيذ لوائح النقابة.وإذا كان الجمهور قد شهد علي عبقرية أداء الفنان الراحل كممثل فإنه لا ينسي قدرته الفائقة كمخرج مسرحي حيث قام بإخراج أكثر من 80 مسرحية علي مدي مشواره معظمها لمسرح الدولة وكان يعتز بالمسرح القومي بصفة خاصة ودوره في إثراء الحركة المسرحية وعندما كان يُسند إليه عمل سواء كممثل أو مخرج كانت علامات السعادة والرضا تبدو علي ملامحه.. وكانت إحدي أمنيات عمره في سنواته الأخيرة تقديم مسرحية الحسين شهيدا ونافسه علي نفس الرغبة الفنان الراحل كرم مطاوع الذي فاز بالعرض.مشوار حمدي غيث لم يتوقف فقط علي أدواره في المسرح. .فقد قدم للتليفزيون العديد من الأدوار المتميزة والناجحة مثل مسلسل زيزنيا تأليف أسامة انور عكاشة ووإخراج جمال عبد الحميد وكان يستعد للمشاركة في الجزء الثالث من هذا المسلسل بمجرد انتهاء عكاشة من كتابته.. ويعد مسلسل السليمانية آخر أعماله ومن الصدف انه تحدث في هذا العمل عن العديد من الأمور والقضايا السياسية والاقتصادية والفنية ودعا ألا تطرد العملة السيئة العملة الجيدة. وتمني انتهاء الاحتلال الأمريكي للعراق.. وأن يعم السلام منطقة الشرق الأوسط.أكد د. أشرف زكي نقيب الممثلين أن النقابة تدرس حاليا إصدار كتاب يوزع بمناسبة ذكري الاربعين.. كما تجري حاليا مفاوضات بين النقابة وهيئة قصور الثقافة لإذاعة فيلم تسجيلي عن الفقيد الراحل.تقول الفنانة سميحة أيوب التي زاملت الفقيد الراحل بأن الفنان حمدي غيث يمثل خسارة فادحة علي مستوي المسرح تحديدا وتقول: هذا الفنان أحد رواد المسرح الحقيقيين وكان يتميز بقوة الشخصية والتمكن والسيطرة علي المجموعة من خلال عمله كمخرج.. كما كان يجيد الحديث باللغة العربية الفصحي ويتميز بصوت جميل يسهل له الحصول علي العديد من فرص العمل.وتقول الفنانة محسنة توفيق: عملت في فترة الستينيات مع الفنان الكبير حمدي غيث ورغم شدته في التعامل معنا كمخرج إلا أنه يتمتع بقلب طفل وكان رجل المواقف الصعبة بحق.. ووفاته تمثل خسارة كبيرة لأهل المسرح بشكل خاص.. وكان أداؤه التمثيلي يؤكد علي عبقرية وتفرد هذا الفنان وعمق موهبته في كل المجالات الفنية.2