بيروت- «القدس العربي»: تحت عنوان «حقهم يرجعوا»، نظّم جهاز المعتقلين والمصابين والأسرى في حزب «القوات اللبنانية» مؤتمراً حول قضية المعتقلين والمخفيين قسراً في السجون السورية تخلّله خطاب عالي النبرة لرئيس حزب القوات سمير جعجع من النظام السوري.
وفي توصيات المؤتمر دعا حزب القوات اللبنانية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة «الى تبني قضية المعتقلين اللبنانيين والمفقودين في سجون النظام السوري إذ لم يعد مقبولاً أن تبقى الدولة اللبنانية غائبة عن هذه القضية الإنسانية. كما طالب المجلس النيابي بإصدار إعلان يتبنى فيه قضية المعتقلين، وإمهال الدولة اللبنانية فترة ثلاثة أشهر للمبادرة إلى التحرك من اجل الوصول إلى نتائج عملية في هذا الملف، وفي حال عدم التجاوب سيتوجّه حزب القوات اللبنانية إلى جامعة الدول العربية لعرض ملف اللبنانيين . وبعد تحديد مهلة زمنية للجامعة العربية تمتد ايضاً ثلاثة اشهر وفي حال لم تثمر هذه الخطوة ، يتولى حزب القوات رفع القضية إلى الامين العام للامم المتحدة والطلب اليه تشكيل لجنة تحقيق دولية لجلاء مصير المئات من المعتقلين اللبنانيين والمخفيين قسراً في سجون النظام السوري».
واشار في كلمته إلى «ان النظام السوري اطلق من سجونه قيادات تنظيم «القاعدة» وتنظيم «الزرقاوي» وشجّعهم على إنشاء «داعش» لتهديد امن كل الشعوب، ولم يفرج عن معتقلين لبنانيين ابرياء مظلومين لا ولم يشكّلوا مجرّد خطر صغير على احد، فهنيئاً لمحور الصمود والتصدي والمقاومة بإنجازات النظام السوري العظيمة، وهنيئاً لهم ايضاً وحدة المسار والمصير التي تجمعهم».
ولفت إلى «ان ما قام ويقوم به نظام السجون والقبور بحق المعتقلين اللبنانيين لديه يتناقض مع كل الشرعات والمواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان، ومع الضمير الإنساني الجامع، ومع قيم ومبادئ الأديان السماويّة وغير السماوية كلها، لكن لماذا الاستغراب، ما دام الشعب السوري بذاته لم يسلم من بطش ووحشية وإرهاب هذا النظام»، معتبراً «ان البطولة والشجاعة ليستا ان يستقوي هذا النظام على معتقلين لبنانيين عزّل لديه، فجنود الأسد أسود في سجونهم على الأبرياء والمعتقلين، وفي ساحاتنا ثعالب امام المقاومين».
القوات تطالب الدولة بتبنّي قضية المعتقلين وإلا التوجه إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة
وقال جعجع «ابتسمت في مكان وحيد خلال ندوتنا وهو عندما ذكر الوزير نجار وزير العدل السوري، ولدي توصية للجنة المتابعة اننا نواجه نظاماً مجرماً وكذّاباً لذلك كل القانون والمقاربات السياسية لا تنفع معه لأنهم ليسوا بشراً كما انهم ليسوا مثلهم مثل بقية العالم، لذلك علينا تجميع وسائل للضغط على النظام من اجل إستعادة المفقودين كما فعلت تركيا وتمكنت من استعادة عبدالله اوجلان».
