غزة ـ «القدس العربي»: وجهت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» مناشدة طارئة لتأمين مبلغ 295.4 مليون دولار أمريكي، لدعم نحو نصف مليون شخص من المهجرين في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي منذ 51 يوما.
وأعلنت «الأونروا» في بيان لها أمس ان هناك نحو 300 ألف شخص يحتشدون في 85 مدرسة لها، في غزة، وهو عدد لم يسبق ان شهدته غزة عبر تاريخها.
ولجأ في بدايات العدوان نحو نصف مليون من سكان غزة إلى «مراكز الإيواء» التي أقامتها المنظمة الدولية في المدارس، وهي مراكز تفتقر للعديد من مقومات الحياة، وغير مهيأة بالأصل لتكون مراكز إيواء.
وأشار البيان إلى ان انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة يوم 18 آب/أغسطس أدى إلى دخول القتال أسبوعه السابع، وعلى مستوى شديد من العنف يضاهي الأيام الأولى من النزاع.
وأكد انه على خلاف تلك الأيام المبكرة، «أصبح القصف الجوي يتركز الان على الجزء الغربي من غزة، حيث توجد جميع مراكز الإيواء الطارئ التي تديرها الأونروا وحيث يوجد الجزء الأعظم من السكان».
وأشار إلى انه بالنظر إلى ان قطاع غزة مغلق تماماً من الناحية الفعلية وان الجزء الشرقي منه يعاني من دمار شديد وتنتشر فيه الذخائر غير المنفجرة، «فليس أمام الناس أي مكان يذهبون إليه».
وجاء في البيان ان «الاحتياجات الأشد إلحاحاً للغذاء والمواد غير الغذائية، مثل أدوات النظافة الصحية التي تساعد في منع تفشي الأمراض». وذكر ان الأولويات الأخرى تتمثل في تقديم الرعاية الصحية الأولية والدعم النفسي- الاجتماعي، مؤكدة ان جميع العائلات تقريباً في غزة «تتعايش مع الحزن، بما في ذلك العديد من الحالات التي شهدت مقتل عدة أفراد من العائلة الواحدة».
وأشارت أيضا إلى ان «العنف المفرط» المتواصل تسبب بدرجة عميقة من الخوف لدى سكان غزة، وخاصة الأطفال، وان الكثير من الأطفال «سيعانون من تأثير العنف بشكل دائم».
وتطرقت إلى اجصائية وزارة الصحة التي تشير إلى ان ثلاثة آلاف طفل أصيبوا بجروح في الحرب، وانه سيعاني ألف طفل من إعاقة تلازمهم مدى الحياة.
وأوضح البيان ان أنشطة التعليم الطارئ تأتي ضمن الأولويات الناشئة، فلم يكن من الممكن للأطفال ان يبدأوا سنتهم المدرسية الجديدة بسبب استخدام مدارس «الأونروا» كمراكز إيواء وبسبب الجو العام الذي يسوده الخوف وعدم الاستقرار. وأكدت «الأونروا» في بيانها ان الأموال التي سيوفرها النداء العاجل ستمكنها من الشروع في جهود الإنعاش حالما تتوقف أعمال القتال.
وحسب التقديرات فان هناك أكثر من 20 ألف منزل أصبحت غير صالحة للسكن، في ما تعرضت البنية التحتية الحيوية للمياه والصرف الصحي للضرر، إذ يقدر ان ما لا يقل عن 40% من شبكة إمدادات المياه أصبحت غير صالحة للاستعمال.
ونقل البيان عن المفوض العام لـ «الأونروا» بيير كراينبول القول «ان العودة إلى العنف واسع النطاق في أعقاب الانهيار الأخير لمفاوضات وقف إطلاق النار يمثل مأساة شديدة الوقع على المدنيين في غزة».
وأضاف «خلال أسبوع كان ينبغي للأطفال ان يبدأوا سنتهم الدراسية الجديدة، نجدهم بدلاً من ذلك يواجهون استمرار انعدام الأمن والخوف والمعاناة»، مشيرا إلى ان ما يزيد الأمر سوء ان الدمار الشامل يعني ان العديد من الفلسطينيين لن يجدوا مسكناً يرجعون إليه، وانهم سيضطرون لقضاء شتاء قاس في مراكز الإيواء الطارئ.
ودعا المفوض العام المجتمع الدولي لمساعدة «الأونروا» في ضمان ان تحصل جميع العائلات المتضررة على الدعم اللازم وعلى ظروف معيشة كريمة في خضم المأساة الناجمة عن هذا النزاع.
أشرف الهور