أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية فصل أحد مذيعي راديو 5 بعدما غرد على تويتر بأن «المولود الملكي يغادر المستشفى»، ولكن الصورة التي أرفقها لم تكن صورة الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل مع مولودهما الجديد، وإنما كانت صورة زوجين تبدو عليهما سمات الأرستقراطية ويتوسطهما قرد يرتدي معطفا وقبعة وهو ماسك بيد المرأة. وقد أزال المذيع هذه التغريدة العنصرية بعد موجة الاستنكار التي تعرض لها، وكتب على تويتر «آسف على أن الصورة الهزلية التي نشرتها للشخص (يقصد القرد) الصغير ذي الملابس الفاخرة قد أزعجت بعض الناس. ولكن المعنى الذي ذهبوا إليه لم يخطر لي أبدا لأن ذهني ليس مريضا. ولهذا حالما اتصل بي الفضلاء لينبهوا إلى الإيحاءات الممكنة، أزلت الصورة. وانتهى الأمر. أما الآن فانتظروا مني تغريدات نابية عن كرة القدم». ثم قدم في تغريدات أخرى اعتذاراته عن «الصورة الهزلية الغبية» وكرر الزعم بأن «الارتباط (يقصد بين الصورة والدلالات العنصرية) لم يخطر لي ببال لولا أن بعضهم أحسن صنعا بتنبيهي وتنويري. (كانت مجرد صورة) صغير بملابس فاخرة. على كل حال لقد تم محوها الآن».
وبما أن هذه الاعتذارات تكاد، من شذوذها واستخفافها، تكون أقبح من الذنب، فقد حمل كثير من المعلقين على المذيع معتبرين أنه يحاول استغباء الناس عندما يدعي الجهل بالدلالات أو الإيحاءات العنصرية للصورة. أما المثير حقا فهو أن المعجبين بهذا المذيع قد انبروا للدفاع عنه مؤكدين أن تغريدته ليست عنصرية! هذا رغم أن الجميع يعلم أن والدة ميغان ماركل أمريكية سوداء، وأن أشهر الشتائم والتهكمات العنصرية ضد السود، مثلما تشهد بذلك ملاعب كرة القدم الأوروبية، إنما تستحضر «الصغير» ذاته الذي استحضره المذيع.
وجب التذكير بأن العنصرية لا تزال من الأمراض المسكوت عنها في بلداننا العربية. غير أن هنالك الآن استفاقة مثلما تبين في ملتقى تونس للرواية العربية الذي نظم قبل شهرين تحت عنوان «قضايا البشرة السوداء: تسريد العبودية وتسريد العنصرية ومقاربات التحرر»
والواقع أن الأغلبية البيضاء، التي تمثل 87 بالمائة من المجتمع البريطاني، لا تدرك حقيقة تحيزاتها العنصرية. فقد ثارت ضجة كبرى ووجهت كثير من الشكاوى إلى هيئة الإشراف على البث بعد أن علق مذيع نشرة قناة 4 التلفزية جون سنو يوم 29 آذار/ مارس الماضي، أثناء تغطيته للمسيرة المؤيدة للبركسيت في لندن، أنه لم يسبق له أن شاهد تجمّع «مثل هذا العدد الكبير من البيض في مكان واحد». وقد كانت الضجة مناسبة لتكتب الباحثة مريام فرانسوا تحليلا ثاقبا استهلته بالتساؤل: لماذا شعر كثير من البيض بالإهانة لمجرد أنهم عرّفوا بهذا التعريف؟ وأجابت بأن البيض (وهي منهم) لم يتعودوا أن يصنفوا على أساس انتمائهم العرقي. إذ رغم أنهم درجوا على عادة تعريف الآخرين عرقيّا، فإنهم ينزعجون إذا كانوا هم موضوع التعريف العرقي. ذلك أن اعترافنا بـ«بياضنا»، حسب قولها، إنما يعني القبول بأن رؤيانا عن العالم ليست كلية ولا موضوعية، بل هي منظور محدود بمحدودية تجاربنا. ولاحظت أنه لمن الدلالة بمكان أن تثير تصريحات جون سنو من الاستياء ما لم تثره حقيقة أن هذه المسيرة البيضاء تماما قد وقعت في مدينة يمثل السود وبقية الاثنيات 40 بالمائة من سكانها.