اضاف «ان ننسى ايّها السّادة، لا ننسى الذين استشهدوا، وايضاً الذين اعتقلوا كي نبقى نحن. ان ننساهم، انها الخطيئة المميتة. ان ننسى، لا ننسى بطرس خوند، لا ننسى الأبوين شرفان وابي خليل، لا ننسى معتقلي 13 تشرين، لا ننسى مئات ومئات اللبنانيين المعتقلين والمخفيين قسراً في سجون نظام السجون والقبور، او ما تبقّى منه بعد في سوريا». اضاف «إذا كان الشهيد قد استشهد مرّةً واحدة، فإن المعتقل والمخفي قسراً يستشهد عند كل صياح ديك، ونحن بدورنا لم ولا ولن ننكر معتقلينا ثلاث مرات قبل صياح الديك، بل نجدد الالتزام بقضيتهم عند كل إشراقة شمس. نحن قوم لا نفرّط بألم وتضحيات المعتقلين تحت ايّ عرض اسعار سياسي وغير سياسي، هناك من يقول ان كان لدينا مشكلة مع النظام السوري عندما كان يحتل لبنان فما هو فاعل اليوم؟ اين المسجونون والمفقودون وماذا عن مسجدي التقوى والسلام وميشال سماحة؟ لأن السياسة عندنا لا تنفصل عن الأخلاق، ولا سياسة إذا لم تقترن بالإيمان بالقضايا المبدئية المحقة والالتزام بها مهما كان ذلك مكلفاً».
وتوجّه إلى كل معتقل في السجون السورية، بالقول «رفيقي المعتقل، ستبقى حرّاً عزيزاً شريفاً في اي حالة كنت، وسيبقى النظام الذي اعتقلك مجرماً ووحشياً ويعاني عقدة نقص تجاه الديمقراطية والحرية والإنسان. رفيقي المعتقل، لم يقتادك النظام السوري إلى سجنك الصغير وحدك، بل كان شعبك برمّته موضوعاً في سجن كبير. واليوم وبعدما خرج الشعب اللبناني من سجنه الكبير اصبحت انت الشاهد الملك المتبقي على مآسي وارتكابات هذا النظام، لذلك هو يحاول إخفاء اي اثر لك، ويُمعن في طمس وإخفاء ما تبقّى من معالم جريمته الكبرى بحقّك وبحق اللبنانيين جميعاً. رفيقي المعتقل والمخفي قسراً، لم يعتقلك نظام السجون والقبور في الأساس إلا لأنك كنت حرّاً، فلو لم تكن حراً، لكان وضعك في اعلى المناصب وقدّمك الصفوف، بدل حياة القهر التي جعلك فيها. لكن مهلاً، جنتهم في الذّل لا نرضى بها، وسجوننا بالعزّ افخر منزل».
وأشار إلى «ان ما قام ويقوم به نظام السجون والقبور بحق المعتقلين اللّبنانيين لديه يتناقض مع كل الشرعات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ومع الضمير الإنساني الجامع، ومع قيم ومبادىء الأديان السماوية وغير السماوية كلّها. لكن لماذا الاستغراب، ما دام الشعب السوري بذاته لم يسلم من بطش ووحشيّة وإرهاب هذا النظام»، معتبراً «ان تسويف النظام السوري ومماطلته وتلاعبه بهذه القضية الإنسانية المزمنة يُحتّم على الحكومة اللبنانية الشروع في اتّخاذ خطوات قضائية وسياسية تجاه هذه القضية، وصولاً إلى إحالة هذا الملف لدى محكمة العدل الدولية والمراجع العربية والدولية المختصة».
واستغرب «ان يسلّم نظام السجون والقبور إلى إسرائيل رفات جندي إسرائيلي آخر قتل في البقاع العام 1982 ضمن صفقة سرية غامضة ومشبوهة، فيما هو يعتقل مئات اللبنانيين بالتهمة الجاهزة والمعهودة لديه وهي التعامل مع إسرائيل، وفيما هناك لجنة لبنانية-سورية تألّفت منذ العام 2005 لتقصّي الحقائق في موضوع المعتقلين، واعاق النظام السوري عملها بالمماطلة والتّسويف والتّعتيم، بحيث انها لم تتمكن من التوصّل إلى اي نتـيجة جـدية، لـجهة الكشـف عن مصير المعتقلين، سواء من لا يـزال حيّا منهم، او مـن كان ميتاً».