وتتساءل الباحثة الفرنسية المسلمة لو لم نكن حريصين كل هذا الحرص على حماية البيض من مواجهة الذات ومحاسبتها لأمكن لهم أن يتساءلوا، عن حق، لماذا اجتذبت حملة دعم البركسيت كل هؤلاء العنصريين بينما لم تجتذب أيا من أبناء الأقليات غير البيضاء؟ ثم تجيب بأن «الميثولوجيا البيضاء»، حسب تعبير جاك دريدا، تنطوي على الاعتقاد بأنه لا وجود بين البيض لأي عنصري. وهذا يعني، بتعبيرنا نحن، أن هنالك عنصرية ولكن بلا عنصريين! والسبب هو أن كثيرا من الناس لا يزالون يعتقدون أن العنصرية هي «كراهية الآخرين بسبب عرقهم»، بينما هي في حقيقتها، في رأي الكاتبة روبن ديأنجلو، «نظام قيم يتربىّ عليه المرء اجتماعيا» إلى درجة الاعتقاد بأن بياض البشرة هو الأصل والمعيار.
هذا، وقد وجب التذكير بأن العنصرية لا تزال من الأمراض المسكوت عنها في بلداننا العربية. غير أن هنالك الآن استفاقة لافتة على صعيدي الوعي الشبابي والحسّ الأدبي، مثلما تبين في ملتقى تونس للرواية العربية الذي نظم قبل شهرين تحت عنوان «قضايا البشرة السوداء: تسريد العبودية وتسريد العنصرية ومقاربات التحرر».
كاتب تونسي
العنصرية بالغرب ستزداد بازدياد إنحراف الأحزاب اليمينية!! ولا حول ولا قوة الا بالله
العنصريه في البلدان العربية أكثر وحشية مما هو عليه في الغرب.
لا ننسى كذلك عنصرية الافارقة السود مع البيض و ان قلت
من الكتابات الساخرة والبارعة لأخي وصديق طفولتي غياث المرزوق، ما جاء ضمن سلسلة أقوال مقارنة ظهرت تحت العنوان «مِنْ حَقَائِقِنَا هُنَا، وَمِنْ حَقَائِقِهِمْ هُنَاكَ!»، ومنها هذه الحقيقة اللافتة للنظر التي تستند إلى قول ثاقبٍ تمَّت إعادةُ كتابتهِ على النحو التالي:
إِنَّ ٱلعُنْصُرِيَّةَ أَضْرَى وَعِيدٍ يَتَوَعَّدُ بِهِ ٱلإِنْسَانُ [أَخَاهُ] ٱلإِنْسَانَ،
إِنَّهَا أَقْصَى دَرَجَاتِ ٱلشَّنَآنِ لِأَدْنَى دَرَكَاتِ ٱلبُرْهَانِ.
وبناء عليه، جاء نص الحقيقة المعنية، هكذا:
[يتبع]…
[تتمة]…
مِنْ حَقَائِقِنَا هُنَا، وَمِنْ حَقَائِقِهِمْ هُنَاكَ (7)
في ذٰلِكَ العَالَمِ «الديمقراطيِّ» وَ«الليبراليِّ» في بِلادِهِمْ:
ثَمَّةَ عُنْصُرِيَّاتٌ جِدُّ قَبِيحَةٍ وَوَقِيحَةٍ يَكُنُّهَا الغَرْبُ إِزَاءَ العَرَبِ غَيْرِهِمْ،
عُنْصُرِيَّاتٌ مَخْبُورَةٌ خُبُورًا كَافِيًا مُنْذُ بِدَايَاتِ «التَّغَرُّبِ» خَارِجَ الوَطَنِ!
وَفي هٰذَا العَالَمِ الديكتاتوريِّ وَالأوتوقراطيِّ في بِلادِنَا:
ثَمَّةَ عُنْصُرِيَّاتٌ أَشَدُّ قَبَاحَةً وَوَقَاحَةً يَبُثُّهَا العَرَبُ إِزَاءَ العَرَبِ أَنْفُسِهِمْ،
عُنْصُرِيَّاتٌ مَخْبُورَةٌ خُبُورًا وَافِيًا مُنْذُ بِدَايَاتِ «التَّشَرُّقِ» دَاخِلَ الوَطَنِ!!
[الحَقِيقَةُ السَّابِعَةُ]
***
/غياث المرزوق، من الكتابات الساخرة
# سيب القروض.
ألا يكفي أن البنك المركزي يأخذ 8.82 بالمئة ضريبة مديرية والبنك المعني يأخذ أكثر من 11 في المئة فائض والكوميسيون حسب قيمة القرض والتأمين يأخذ نصيبه ولجنة إسناد القروض تضرب في النوم وتضرب مصالح الناس عرض حائط البنك لتتعطل حركة المال.
# سيب القروض.